لا تنزعج إذا استيقظت علي صوت رسالة علي هاتفك المحمول تهنئك بيوم »الجمعة السوداء»، لأنك اذا اكملت قراءة الرسالة ستجد أنها »جمعة الفرح»، فهي تحمل لك بشري وجود خصومات تتعدي 70% في محلات عالمية، وتشهد المراكز التجارية حاليا خصومات وعروضا ضخمة وإقبالا كثيفا علي الشراء في احتفالات »الجمعة السوداء»، والتي يسميها المصريون مثل كل العرب ب »البيضاء»، وتستطيع أن تجد صداها بين أيدي المتسوقين وهم يمشون في طرقات هذه المراكز وهم يحملون بضائع أشهر الماركات العالمية، والضحكات ونشوة الانتصار تملأ ملامح الوجوه. وفي جولة ل»الأخبار» بالأسواق قمنا برصد العديد من المحلات التجارية الشهيرة التي بدأت عروضها تمهيدًا للجمعة السوداء وهي الجمعة الأخيرة من شهر نوفمبر، وفتحت أبواب الخصومات الهائلة، وكان أبرزها في أحد المراكز التجارية الشهيرة في مدينة نصر و6 أكتوبر وبعض محلات الزمالك والمهندسين، ومن أشهر الماركات التي تقوم بعمل تخفيضات h&M ومايكروسوفت واتش بي بالإضافة إلي باناسونيك وديزني ستور وغيرها من الماركات الشهيرة، كما توجد في موقع امازون للتسويق الإلكتروني، بالإضافة إلي وجود موقع إلكتروني خاص بذلك اليوم باسم »بلاك فرايداي» تجد فيه خريطة لجميع المنتجات والماركات واماكن شرائها في ذلك اليوم. وتقول لنا نورهان صلاح، 23 عاما، أحد المتسوقات في مركز تجاري بمدينة نصر، انها تنتظر تلك الجمعة كل عام بسبب التخفيضات الكبيرة والتي تمكنها من التسوق بحرية وبأسعار تناسبها، وأن ذلك اليوم لم تكن مصر تحتفي به الا منذ عامين فقط، وأصبحت المحلات المصرية تقوم ايضًا بعروض مماثلة لتسير علي خطي الماركات العالمية وتشجع الزبائن علي الشراء. أما محمد عبدالحفيظ، بائع بأحد المراكز الشهيرة بمدينة نصر، فيري أن تلك الخصومات فرصة لترويج وتحريك حركة الشراء بعد طول مدة كانت الاسعار فيها مرتفعة، ويشير إلي أن نسبة الخصومات هذا العام ستكون اقل مقارنة بالأعوام الماضية بسبب عدم استقرار اسعار العملات، ولكن المدة ستكون أطول حيث ستستمر لمدة 12 يوما علي التوالي اعتبارا من امس وحتي بعد اخر جمعة في نوفمبر لمدة يومين او اكثر. يذكر أن ذلك اليوم العالمي »black Friday» لم يعرفه السوق المصري إلا منذ عامين فقط، وتضع فيه المحلات العالمية خصومات وعروض ضخمة علي أسعار منتجاتها وبضاعتها، وعلي الرغم من أن اللون الأسود غالبًا ما يدل علي الحزن والتشاؤم ويثير الكآبة في النفس، إلا أن له حكاية تعود إلي عام 1869 بعد الأزمة الاقتصادية في الولاياتالمتحدة، التي أدت إلي ركود الأسواق، ما دفع المحال إلي عرض تخفيضات كبيرة في أسعار السلع للحد من الكساد وتقليل الخسائر، وأصبح عادة تقدم فيها المحلات أكبر الخصومات حتي في أوقات رواج الاقتصاد، كما أن اللون الأسود يدل علي الربح والتخلص من المخزون، بينما يعبر اللون الأحمر علي الخسارة والعجز أو تكدس البضاعة وكساد العمل، وكان مصدر هذه التسمية هي الشرطة الأمريكية في بداية الستينيات من القرن الماضي بسبب المشاكل التي يواجهونها في ذلك اليوم بسبب الزحام والاختناقات المرورية التي يسببها المتسوقون، فيما يطلق عليه العرب والمسلمون بصفة خاصة »الجمعة البيضاء».