تشكيل لجنة تقصي حقائق لزيارة المحافظات المتضررة.. وعبدالعال: لن تمر الأزمة مرور الكرام شهدت الجلسة العامة لمجلس النواب أمس موجة غضب أثناء مناقشة تداعيات وآثاركارثة السيول التي تعرضت لها بعض المحافظات في الأيام الماضية، والتي كشفت عن عجز الحكومة عن مواجهة مثل هذه الازمات ..وحمل د. علي عبد العال رئيس مجلس النواب الحكومة مسئولية الكارثة وقرر تشكيل لجنة تقصي حقائق لزيارة مواقع السيول، وهاجم النواب وزير الري أثناء عرض موقف الحكومة حول الأزمة ما جعله يرتبك ويقرر عدم استكمال حديثه مغادراً منبر البرلمان، ليقوم بعدها د. أحمد زكي بدر وزير التنمية المحلية بعرض موقف الحكومة . في بداية الجلسة نعي عبدالعال ضحايا السيول التي اجتاحت عددا من محافظات الجمهورية داعيا الله أن يتغمد جميع الضحايا بواسع رحمته وأن يلهم ذويهم الصبر والسلوان.. وطالب عبد العال الحكومة بالتعاون في هذه الأزمة بكل جدية وحسم واتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع تكرار آثار هذه السيول، مؤكدا ضرورة أن يحصل المجلس علي إجابات وافية علي ما حدث في كارثة السيول.. وحمل رئيس مجلس النواب الحكومة مسئولية وفاة العشرات في كارثة السيول مؤكدا انه رغم تحذيرات هيئة الأرصاد الجوية من الكارثة قبل وقوعها، إلا أن الحكومة لم تحذر المواطنين من السير علي الطرق في هذه الأيام كما يحدث في كثير من الدول وتلك هي أكبر خطيئة، وقال اثناء حديث وزير التمية المحلية من علي منبر المجلس :» يبدو أنه لايوجد تنسيق بين الحكومة والأجهزة المعنية، ويبدو أن هيئة الأرصاد كانت تحذر وتخاطب وزارات وحكومة دولة أخري» . كما طالب سليمان وهدان وكيل مجلس النواب بسرعة تشكيل لجنة تقصي حقائق لزيارة مواقع أحداث السيول.. وهاجم وهدان الحكومة بسبب كارثة السيول مؤكدا ان الازمة كشفت انعدام استعدادات الحكومة لمواجهة السيول، وانه لابد من خطة حكومية يتم اعلانها عن آليات مواجهة مثل تلك الأحداث. وقال النائب مصطفي بكري: »هذه مأساة حقيقية والمصيبة الأكبر في رأس غارب ومش هنمشي من هنا غير لما نشكل لجنة تسافر للناس بكرة وتقولهم إن إحنا واقفين معاهم». من جانبه أكد النائب علاء عابد رئيس الهيئة البرلمانية لحزب المصريين الأحرار ورئيس لجنة حقوق الإنسان ضرورة تشكيل لجنة تضم وزراء الري والإدارة المحلية والزراعة لحل ومتابعة أزمة السيول، متسائلاً : » لماذا لا يكون لدينا إدارة للأزمات المتوقعة، وليس بعد أن تحدث» . وقال النائب زكريا حسان : »ما حدث ليس صدفة لكنه بفعل فاعل، والفاعل هم المسئولون لأن السدود كانت غير مطابقة للمواصفات لانهيارها بعد نصف ساعة من السيول».. وقال النائب اسماعيل نصر الدين : ما حدث في رأس غارب لا يمكن أن يذهب دون حساب، وسنحاسب أمام الله وأمام الشعب إذا لم يحاسب المسئول عن هذا الفساد، ولو تمت محاسبة مسئول أو اثنين أوثلاثة سيحترم الكل نفسه ويعرف أن الشعب له نواب يدافعون عن حقه، وان ما حدث يؤكد أن هناك فسادا غير عادي في استلام الطرق ويجب محاسبة المسئول سواء كان مقاولا أو مسئولا.. كما طالب النائب حمدي بخيت بتشكيل مركز قومي لإدارة الأزمات والكوارث التي تتعرض لها البلاد، منتقدًا عدم التعامل بأسلوب علمي مع كارثة السيول التي تسببت في هدم مئات المنازل ووفاة وإصابة مواطنين. وانتقد النائب محمد سعد بدراوي أداء الحكومة في مواجهة أزمة السيول الأخيرة قائلا : »لما مركب رشيد غرقت قولنا للناس اقعدوا هنا، ومتسافروش ولما قعدوا غرقوا برده من السيول، يعني اللي مغرقش في المركب هيغرق في مياه الأمطار». وحاول د. محمد عبد العاطي وزير الري والموارد المائية الدفاع عن الحكومة خلال كلمته في الجلسة الا ان النواب اعترضوا علي ذلك وهو ما تسبب في ارتباك الوزير اثناء حديثه ليتدخل عبد العال قائلا : »هل الحكومة غير جاهزة للرد.. تلك كارثة وهناك إجراءات للرد»، فقام النواب بالقاعة بالتصفيق الحاد . موقف الحكومة وتسبب اعتراض النواب علي كلام وزير الري وعدم اقتناعهم برده عليهم وحديثه عن موقف الحكومة، في عدم استكمال كلمته وصعود وزير التنمية المحلية د. أحمد زكي بدر علي لإلقاء الكلمة بدلا منه. وقال بدر ان الحكومة تعمل حاليا علي حصر جميع خسائر الأهالي والأسر جراء أزمة السيول والأمطار، لصرف تعويضات لها. وأضاف : »بعض المركبات في محافظة سوهاج غرقت بسبب السيول وكمية الأمطار، مما تسبب في وفاة نحو 11 شخصا وإصابة 22 دخلوا المستشفي وخرجوا جميعا، ومحافظ سوهاج كان موجودا في نفس اليوم حتي الصباح لانتشال بعض الجثث، وقد تم انتشال بعض الجثث وأخري بعد انخفاض كمية السيول، وهناك كميات من الأمطار والسيول نزلت متفرقة. وأشار الي ان قري الحاجر والحوامدية والكريمات والجلاوية بسوهاج لا توجد خسائر في الأرواح لكنها خسائر في أمتعة الناس ببيوتهم، ويتم حصرها حاليا وجار تعويض كل واحد عما فقده، وجميع الإجراءات قبل السيول وبعدها موجودة وموثقة»، الأمر الذي دفع رئيس مجلس النواب، لتوجيه أسئلة حادة ل »زكي بدر»، قائلاً: » وزارة الري أكدت من شهرين انها علي استعداد كامل لمواجهة تلك السيول، قلتم إن الكميات كانت كبيرة، لكن لماذا لم تمهدوا الطرق المتوقع ضربها بالسيول من قبل؟ .. وان ما استنتجته من خلال تلك الجلسة هو أنه ليس هناك تنسيق بين الوزارات المعنية وهيئة الأرصاد الجوية. »قائلا»: هيئة الأرصاد تخاطب وزارات أخري وحكومة أخري»، وهو ما قابله النواب بالتصفيق الحاد.. ورد الوزير : هذه الأزمة لايمكن تجنب آثارها ولكن يمكن التخفيف منها، مشدداً علي أن هناك تنسيقا كاملا بين أجهزة الدولة المعنية». وقرر عبد العال في نهاية مناقشة الازمة تشكيل لجنة تقصي حقائق لزيارة المحافظات التي شهدت السيول علي ان تتكون اللجنة من نواب تلك المحافظات مؤكدا ان هذه الكارثة لن تمر مرور الكرام وسيتم محاسبة المسئول عنها .