علي الرغم من أن للسوشيال ميديا دورا فعالا ومؤثرا، فمن خلال مواقع التواصل الاجتماعي »الفيس بوك» و»تويتر» و»انستجرام» و»اليوتيوب» فتحت مجالات واسعة للشباب للتعبير عن رأيه في مختلف القضايا، وفي المشاركة المعلوماتية، بل وفي نقل الأحداث التي تحدث حوله إلا أن خبراء علم النفس والاجتماع وأساتذة الشرع حذروا من مجموعة من التأثيرات السلبية للسوشيال ميديا علي عقول الشباب، خاصة بعد أن ساهمت تلك المواقع في الترويج للإلحاد والتشكيك في معتقداتهم الدينية نتيجة الجدل والحوارات المستمرة من أشخاص لا تعرف هويتهم الحقيقية.. ونتيجة لرسم صورة مشوهة عن دينهم وهويتهم الإسلامية، كما شددوا علي إن الإحباط والظروف الصعبة التي يمر بها الشباب في تلك الآونة تستغلها التنظيمات الإرهابية لتجنيدهم للقيام بالعمليات الإنتحارية من خلال تلك المواقع. نحن نناقش التأثيرات السلبية لمواقع السوشيال ميديا وكيفية التعامل معه. تؤكد د.سامية خضر أستاذ علم الاجتماع عين شمس، أن الحديث عن خطورة السوشيال ميديا ومواقعها المختلفة وما تقدمه من أفكار مدمرة لشبابنا لم يعد جديدا بل نحن نحذر منذ سنوات من خطورة المواقع الالكترونية، منذ أن ظهرت ظواهر غريبة علي مجتمعنا الشرقي عموما مثل ظاهرة الإلحاد وتشكيك الشباب في معتقداتهم الدينية نتيجة الجدل والحوارات المستمرة بشكل متواصل من أشخاص لا تعرف هويتهم الحقيقية سواء كانوا مؤمنين أو ملحدين وبالتالي فإن الشاب أو المراهق يقع في هذه الفخاخ العقائدية المنصوبة لهم عن عمد. أفكار رخيصة وبدع وتضيف د.سامية: ولا يستطيع أحد أن ينكر فوائد مواقع التواصل من الناحية الإعلامية والاجتماعية والثقافية، كما لا يستطيع أحد أن ينكر أن هناك من يستغل تلك المواقع للتأثير السلبي علي شبابنا حيث يبث من خلالها أفكارا رخيصة وبدعا تافهة، وبكل أسف تجد رواجا عند شبابنا مثل تقليعة شباب - الايموز - الذي ابتكر ملابس شبابية غاية في الغرابة وقصات شعر منفرة لا يقبلها إنسان سوي.. وتشدد د.سامية إن هذا الزحف الالكتروني الموجه إلي شبابنا سوف يلقي رواجا بين شبابنا إلا إذا واجهنا هذا الزحف بتوعية الشباب بجميع أعمارهم، وقمنا بكشف مساويء هذه المواقع.. ويتم ذلك عبر برامج مضادة لهذا الزحف وتكون هذه البرامج متاحة في الجامعة والمدارس عن طريق متخصصين لتنبيه شبابنا لخطورة الميديا الجديدة وعدم الانزلاق وراء ما تقدمه من أفكار تبدوا في ظاهرها مجرد دعوة إلي التغيير والتجديد والمرونة العقلية وفي باطنها إتلاف لشبابنا المسلم. إتلاف عقول الشباب ويوضح د.سعيد عبدالعظيم أستاذ الطب النفسي بكلية الطب القصر العيني، أن مواقع الانترنت وبخاصة مواقع التواصل الاجتماعي خلقت مساحة واسعة للتعبير بحرية وإبداء الرأي في كافة مجالات الحياة، ومكنت الكثير من شبابنا من تبادل الأفكار وعمل الصداقات والتعرف علي ثقافات وحضارات شعوب أخري، يمكنها أن تكون سلاحاً إعلامياً فعالاً، في حال نشر الوعي، بكيفية استخدامها وتوظيفها بشكل صحيح.. لكنها في الوقت ذاته تعد سلاحا ذا حدين فكما تستخدم في الخير فهي تستخدم في الشر. ويحذر د.عبدالعظيم من استخدامها في الشر ومن التأثيرات السلبية لبعض ما تعرضه مؤكدا: أن بعض تلك المواقع قد يتلف عقول الشباب والمراهقين لما تقدمه من صور سلبية رخيصة ترسم في عقولهم صورة مشوهة عن دينهم وهويتهم الإسلامية، وينصح د.عبدالعظيم الشباب بعدم قضاء أوقاتهم أمام شاشة الميديا التي تولد أيضا شعورين متناقضين الغربة والميل إلي العدوانية وهذان الشعوران يدفعان الشباب إلي الانتماء إلي جماعات العنف والسطو المسلح أو التنظيمات الإرهابية كتنظيم داعش وهذا ما يفسر تطوع عدد كبير من الشباب والمراهقين من دول مختلفة للانضمام إلي تنظيم داعش الإرهابي. ويضيف د.عبدالعظيم: أن الإحباط والظروف الصعبة التي يمر بها الشباب في تلك الآونة تستغلها التنظيمات الإرهابية لتجنيدهم للقيام بالعمليات الانتحارية التي يقومون فيها بتفجير أنفسهم وسط تجمعات بشرية لأحداث أكبر خسائر ممكنة وقد لوحظ أن تنظيم داعش يستهدف الشباب من سن 16 إلي 20 عاما ويطلق عليهم - شباب التوحيد - وتستخدم داعش التواصل الاجتماعي الإلكتروني للوصول إلي عدد كبير من الشباب والمراهقين، وتغريهم بأنها ستحقق لهم ما يحلمون به ويتطلعون إليه من خلال الميديا ولذلك يسعون لجذب هؤلاء رافعين شعار (ويفوز بالذات كل مجازف). زيادة الجرعة الدينية وتؤكد د.ماجدة هزاع أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، أن مواقع النت تعد والحمل هو زيادة الجرعة الدينية التي أصبحت شحيحة ولم تعد تخاطب الشباب والجيل الصاعد، بل أصبحت تتحدث عن الأمور الدينية المعتادة التي يعرفها كل مسلم وللأسف تركت ما يستجد علي الساحة من قضايا وأفكر وأطروحات موجة إلي المراهقين والشباب صغير السن وللأسف انعكس ذلك علي الشباب من الجنسين لذلك اطلب بوضع برامج دينية متطورة تواكب العصر موجة إلي الشباب في المدارس بدأ من المرحلة الابتدائية حتي الجامعة لتوضيح مفاهيم الدين الصحيحة بعيدا عن الأفكار المشوة والمغلوطة التي يطلعون عليها من خلال الميديا وبذلك تقوم بعمل حائط صد لتلك الأفكار وتصحيحها مبكرا قبل أن تستقر في عقول الشباب أي يجب تطهير عقول الشباب من هذه الروافد المدمرة حتي توضح الأمور بالنسبة لشبابنا. وتوجه د.ماجدة رسالة لكل شاب وتقول فيها: أقول إن الشباب المسلم مستهدفون بشكل خاص من قبل المنظمات التخريبية التي تشن حرب شرسة لكنها خفية ولا تعلن أهدافها المخربة صراحة ولكنها تسعي بشتي الطرق بتغير هوية الشباب المسلم عموما فتقدم لهم ما يبهرهم ويسلب عقولهم تحت دعاو مختلفة مثل التجديد والحرية الفكرية والجنسية والخروج عن المألوف ومسميات أخري، ذلك فضلا عن المفردات الأجنبية التي زحفت بشكل غريب ومفزع علي ألسنة شبابنا مما يهدد من اضمحلال لغتنا العربية الجميلة وهذا يهدد جيلاً بإكماله، لذلك أطالب شبابنا الواعي المستنير بتوخي الحذر من هذه الروافد الساقطة والانتباه إلي ما يحاك لهم ولوطنهم ولدينهم.