»وحشتوني والله يا رجالة كلها كام يوم ونازل إجازة» بهذه العبارة اختتم المجند محمد السيد شعبان 21 سنة شهيد الواجب ابن قرية العامرية التابعة لمركز الفيوم حياته للأبد عبر صفحته علي موقع التواصل الاجتماعي »فيس بوك» بتاريخ 6 أكتوبر الماضي وهو يوم الاحتفال بنصر أكتوبر العظيم وكأن العبارة يوجهها لزملائه الشهداء الذين سيلتقي بهم في الأخرة، عكس ما كان يقصد رؤية أصدقائه وزوجته العروس التي تركها هي ونجلته الطفلة ذات الأربعة أشهر، ولكنه كرس عبارة »اللي خلف ممتش» ليترك الدنيا ويرحل بعد أن طالته يد الإرهاب الغاشم مع زملائه في هجوم مسلح علي كمين رغدان بسيناء.. وأشارت رقية أحمد شعبان »زوجة الشهيد» إلي أن زوجها في آخر إجازة له كان دائم الجلوس مع نجلته الطفلة ريتاج ذات الأربعة أشهر وتقول: كنت استيقظ من النوم في الليل أجده يحملها وينظر إليها ويحتضنها وعندما سألته جاوبني: »بنتي بتوحشني أوي» مشيرة إلي أنها متزوجة من الشهيد منذ عام وثلاثة أشهر وأنجبا طفلتهما ريتاج، وأنها تحتسب زوجها مع الشهداء، وطالبت بأن يتم ضمها لصفوف القوات المسلحة بدلا من زوجها للقصاص لزوجها وزملائه من الإرهابيين القتلة.. وأضافت أن آخر مكالمة بينهما كانت الأربعاء الماضي وكان علي ما يرام وأكد لي أن الأمور تسير بصورة أفضل وسألني علي نجلته وطمأنته عليها وعلي والده ووالدته وبعدها جاءني خبر استشهاده. وقالت والدة الشهيد باتعة محمد علي إن نجلها كان مواظبا علي الصلاة ويتسم بالأدب والاحترام لكن الإرهاب الغاشم لا يفرق بين هذا وذاك، مطالبة بضرورة القصاص واستمرار عمليات القوات المسلحة للقضاء عليهم نهائيا وعودة حق الشهيد وزملائه. وفي الشرقية قام المحافظ اللواء خالد سعيد يرافقه المحاسب فخري عبدالعزيز السكرتير العام المساعد للمحافظة وعدد من القيادات التنفيذية بتقديم واجب العزاء لأسرتي المجندين محمد صلاح صبحي 22 عاما وعبدالحليم محمد عبدالحليم 23 عاما، اللذان استشهدا في الهجوم الإرهابي علي كمين »زقدان» بوسط سيناء بمسقط رأسيهما بقريتي »الغابة والسعدية» بمركزي أبوكبير وأبوحماد.. وقام المحافظ بتقبيل رأس والد الشهيد عبدالحليم قائلا له: قد نال ابنك الشهادة التي تعد أعظم مرتبة وكنت أتمني أن أنالها في حياتي العسكرية. من ناحية أخري قرر حسام الدين إمام، محافظ الدقهلية إطلاق اسم الشهيدين المجندين محمود عبدالخالق محمد، ابن قرية دموه مركز دكرنس، وفؤاد رفعت فؤاد من قرية 57 بمنطقة حفير شهاب الدين مركز بلقاس، اللذين استشهدا خلال العملية الإرهابية بشمال سيناء علي مدرستين بمسقط رأسيهما، تقديرا لما قدماه من تضحية بالنفس والدم من أجل الوطن. جاء ذلك خلال قيام المحافظ بتقديم واجب العزاء لأسرتي الشهيدين، وخاطب والدتي الشهيدين قائلا: إن مصابكما هو مصاب مصر كلها، كما قرر المحافظ توفير فرص عمل لأشقاء الشهيدين.