البعثة الأثرية الأسبانية العاملة في معبد»ملايين السنين» »الخاص بالملك» تحتمس الثالث» بالبر الغربي بالأقصر، نجحت في الكشف عن مقبرة تقع في الجزء الخارجي من الجدار» الجنوبي» للمعبد، ذلك أثناء عملها في موسمها التاسع بالموقع،وأعلن الدكتور خالد العناني وزير الآثار إنه تم العثور داخل المقبرة علي تابوت فيه مومياء مع »الكرتوناج» الخاص بها في حالة جيدة جدا من الحفظ، وهو عبارة عن طبقات من الكتان المُلتصقة بمادة الصمغ العربي، كانت توضع علي المتوفي من المصريين القدماء بمقبرته، وتعلوها طبقة من» الملاط» الرقيق من الجِص، لرسم الزخارف فوقها،وأشار الدكتور العناني، إلي أنه من خلال الدراسات الأولية للمقبرة تبين أنها تعود لعصر» الانتقال الثالث»، وتخُص شخص يدعي» أمن اير نف»، ويحمل لقب خادم البيت الملكي، موضحا أن البعثة سوف تقوم بدراسة المقبرة ومحتوياتها في أقرب وقت ممكن، لمعرفة المزيد عن صاحبها،فيما أوضحت الدكتورة» ميريام سيكو» رئيس البعثة الأسبانية أن أهمية هذا الكشف ترجع إلي أن» المومياء» التي وجدت داخل التابوت، تحتوي علي العديد من الزخارف المُلونة تحمل مجموعة من الرموز الدينية في مصر القديمة، من بينها الآلهتان الحاميتان» إيزيس» و» نفتيس»، ناشرتان أجنحتهما، وأبناء» حورس» الأربعة، ورمز قرص الشمس وغيرها.والمعروف أن» تحتمس الثالث» -عام 1425 قبل الميلاد- مشهور بلقب »الفرعون الأسطورة»،وهو سادس فراعنة الأسرة » الثامنة عشر»، الذي أسس أول إمبراطورية مصرية امتدت من أعالي »الفرات» شمالاً حتي» الشلال الرابع» علي نهر النيل جنوباً،و يحمل عدة ألقاب أخري منها »أبو الامبراطوريات» و» نابوليون الشرق» و» أول إمبراطور في التاريخ»، كما كان من العبقريات الفذة في تاريخ العسكرية، وتُدرس خططه في العديد من الكليات، والمعاهد العسكرية، ومات »تحتمس» وعمره 82 سنة بعد أن حكم 54 عاماً، وبكي عليه المصريون كثيرا وكانت جنازته أضخم جنازة في التاريخ القديم، واكتشف العالم »فيكتور لوريت»، مقبرته في عام 1898 وكانت قد تعرضت للنهب، واختفت منها »المومياء» التي عثر عليها فيما بعد في الدير البحري عام 1881.. ومن أشهر مقولات تحتمس لوزيره الشهير» رخمي رع: » لا يرضي الرب بالتحيز» الفساد»، كن يقظاً فمنصب الوزير عماد الأرض كلها، فليس للوزير أن يستعبد الناس، استمع للشاكي من الجنوب والدلتا، أو أي بقعة.. تَصرف بالعدل، فالمحاباة يمُقتها الرب.. كن عادلاً مع من تعرفه، ومن لا تعرفه».