تحدثت في المقال السابق عن كوارث الحكومة، اليوم اتحدث عن حكومة الكوارث، الفرق بسيط، ما قاله رئيس الوزراء امام البرلمان يدخل في باب الكوارث،السيول في رأس غارب سببها التغير المناخي، وهذا معروف منذ سنوات عديدة لكن وزير البيئة لا يهتم، كما ان منطقة البحر الأحمر تشهد سنويا سيولا في وقت معلوم، وقال »عجز الحكومة عن التعامل مع أزمة السيول سببه ترهل الجهاز الإداري وإن فيه قدرا من الفساد وإن فيه مشكلة في التنفيذ والإدارة..ولهذا فقد استعنا بالجيش لان لديه امكانات اكبر من الحكومة.» طبعا انا سعيد ان القوات المسلحة اكفأ واسرع وانجز من الحكومة، وهي الاكثر استعدادا لمواجهة الكوارث، وهذا جهد تشكر عليه، ويلزمنا ان نقدم لرجالها التحية والتقدير، ويدفعنا اكثر إلي ان نتساءل، اذن ما فائدة الحكومة، اقصد فرقة حسب الله كما وصفها رئيس الحكومة نفسه الذي لم يفصح عن رقمه في سلسلة حسب الله، هل هو السادس عشر ام السابع عشر ؟!!.. هل مهمتها زيادة الاسعار علي الشعب، وفرض الضرائب باختراع انواع جديدة لتضييق الخناق عليه، وفرض الرسوم والاتاوات عليه، وزيادة مصروفات التعليم المجاني بما يفوق الثلاثة اضعاف، وتنغيص حياته بتعويم الجنيه وتركه في مهب الريح ليغرق مثل شباب مصر الهارب بالهجرة غير الشرعية ليغرق في البحر ؟!، من يحاسبها علي فشلها في تشجيع الاستثمار الداخلي والخارجي وعدم نجاحها في صياغة قانون يجذب المستثمرين ؟ من المسئول عن وزراء في فرقة حسب الله يعزفون نشازا، كما تقول، من المسئول عن ترهل الجهاز الاداري للدولة وفساده وعدم قدرته علي مواجهة الامطار والسيول، ارجو ان تعي الدرس الذي يقدمه لك عميد معهد الادارة العليا بمصر الدكتور صفوت حميدة والذي يقول تعليقا علي مقالي »السؤال الذي يحيرني سنويا في هذا الوقت... أليس هناك وسيلة نستطيع بها إدارة هذه المياه. لماذا لا تستمع إلي آراء خبراء الادارة والري والمناخ في جلسة واحدة بمجلس الوزراء ؟! دعاء : اللهم احمني من أصدقائي، أما أعدائي فأنا كفيل بهم، بعونك يا كريم