( الشرطة في خدمة الشعب ) ليس شعارا مطاطا في الهواء نتغني به ونردده في بعض المناسبات الوطنية بل اصبح كائنا حيّا يتنفس ويمشي بيننا علي قدم وساق أرساه الانسان والخلوق المقدم تامر فراج رئيس مباحث حدائق القبة والذي اشتعلت بسببه مواقع وصفحات التواصل الاجتماعي بعد الموقف البطولي والشهم من الضابط تجاه سيدة عجوز وطاعنة في السن أصابها المرض ظهرت علي وجهها تجاعيد الأيام بحلوها ومرها بعد موت زوجها وجاهدت و حاربت وكدت في تربية ابنتها حتي طرق بابها ابن الحلال ليتزوجها وعلي. قدر فرحة السيدة العجوز الا انها بدأت تشعر بالعجز في تجهيزها فتوجهت لأحد اصحاب محلات الأدوات المنزلية لشراء ثلاجة الا انها عجزت عن سداد الاقساط فقام التاجر برفع دعوي قضائية وحصل على حكم نهائي وتسلم منطوق الحكم فذهب به الى قسم شرطة حدائق القبة لتنفيذ هذا الحكم القضائى الصادر على هذه السيدة التي قامت بشراء الثلاجة بالتقسيط والتي تأخرت فى دفع الأقساط. وبالفعل توجهت قوة من القسم الى مقر السيدة لتنفيذ الحكم ، فإذ بالسيدة التي صدر الحكم عليها، سيدة مسنة وقد بلغت من العمر أرذله، وتعاني كثيرًا من الأمراض المزمنة ولا تستطيع الحركة، وحالتها الصحية والمادية في غاية الصعوبة. فما كان من قوات الشرطة الا العودة لقسم الشرطة ورفضوا القبض على السيدة وتنفيذ الحكم القضائي عليها. لتكون المفاجأة رفض تاجر الأدوات المنزلية تصرف رجال الأمن، وأصر على تنفيذ الحكم، وذهب الى رئيس المباحث وطالبه بتنفيذ الحكم بنفسه. وأمام واجبه الوظيفي وتطبيق القانون، استجاب رئيس المباحث لطلب تاجر الأدوات المنزلية وذهب بنفسه مصطحبا قوة من القسم لتنفيذ الحكم ودخل منزل المتهمة، فإذ بسيدة مسنة ترقد على فراش المرض وحالتها الصحية والمادية في غاية السوء، فسألها رئيس المباحث سؤالًا مباشرًا قائلا : ما منعك يا أمي من سداد ما عليك من التزامات واقساط لهذا التاجر؟. فكانت إجابتها صادمة اهتزت لها قلوب رجال الأمن، وبصوت مهزوم مهزوز يكاد لا يخرج من فمها يملؤه البؤس والرعب والعرق يتصبب من جبينها كالمطر من شدة الخوف والرعب قائلة : « يا ابنى العلاج بقى غالى قوى ومعاشي زى ما هو لم يزد، وبنتى مش بتساعدنى علشان هى وجوزها على قد حالهم، وتحايلت على « التاجر » علشان يصبر عليا شوية، وانا والله هدفعهم علشان مش عاوزه اقابل ربنا وانا فى ذمتى حاجة لاي حد. وسألها المقدم تامر فراج : ما هو المبلغ المتبقي عليك من ثمن أقساط الثلاجة؟ ردت السيدة الغارمة : 1300 جنيه يا ابنى. فإذ بالتاجر يقاطع السيدة ليكذبها قائلا : لا ياباشا عليها 2000 جنيه منهم 1300 جنيه متأخرة و 200 جنيه فوائد و 500 أتعاب المحامى. رئيس المباحث يكتم غيظه، وقال للتاجر: اذهب الي محلك وفلوسك على السيدة هبعتهالك بعد ساعة، أمام ذهول العشرات من أهالي حدائق القبة، وبالفعل قام المقدم تامر فراج بإرسال المبلغ كاملا الى التاجر و طلب منه أن يتنازل عن القضية. فإذ بالسيدة الغارمة تبكي من الفرحة ورفعت يدها الي السماء والدموع تملأ عينيها، ودخلت في نوبة من البكاء المتواصل وفمها ظل يردد كلمات مؤثرة والدعاء لرئيس المباحث لاكثر من ساعة متواصلة. وفي نهاية الأمر طلب رئيس المباحث من السيدة عمل توكيل لمحامٍ لكي ينهى القضية و تكفل المقدم تامر فراج بأتعاب المحامى.