مدير الكلية العسكرية التكنولوجية: مناهج الدراسة مواكبة لأحدث الأسلحة المنضمة للقوات المسلحة    تعرف على إجراءات حوكمة استيراد سيارات ذوي الهمم.. أبرزها سحب كارت "تكافل وكرامة" حال المخالفة    الجيش الإسرائيلي يعترف بمقتل ضابط برتبة نقيب في معارك جنوب لبنان    قائمة منتخب موريتانيا لمواجهتي مصر في تصفيات أمم إفريقيا    تطورات أحوال الطقس في مصر.. قائمة بدرجات الحرارة    ريادة في تطوير العقارات.. هايد بارك تحقق نمو استثنائي في المبيعات لعام 2024    أسرتي تحت القصف.. 20 صورة ترصد أفضل لحظات وسام أبوعلي مع عائلته والأهلي    مباحثات خليجية إيرانية تؤكد ضرورة الحفاظ على سلامة واستقرار المنطقة    محافظ الإسماعيلية يتابع نتائج الجرد ربع السنوي بالصوامع (صور)    قبل عرضه في "الجونة السينمائي".. إطلاق الإعلان التشويقي لفيلم "الفستان الأبيض"    آية سماحة: "عمر أفندي" نقطة تحول في مسيرتي    اجتماع موسع لقيادات مديرية الصحة في الإسكندرية    ضبط 17 مخبزا مخالفا في حملة على المخابز في كفر الدوار    إنزو ماريسكا يُعلن تشكيل تشيلسي لمواجهة جينت في دوري المؤتمر الأوروبي    المؤتمر: مبادرات الدولة المصرية بملف الإسكان تستهدف تحقيق رؤية مصر 2030    ممدوح عباس يهاجم مجلس إدارة الزمالك    مدير كلية الدفاع الجوي: خريج الكلية قادر على التعامل مع أحدث الصواريخ والردارات الموجودة في مصر    إيمان العاصي تكشف عن مفاجأة في الحلقات القادمة من مسلسل برغم القانون    أمين الفتوى: الاعتداء على حريات الآخرين ومجاوزة الحدود من المحرمات    دينا الرفاعي وجهاز الفراعنة تحت 20 عاما يحضرون مباراة وادي دجلة والطيران (صور)    قافلة طبية لأهالي «القايات» في المنيا.. والكشف على 520 مواطنًا    تكريم أوائل الطلاب بالشهادات الأزهرية ومعاهد القراءات بأسوان    3 وزراء يفتتحون مركزًا لاستقبال الأطفال بمقر "العدل"    أمين عام الناتو يزور أوكرانيا ويقول إنها أصبحت أقرب لعضوية الحلف    لهذا السبب.. منى جبر تتصدر تريند "جوجل"    «الثقافة» تناقش توظيف فنون الحركة في فرق الرقص الشعبي بمهرجان الإسماعيلية    "القاهرة الإخبارية": الحكومة البريطانية تطالب رعاياها بالخروج الفورى من لبنان    عضو المجلس العسكري الأسبق: مصر لديها فرسان استعادوا سيناء في الميدان والمحاكم - (حوار)    صندوق النقد الدولي يؤكد إجراء المراجعة الرابعة للاقتصاد المصري خلال الأشهر المقبلة    افتتاح المؤتمر الدولي السابع والعشرون لأمراض النساء والتوليد بجامعة عين شمس    أضف إلى معلوماتك الدينية| فضل صلاة الضحى    رئيس الطائفة الإنجيلية يشهد احتفال المستشفى الأمريكي بطنطا بمرور 125 عامًا على تأسيسها    شيخ الأزهر يستقبل سفير سلطنة عمان بالمشيخة    حكم صلة الرحم إذا كانت أخلاقهم سيئة.. «الإفتاء» توضح    إصابة شاب بسبب خلافات الجيرة بسوهاج    سفير السويد: نسعى لإقامة شراكات دائمة وموسعة مع مصر في مجال الرعاية الصحية    لطفي لبيب عن نصر أكتوبر: بعد عودتي من الحرب والدتي صغرت 50 سنة    تأهل علي فرج وهانيا الحمامي لنصف نهائي بطولة قطر للإسكواش    تعديلات قطارات السكك الحديدية 2024.. على خطوط الوجه البحرى    العرض العالمي الأول لفيلم المخرجة أماني جعفر "تهليلة" بمهرجان أميتي الدولي للأفلام القصيرة    باحث: الدولة تريد تحقيق التوزان الاجتماعي بتطبيق الدعم النقدي    الرئيس السيسي يستقبل رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بمطار القاهرة    تعدد الزوجات حرام في هذه الحالة .. داعية يفجر مفاجأة    محافظ الغربية يبحث سبل التعاون للاستفادة من الأصول المملوكة للرى    رئيس الوزراء ورئيس ولاية بافاريا الألمانية يترأسان جلسة مباحثات مُوسّعة لبحث التعاون المشترك    منها «الصبر».. 3 صفات تكشف طبيعة شخصية برج الثور    اتفاق بين منتخب فرنسا والريال يُبعد مبابي عن معسكر الديوك في أكتوبر    "الشيوخ": حسام الخولي ممثل الهيئة البرلمانية لحزب مستقبل وطن    وزير الخارجية السعودي: لا علاقات مع إسرائيل قبل قيام دولة فلسطينية مستقلة    ضبط 17 مليون جنيه حصيلة قضايا اتجار بالنقد الأجنبي خلال 24 ساعة    نحاس ودهب وعُملات قديمة.. ضبط 5 متهمين في واقعة سرقة ورشة معادن بالقاهرة    الصحة: تطعيم الأطفال إجباريا ضد 10 أمراض وجميع التطعيمات آمنة    نائب وزير الصحة يوصي بسرعة تطوير 252 وحدة رعاية أولية قبل نهاية أكتوبر    مركز الأزهر للفتوى يوضح أنواع صدقة التطوع    بالفيديو.. استمرار القصف الإسرائيلي ومحاولات التسلل بلبنان    4 أزمات تهدد استقرار الإسماعيلي قبل بداية الموسم    الحالة المرورية اليوم الخميس.. سيولة في صلاح سالم    أستون فيلا يعطل ماكينة ميونخ.. بايرن يتذوق الهزيمة الأولى في دوري الأبطال بعد 147 يومًا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



150‮ ‬سنة برلمان
سبع مراحل بين الهبوط والصعود في الحياة النيابية المصرية
نشر في أخبار الحوادث يوم 29 - 10 - 2016

بمناسبة مرور مائة وخمسين عاما علي إنشاء أول برلمان نيابي؛ أصدرت دار الكتب والوثائق القومية مؤخرا دراسة حول‮ "‬الحياة النيابية في مصر‮.. ‬مختارات من وثائق الأرشيف المصري‮" ‬أعدتها د.نيفين محمد رئيس دار الوثائق في أكثر من أربعمائة صفحة ومائة وثيقة،‮ ‬وقدمها د.علي عبد العال رئيس مجلس النواب مؤكداً‮ ‬أن الدساتير المتعددة ابتداء من دستور‮ ‬1923‮ ‬تضمنت جميع مبادئ الحكم الرشيد والدولة الحديثة القائمة علي الفصل بين السلطات والتعاون بينها واحترام الحقوق والحريات وتلازم السلطة مع المسئولية ومسئولية الحكومة أمام البرلمان واستقلال القضاء‮.‬
في الصدارة جاءت كلمة الكاتب الصحفي حلمي النمنم وزير الثقافة؛ موضحا الأسباب التي دفعت الخديو إسماعيل عام‮ ‬1866‮ ‬لإنشاء أول مجلس شوري للنواب،‮ ‬ليكون مؤسسة للتشريع والرقابة علي أداء الحكومة،‮ ‬حيث يعد ذلك سمة أساسية من سمات الدولة المدنية الوطنية الحديثة التي بدأ تأسيسها في عهد محمد علي،‮ ‬وهو يمثل النواة الحقيقية للبرلمان والحياة النيابية في مصر‮. ‬واختتم النمنم‮ "‬لدينا برلمان،‮ ‬هو الأول بعد ثورة‮ ‬30‮ ‬يونيو المجيدة،‮ ‬يعكس مكونات الأمة المصرية،‮ ‬بكل تضاريسها الإنسانية والاجتماعية،‮ ‬وتعول مصر عليه وعلي أعضائه الكثير والكثير،‮ ‬وهو قادر علي أن يلبي طموحات المصريين‮"!‬
بداية جيدة وتعثر
قسّمت د.نيفين الحياة النيابية في مصر إلي سبع‮ ‬مراحل،‮ ‬وأرفقت بكل مرحلة عددا من الوثائق التي توضح ملامحها؛ واعتبرت البداية الحقيقية للنظام النيابي هي إنشاء مجلس شوري النواب في عهد الخديو إسماعيل باشا‮ (‬1866‮ -‬1880‮) ‬،‮ ‬الذي تألف من‮ ‬75‮ ‬عضوا‮ ‬،‮ ‬ينتخبون لمدة‮ ‬3‮ ‬أعوام،‮ ‬ويعمل بموجب لائحتين؛ الأولي أساسية تتضمن‮ ‬18‮ ‬مادة تحدد اختصاصاته والأطر العامة والخاصة لنظام الانتخابات والشروط المفترضة في العضو،‮ ‬كأن لا يقل عمره عن‮ ‬25‮ ‬عاما وبشرط أن يتمتع بالرشد والكمال وأن يكون من الأشخاص المعلومين عند الحكومة،‮ ‬كما يحرم من صلاحية الانتخاب الأشخاص الذين حكم علي أموالهم وأملاكهم بأحكام الإفلاس،‮ ‬ولا يعقد المجلس إذا‮ ‬غاب من أعضائه أكثر من الثلث‮. ‬أما اللائحة الثانية فهي نظامية تتضمن‮ ‬61‮ ‬مادة تنظم عمل المجلس‮.‬
أثني الأوروبيون علي المجلس في هيئته الأولي ووصفوه بأنه في مستوي المجالس الأوروبية ويتمتع باستقلال فعلي،‮ ‬رغم أن تلك الهيئة انتهت بأزمة حادة بين الحكومة والمجلس،‮ ‬مما استدعي تغيير الكثير من الأعضاء لإيجاد آخر أقل شغبا‮. ‬وفي يونيو‮ ‬1871؛ أمر الخديو إسماعيل بتعيين أعضاء المجلس،‮ ‬وهو ما كان له أثر كبير علي نشاطه،‮ ‬فاقتصرت مباحثات الأعضاء في الهيئة الثانية علي إبداء الرغبات فيما يخص حياتهم ككبار ملاك‮. ‬وعندما حان موعد إجراء انتخابات جديد لهيئة نيابية ثالثة‮ ‬غض الخديو إسماعيل الطرف لمدة سنتين متواليتين،‮ ‬بسبب ما حدث في تلك الفترة من أحداث أثرت علي مستقبل مصر السياسي كتفاقم الأزمة المالية وازدياد النفوذ الأجنبي‮.‬
في البرلمان الجديد وصل عدد الأعضاء إلي‮ ‬120‮ ‬عضوا،‮ ‬واتسعت سلطته لتشمل حق إقرار الميزانية والقوانين ومحاسبة الوزراء وغيره،‮ ‬لكن اللائحة في نفس الوقت أعطت الحق للخديو في حل المجلس والدعوة إلي انتخابات جديدة في حالة الخلاف بين المجلس والحكومة ورفض الأخيرة الاستقالة‮. ‬لكن هذا التطور سرعان ما توقف نتيجة التدخل الأوروبي،‮ ‬وإصدار السلطان فرمانا بخلع الخديو إسماعيل وتنصيب الأمير توفيق بدلا منه في‮ ‬1879‮ .‬
هبوط حاد
لم يؤمن توفيق بالنظام الدستوي،‮ ‬وشهد عهده سوء‮ ‬الأحوال المالية وإرهاق الشعب بالضرائب الفادحة وازدياد التدخل الأجنبي،‮ ‬مما جعل أحمد عرابي يتوجه إليه في‮ ‬1881‮ ‬علي رأس عدد من وحدات الجيش والمواطنين للمطالبة بإسقاط وزارة رياض وإقامة حكومة دستورية وتشكيل مجلس شوري النواب،‮ ‬وزيادة عدد الجيش وفقا للفرمانات السلطانية‮. ‬وعليه؛ عهد الخديو إلي محمد شريف باشا بتأليف حكومته،‮ ‬وهو بدوره دعا لانتخاب مجلس شوري النواب في العام‮ ‬1881‮ ‬وفقا للائحة تضمنت‮ ‬53‮ ‬مادة تحدد شروط اختيار أعضائه وتنظم عمله،‮ ‬كما تم نقش ختم خاص به عليه عبارة‮ "‬مجلس النواب المصري‮" ‬في مارس‮ ‬1882،‮ ‬وأقر الخديو لائحة المجلس الداخلية التي ضمت مائة بند مقسمة في‮ ‬11‮ ‬فصلا،‮ ‬لكن تلك التجربة لم تكتمل،‮ ‬حيث وقعت مصر تحت الاحتلال البريطاني في سبتمبر عام‮ ‬1882‮ ‬وعادت البلاد إلي عهد نظام الشوري‮.‬
وفق هذا النظام؛ انقسم المجلس النيابي‮ (‬1883‮- ‬1913م‮) ‬إلي هيئتين استشاريتين هما مجلس شوري القوانين المنوط بدراسة وفحص وتقديم التقارير عن كل المسائل المقترحة من الحكومة إليه،‮ ‬لكن آراءه ليست ملزمة،‮ ‬ويتكون من‮ ‬30‮ ‬عضوا؛‮ ‬16‮ ‬منهم بالانتخاب و14‮ ‬بالتعيين،‮ ‬يعملون بموجب لائحة داخلية مكونة من‮ ‬38‮ ‬بندا تنظم عمل المجلس وكيفية انعقاد جلساته‮. ‬والهيئة الأخري هي الجمعية العمومية التي تضم‮ ‬83‮ ‬عضوا من أعضاء مجلس الوزراء وأعضاء مجلس شوري القوانين،‮ ‬ولتلك الجمعية حق الموافقة علي تشريع الضرائب،‮ ‬ولا‮ ‬يصدر بها قانون إلا بعد عرضه عليها،‮ ‬كما كان الأهالي‮ ‬يتقدمون بطلبات للجمعية للنظر في شئون محددة،‮ ‬ففي‮ ‬1909‮ ‬تقدم طلاب المدرسة التحضيرية بطنطا،‮ ‬وكذلك بعض أهالي الإسكندرية؛ بالتماس للنظر في مد امتياز قناة السويس،‮ ‬وهو ما تم بالفعل وأسفر عن رفض مشروع المد في إبريل‮ ‬1910‮ .‬
صمود وتحول
نتيجة لتصاعد أصوات الحركة الوطنية المصرية‮ ‬ورغبة سلطات الاحتلال في إقامة نظام جديد‮ ‬يسمح بتمثيل متوسطي ملاك الأراضي الزراعية صدر قرار حل مجلس شوري القوانين والجمعية العمومية عام‮ ‬1913؛ لتحل محلهما هيئة استشارية أخري هي الجمعية التشريعية‮ (‬1913‮ - ‬1923م‮) ‬التي ضمت‮ ‬83‮ ‬عضوا؛ منهم‮ ‬17‮ ‬معينون والبقية منتخبون لمدة ست سنوات،‮ ‬ويُجدَد ثلث الأعضاء كل سنتين،‮ ‬وللخديو‮ ‬أيضا‮ ‬الحق في حل الجمعية بناء علي توصية من مجلس الوزراء‮. ‬وقد انتخب سعد زغلول رئيسا للدورة الأولي من الجمعية،‮ ‬والتي كانت الأخيرة كذلك،‮ ‬حيث تأجل انعقادها أكثر من مرة بسبب نشوب الحرب العالمية الأولي‮.‬
في مارس عام‮ ‬1919‮ ‬قامت الثورة المصرية ضد الاحتلال،‮ ‬وبناء عليه؛ أعلنت بريطانيا إنهاء حمايتها علي مصر عام‮ ‬1922‮ ‬وأنها دولة مستقلة ذات سيادة،‮ ‬ونصب فؤاد نفسه ملكا عليها وصدر أول دستور لمصر المستقلة عام‮ ‬1923‮ ‬ينص علي إقامة برلمان‮ ‬يتكون من مجلسين هما مجلسا النواب والشيوخ‮ (‬1924‮ - ‬1952م‮).‬
ضم مجلس النواب أعضاء منتخبين بالاقتراع العام لمدة‮ ‬5‮ ‬سنوات،‮ ‬وحُرم من حق الانتخاب المحكوم عليهم في بعض القضايا،‮ ‬ورجال القوات المسلحة والبوليس‮. ‬بينما نص الدستور علي أن خُمس أعضاء مجلس الشيوخ‮ ‬يعينهم الملك،‮ ‬وينتخب الباقون بالاقتراع العام،‮ ‬وتكون مدة العضوية‮ ‬10‮ ‬سنوات،‮ ‬يجدد نصفهم كل خمس سنوات‮. ‬كما نص الدستور علي عدم جواز الجمع بين عضوية المجلسين،‮ ‬وإذا تم حل أحدهما تتوقف جلسات الآخر‮. ‬
شهدت تلك الفترة تتابع‮ ‬10‮ ‬هيئات نيابية؛ تعرص خلالها دستور‮ ‬1923‮ ‬للعديد من الانتهاكات من قبل الملك ووزارات الأقلية،‮ ‬كما تم إلغاؤه وحل محله دستور‮ ‬1930‮ ‬الذي زاد من سلطات الملك والحكومة وقلص من سلطات البرلمان،‮ ‬لكن في العام‮ ‬1934‮ ‬صدر أمر ملكي بإبطال العمل به وحل البرلمان الذي قام علي أساسه،‮ ‬وبناء علي رغبة الأمة صدر قرار في‮ ‬1935‮ ‬بعودة العمل بدستور‮ ‬1923،‮ ‬ثم تشكلت وزارة برئاسة علي ماهر أشرفت علي الانتخابات النيابية التي أسفرت عن فوز ساحق لحزب الوفد عام‮ ‬1936،‮ ‬وهو ما اختلف تماما خلال انتخابات فبراير‮ ‬1938‮ ‬التي استخدمت فيها كل أساليب التزييف والإكراه،‮ ‬فجاءت النتيجة بفوز الأحزاب المؤيدة للقصر وهزيمة الوفديين،‮ ‬وقد شهدت تلك المرحلة تصاعدا لمؤشرات عدم الاستقرار السياسي وعجز الحكومة عن السيطرة علي الأحداث‮. ‬ومن أبرز القرارات التي اتخذها مجلس الشيوخ؛ الموافقة علي مشروع إنشاء وتنظيم جامعة فاروق الأول،‮ ‬وإنشاء صندوق معاشات وإعانات الصحفيين،‮ ‬وإلغاء المعاهدة المصرية البريطانية لعام‮ ‬1936‮ ‬واتفاقيتي‮ ‬1899‮ .‬
مجلس الأمة
مع اندلاع ثورة‮ ‬23‮ ‬يوليو‮ ‬1952؛ بدأت مرحلة جديدة‮ ‬في تاريخ الحياة النيابية المصرية وتم إلغاء دستور‮ ‬1923،‮ ‬وحل محله بشكل مؤقت الإعلان الدستوري الذي صدر عام‮ ‬1953‮ ‬لتنظيم أوضاع الحكم،‮ ‬وفي‮ ‬يناير‮ ‬1956‮ ‬تم إعلان الدستور الجديد للجمهورية المصرية،‮ ‬ونص علي أن‮ ‬يتم إنشاء مجلس الأمة‮ (‬1957‮-‬1971م‮) ‬ويتألف من‮ ‬350‮ ‬عضوا منتخبا،‮ ‬مقسمين بين دوائر انتخابية بنفس العدد،‮ ‬وتمتد عضويتهم لخمس سنوات‮. ‬واشترط القانون فيمن‮ ‬يرشح لعضوية المجلس أن‮ ‬يكون مصريا واسمه مقيد في جداول الانتخابات،‮ ‬ويحسن القراءة والكتابة،‮ ‬ويبلغ‮ ‬من العمر‮ ‬30‮ ‬عاما علي الأقل،‮ ‬ولا‮ ‬ينتمي للأسرة المالكة،‮ ‬كما أنه لا‮ ‬يجوز ترشيح رجال القضاء والنيابة والضباط قبل تقديم استقالاتهم من وظائفهم‮. ‬وقد أعطي هذا الدستور الحق‮ - ‬لأول مرة‮ - ‬للمرأة بالانتخاب‮.‬
منح الدستور الحق لمجلس الأمة بوجوب إقراره لأي قانون‮ ‬يصدر،‮ ‬كما نص علي أنه لا‮ ‬يجوز للحكومة عقد قرض أو الارتباط بمشروع‮ ‬يترتب عليه إنفاق مبالغ‮ ‬من خزانة الدولة إلا بموافقته،‮ ‬كما‮ ‬يجب عرض مشروع الميزانية العامة للدولة عليه قبل انتهاء السنة المالية بثلاثة أشهر علي الأقل‮. ‬وقد ألقي الرئيس جمال عبد الناصر في افتتاح الدورة الأولي للمجلس بيانا طويلا تحدث فيه عن أهداف ثورة‮ ‬يوليو والمقومات الأساسية للمجتمع التي تحدد حقوقه وواجباته،‮ ‬والإصلاح الزراعي والصناعة والصحة والثقافة والتعليم‮. ‬
مع التعديل الدستوري عام‮ ‬1958؛ أصبح تشكيل المجلس‮ ‬يتم بتعيين أعضائه بقرار من رئيس الجمهورية وليس بالانتخاب،‮ ‬علي أن‮ ‬يكون نصفهم علي الأقل من بين أعضاء مجلس النواب السوري ومجلس الأمة المصري‮. ‬وفي العام‮ ‬1963‮ ‬عادت الأمور كما كانت،‮ ‬بعد انفراط الوحدة بين مصر وسوريا،‮ ‬وصدر قانون‮ ‬ينص علي أن‮ ‬يكون نصف أعضاء المجلس علي الأقل من فئة العمال والفلاحين،‮ ‬وأن تقسم الجمهورية إلي‮ ‬175‮ ‬دائرة انتخابية،‮ ‬وفي كل واحدة‮ ‬يتم انتخاب عضوين،‮ ‬أحدهما من تلك الفئة‮. ‬ومع صدور دستور‮ ‬1964؛ أضيف لرئيس الجمهورية حق تعيين عدد من الأعضاء لا‮ ‬يزيد عددهم عن عشرة‮. ‬
الشعب‮.. ‬والشوري
بحلول دستور‮ ‬1971؛ بدأت ملامح التطور الدستوري‮ ‬في مصر تتضح،‮ ‬حيث ضم فصلا عن السلطة التشريعية وآخر عن مجلس الشوري،‮ ‬ونص علي القواعد نفسها السابقة،‮ ‬إلي أن جاء قرار جمهوري عام‮ ‬1979‮ ‬بأن‮ ‬يصبح عدد أعضاء مجلس الشعب‮ ‬382‮ ‬عضوا،‮ ‬يتم انتخابهم لمدة‮ ‬5‮ ‬سنوات‮. ‬وأوكل الدستور للمجلس مسئوليات التشريع وإقرار السياسة العامة للدولة والخطة العامة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والموازنة العامة للدولة،‮ ‬كما‮ ‬يمارس الرقابة علي أعمال السلطة التنفيذية،‮ ‬ومن حقه سحب الثقة من من أحد الوزراء أو الحكومة بأكملها‮. ‬ومن أبرز القرارات التي اتخذها المجلس؛ وضع حد أدني لأجور العاملين بالقطاع الخاص عام‮ ‬1974‮ .‬
شهد هذا الدستور عدة تعديلات،‮ ‬وفي‮ ‬1980‮ ‬تم إضافة باب جديد خاص بإنشاء مجلس الشوري،‮ ‬يقر بألا‮ ‬يقل عدد أعضائه عن‮ ‬132‮ ‬عضوا،‮ ‬ينتخب ثلثهم ويعين رئيس الجمهورية الثلث الباقي،‮ ‬وتكون مدة العضوية‮ ‬6‮ ‬سنوات‮. ‬وفي‮ ‬2005‮ ‬تم تعديل المادة‮ ‬76‮ ‬من الدستور ليصبح علي أثرها اختيار رئيس الجمهورية بالانتخابات السرية من قبل الشعب‮. ‬وجاء تعديل‮ ‬2007‮ ‬ليحدد اختصاصات إلزامية لمجلس الشوري تجعل منه جهازا تشريعيا‮.‬
بعد هذا التاريخ الطويل؛ جاءت‮ ‬2010‮ ‬لتمثل انتكاسة في الحياة النيابية المصرية،‮ ‬حيث لم تعبر انتخابات مجلس الشعب عن رغبة أبناء الوطن وحقهم بالمشاركة في حكم البلاد،‮ ‬فأدت تلك التجاوزات إلي اندلاع ثورة‮ ‬25‮ ‬يناير‮ ‬2011،‮ ‬التي جاءت بدستور جديد في‮ ‬2012‮ ‬وصلت بمقتضاه التيارات الإسلامية للحكم وازداد الأمر سوءا،‮ ‬ثم انتفض الشعب في‮ ‬30‮ ‬يونيو‮ ‬2013‮ ‬بثورة جديدة أطاحت بتلك التيارات وتم تعديل الدستور في‮ ‬2014،‮ ‬وعلي أثره تم إلغاء مجلس الشوري وتغيير اسم‮ ‬مجلس الشعب إلي مجلس النواب في‮ ‬2015‮ .‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.