السيسي : نتعاون لمواجهة الإرهاب والهجرة غير الشرعية دي سوزا : نقدر أهمية مصر وندعم جهودها لإحلال السلام بالشرق الأوسط شهدت العاصمة البرتغاليةلشبونة قمة مصرية برتغالية ناجحة بين الرئيس عبدالفتاح السيسي ونظيره مارسيلو ريبيلو دي سوزا في مقر رئاسة الجمهورية البرتغالية بقصر بلييم، عقب مراسم الاستقبال الرسمي التي اجريت للرئيس السيسي صباحا وتضمنت استعراضا لحرس الشرف والخيالة من امام كنيسة جيرونموس التي زارها الرئيس ، ثم توجه إلي قبر كامويش شاعر البرتغال الابرز والاهم وابو اللغة البرتغالية ووضع باقة من الزهور علي قبره ليغادر ساحة الكنيسة متوجها إلي القصر الجمهوري في موكب مهيب صاحبته خلاله الخيالة حتي مقر القصر ، لتبدأ مباحثات القمة بين رئيسي البلدين. وفي ختام المباحثات عقد الرئيسان مؤتمرا صحفيا يلقي خلاله كل منهما كلمة خاصة حول سير المباحثات ومجمل العلاقات بين البلدين ، غادر فور انتهائه الرئيس السيسي والوفد المرافق له قصر الرئاسة متوجهين إلي احد القصور الملكية لعقد جلسات مباحثات رسمية مع انطونيو كوستا رئيس الوزراء البرتغالي يتم خلالها استعراض كافة الأُطر التنفيذية المطلوبة لتعزيز التعاون بين البلدين. تنسيق وثيق وأكد الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال المؤتمر الصحفي إن القرب الجغرافي للبلدين الصديقين علي ضفتي البحر المتوسط، يفرض علينا التنسيق الوثيق فيما يتعلق بمجابهة العديد من التحديات التي تمر بها منطقتنا في المرحلة الحالية، وعلي رأسها انتشار الإرهاب والتطرف، ومحاولات تفكيك الدول والنيل من فكرة الدولة الوطنية وتقويض مؤسساتها، بالإضافة إلي مكافحة الهجرة غير الشرعية، وتدفق اللاجئين نتيجة استمرار الصراعات المسلحة والحروب التي يدفع ثمنها الأبرياء من المدنيين. وكان الرئيس قد استهل كلمته قائلا : اعبر عن خالص الشكر والتقدير علي حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة الذي لاقيناه منذ وصلنا إلي بلدكم الجميل، والذي تربطه بمصر علاقات صداقة تاريخية نعتز بها، وروابط تواصل حضاري ضاربة في عمق التاريخ، لاسيما في ضوء الدور السياسي والثقافي الهام الذي تقوم به البرتغال علي الساحة الدولية، والإسهامات التاريخية المميزة لشعبها في خلق جسور التفاهم والتعارف بين الحضارات. وأضاف الرئيس:لا يخفي عليكم أن مصر قد مرت علي مدي السنوات الأخيرة بتغييرات كبيرة، جسدت آمال شعبها في التغيير والحرية والتقدم، وبناء دولة مدنية ديمقراطية حديثة تحقق التنمية العادلة لكل مواطنيها، وهي تطلعات نثق في أنكم تتفهمونها وتؤيدونها بقوة، سواء من واقع تجربتكم التاريخية في البرتغال علي مدي العقود الماضية، أو من خلال ما لمسته منكم أثناء مباحثاتنا من إدراك واع لمحورية مصر كركيزة للاستقرار والأمن في محيطها الإقليمي، والذي يرتبط مباشرة بأمن البحر المتوسط وأوروبا. ومن هنا فإننا نثمن مواقف البرتغال المتوازنة تجاه تطورات عملية التحول الديمقراطي في مصر، ونتطلع إلي استمرار دعمكم لجهودنا في معالجة التحديات الجسام المرتبطة بهذه المرحلة الدقيقة من تاريخ شعبنا. وقال السيسي : لقد شهدت الفترة الأخيرة تطوراً ملموساً في العلاقات الثنائية بين مصر والبرتغال علي محاور عدة، أتطلع للعمل الوثيق معكم من أجل تنميتها وتطويرها نحو آفاق أرحب لما فيه فائدة شعبينا، وبما يحقق تقدماً عملياً وملموساً نحو تفعيل أطر التعاون القائمة بين البلدين. إننا ننظر إلي زيارتنا اليوم للبرتغال، كنقطة انطلاق نحو تحقيق نقلة نوعية في مستوي وحجم التعاون الاقتصادي بين البلدين، ولقد سعدت باتفاقنا علي أهمية متابعة وضع الأطر اللازمة لتنفيذ مشروعات تعاون مُحددة في هذه المجالات وغيرها، وذلك من خلال تفعيل عمل اللجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي والفني بعقد أول اجتماعاتها في القاهرة في المستقبل القريب. وفي هذا الصدد يطيب لي أن أدعو المستثمرين ورجال الأعمال البرتغاليين للاستفادة من الفرص الواعدة في مجال تطوير البنية التحتية في قطاعات تتميز فيها البرتغال علي المستوي الدولي كالنقل والشحن البحري، والطاقة التقليدية والمتجددة، وهي المجالات التي تُنفذ فيها مصر العديد من المشروعات الكبري في إطار خطتها الطموحة للتنمية المستدامة. كما أدعو شركاءنا البرتغاليين إلي الاستفادة من حوافز الاستثمار التي تقدمها الحكومة في إطار قانون الاستثمار الجديد، ومن الفرص المتميزة التي تتيحها مشروعات التنمية في مصر، وعلي رأسها مشروع التنمية بمنطقة قناة السويس بموقعها بالغ التميز في قلب حركة التجارة الدولية. وأكد الرئيس أن القرب الجغرافي لبلدينا الصديقين علي ضفتي البحر المتوسط، يفرض علينا التنسيق الوثيق فيما يتعلق بمجابهة العديد من التحديات التي تمر بها منطقتنا في المرحلة الحالية، وعلي رأسها انتشار الإرهاب والتطرف، ومحاولات تفكيك الدول والنيل من فكرة الدولة الوطنية وتقويض مؤسساتها، بالإضافة إلي مكافحة الهجرة غير الشرعية، وتدفق اللاجئين نتيجة استمرار الصراعات المسلحة والحروب التي يدفع ثمنها الأبرياء من المدنيين. وقال الرئيس: لقد تناولنا في مباحثاتنا اليوم سبل التنسيق بشأن مسارات حل عدد من الأزمات التي باتت تسويتها ضرورة حتمية لمستقبل أمن واستقرار منطقة البحر المتوسط، وإنني أتطلع للاستمرار في التنسيق والتشاور الوثيق بين بلدينا سواء علي المستوي الثنائي أو في إطار المحافل الدولية متعددة الأطراف، وكذا فيما يتعلق بالتعاون الثلاثي في تنمية القارة الإفريقية التي تعد نقطة التقاء غاية في الأهمية بين السياسة الخارجية لبلدينا. وفي هذا السياق اسمحوا لي أن أنتهز هذه الفرصة لأعرب عن صادق تهنئتنا لكم وللشعب البرتغالي علي انتخاب »أنطونيو جوتيريش« السياسي البرتغالي المتميز أميناً عاماً للأمم المتحدة، وهو ما يؤكد مجدداً علي مكانة البرتغال الدولية المتميزة ودورها المهم في صيانة السلم والأمن الدوليين. وقال في ختام الموتمر: أود أن أعبر لكم مجدداً عن عميق شكرنا علي حفاوة استقبالكم لنا في بلدكم الصديق، وأن أكرر دعوتي لفخامتكم للقيام بزيارة مصر في أقرب فرصة لنتمكن من مواصلة التشاور والتنسيق بشأن تطوير الشراكة بين بلدينا وشعبينا الصديقين. الشكر لمصر ومن جانبه أكد الرئيس البرتغالي مارسيلو ريبيلو دي سوزا أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي الحالية للشبونة تعكس مدي التقارب التاريخي والمستمر بين مصر والبرتغال ، موجها الشكر لمصر علي دعمها الكبير للأمين العام الجديد لمنظمة الاممالمتحدةالبرتغالي جوتيريش خلال الانتخابات التي جرت الشهر الماضي ، مشددا علي انه كان دعما قويا في وقت مهم للعالم، قائلا : شاكرين علي الدعم الكبير والمستمر من مصر. جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده الرئيسان سوزا والسيسي بمقر الرئاسة البرتغالية عقب انتهاء جلسة المباحثات الثنائية بينهما ، وأضاف الرئيس البرتغالي : اؤكد اننا تكلمنا بشكل مفتوح عن التحديات اليوم بالنسبة للعدالة الاجتماعية وحقوق الانسان والبرتغال كان لها تجربة مع صندوق النقد ونعرف ماذا يعني العمل لدفع الانتاج مع مراعاة الاعتبارات الاجتماعية ومواجهة تحديات في إطار حقوق الانسان ومطالبها المستمرة ، لافتا إلي ان بلاده حرصت علي اشراك البرلمان في جميع الإجراءات التي اتخذتها ، مشيرا إلي احترام بلاده لحقوق الأقليات كبلد بها عرقيات مختلفة مثل مصر ، مضيفا : ونتابع باهتمام ما تقوم به مصر لضمان حقوق الإنسان. وقال الرئيس البرتغالي : نعترف بأن الموقع الجيواستراتيجيّ لمصر مهم للغاية مما يضعها في محور الأحداث بالمنطقة ، واهتماماتنا مشتركة في قضايا كاللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين ، والعمل دائما علي إيجاد باب مفتوح دائما للسلام بالشرق الأوسط ، مؤكدا ان هذه الزيارة ستؤدي إلي تقوية العلاقات الثنائية علي جميع المستويات الاقتصادية والسياسية والثقافية والشعبية ، قائلا: اشكر دعوة الرئيس لزيارة مصر وسأقوم بالزيارة في وقت لاحق كخطوة مهمة لتقوية الصداقة بين شعبين ودولتين.