في قلب المنطقة الشعبية القديمة بكرموز،و بالقرب من عامود السواري،توجد مقابر كوم الشقافة الأثرية التي تضم بين جنباتها مجموعة من المنحوتات الأثرية والمقابر التي يرجع تاريخها إلي العصر الروماني، تنتظر طوق النجاة من الغرق في المياه الجوفية التي بدأت تنخر فيها وتأكلها بينما تتعالي استغاثات المهتمين بالآثار بضرورة إنقاذها. ويصف الوضع فيها د.اسلام عاصم، نقيب المرشدين السياحيين بالإسكندرية ويقول إنها »كارثة بكل المقاييس»، مشيرا إلي ما تتعرض له المقبرة المتفردة في العالم ومقصد السياح من إهمال وعدم اهتمام من المسؤولين، ويشير »عاصم» إلي أن المركز الفرنسي للدراسات السكندرية كان قد تقدم منذ عدة سنوات بمشروع تمويل لانقاذ كوم الشقافة،وحال الفساد علي حد تعبيره دون تنفيذ المشروع،في الوقت الذي تم قبول المشروع الامريكي، واشيع وقتها ان المشرع لسحب المياه من كوم الشقافة والمنطقة كلها ولكن في النهاية تبين أنه مجرد بحث علمي فقط،وليس لانقاذ المقبرة من الغرق. كما يلفت نقيب المرشدين السياحيين بالإسكندرية، إلي أنه قام بمخاطبة المسئولين عن الاثر في الاسكندرية بالاضافة إلي وزير الاثار الذي كان رده أن كل الاثار في مصر تتعرض لنفس المشكلة، وحذر من أنه في حالة عدم التدخل السريع لإنقاذ الاثر فإنه سينتهي وتصبح مثل مقابر الورديان أثرا بعد عين،بسبب المياه الجوفية والنحر،ويوضح أنه من المفترض وجود إدارة لترميم ولكن ليس لها دور واضح وتقوم بأعمال ترميم باستخدام خامات أسمنت عادي وهو أمر كارثي »، محذرا أنه في حالة استمرار الوضع كما هو عليه الان فإن الاثر سيتآكل في القريب العاجل وستنتهي واحدة من أهم المقابر الاثرية في العالم بعد أن بدأت بالفعل النقوش في السقوط». من جانبه يقول مصدر مسئول بآثار الإسكندرية، إن الأمر معتاد بسبب النحر والرطوبة جراء ارتفاع منسوب المياه الجوفية، موضحا أن الاثار قامت بتخصيص وحدة كاملة للترميم في المقبرة تقوم بعملها بشكل متواصل،ويؤكد المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه- أن هناك خطة لخفض منسوب المياه الجوفية من المنطقة حتي يتم حل المشكلة بالكامل، مبينا أن ما يحدث في المقبرة ليس للمرة الأولي ولن يكون الأخيرة،ويكشف عن نقل مقبرة الإبراهيمية أيضا إلي كوم الشقافة بالاضافة إلي وجود خطة لعمل مقبرتين أخريين في المنطقة بالقرب من كوم الشقافة لنقل الاثار من المناطق المختلفة بالمحافظة إليها. وبدوره يوضح غريب سنبل مدير الادارة الامركزية للترميم بوزارة الآثار »للأخبار»أنه تم إصلاح الجزء الصغير الذي وقع من علي الحائط مشيرا إلي أنه لايمثل خطورة ولايعني انهيار المقبرة، بحسب قوله- معلنًا بدء مشروع جديد خلال شهر لخفض منسوب المياه الجوفية بالمقبرة من خلال تمويل أمريكي،ويلفت سنبل إلي عمليات الترميم في مقابر الإسكندرية الأثرية،ويقول إنه سيتم ترميم مقابر الورديان والأنفوشي والتي تشمل إزالة المينا المتهالكة واستبدالها واستخلاص الأملاح وإظهار الألوان.