تنطلق صباح اليوم الجمعة، اجتماعات الخريف لصندوق النقد والبنك الدوليين، حيث عقد المسئولون ثلاث مؤتمرات صحفية منفصلة هامه قبيل انطلاق الاجتماعات. وقال جيم يونج كيم رئيس مجموعة البنك الدولي إن البنك يمتلك خطة لخفض معدلات الفقر في العالم بحلول عام 2030 من خلال التوسع في سياسات المساعدات المالية للبلدان الفقيرة موضحا أن الدول الأعضاء في البنك والبالغين 189 دولة لا يتدخلن نهائيا في أعمال البنك كما لا تتدخل أي قرارات سياسية في أعمالنا. من جانيه قال عمرو الجارحي وزير المالية المصري خلال إجتماعات معهد التمويل الدولي في جلسة حول الفرص والتحديات التي تواجه الأسواق الناشئة قبيل انطلاق الاجتماعات السنوية لصندوق النقد والبنك الدوليين إن الحكومة المصرية تتبني خطة إصلاح اقتصادي شاملة تراعي فيها محدود الدخل بشكل كبير، موضحا أن تلك الإصلاحات ستشمل هيكلة مالية وضريبية، حيث تستهدف الحكومة أن تصل بالحصيلة الضريبية الي 16% من إجمالي الناتج المحلي خلال خمس سنوات والتي تتراوح الآن بين 11 إلى 12% . وأوضح الجارحي أن الحكومة تستهدف خفض عجز الموازنة إلى 10% بدلا من 12%حاليا من إجمالي الناتج المحلي خلال العام المالي الجاري ، مشيرا الى ارتفاع الدين العام إلى ما يقرب من 100% من إجمالي الناتج المحلي وهو ما يستلزم مواجهة ذلك عَبر العديد من الإجراءات الإصلاحية وأوضحت كريستين لاجارد في مؤتمر صحفي قبل الاجتماعات الرسمية لصندوق النقد والبنك الدوليين، أن المدراء التنفيذيين لصندوق النقد رحبوا بمبادرة الإقراض بفائدة صفرية مطالبين بأهمية اتفاقات الإقراض الثنائي الجديدة بين الصندوق والعديد من البلدان مشيرة لتلقي الصندوق تعهدات بتقديم تمويلات تقترب من 344 مليار دولار حتى عام 2019. وطالبت لاجارد بالتنسيق الكامل بين السياسات المالية والنقدية مع العمل على تطويرها بالاضافة الى إجراء الإصلاحات هيكلية حتي تتمكن الاقتصاديات العالمية والناشئة من تحقيق معدلات نمو جيدة موضحة أن البنوك المركزية والسياسات النقدية لن تكون وحدها قادرة على إحداث النمو والاستقرار المالي للاقتصاديات ، كما تمنت أن يعود محافظو البنوك المركزية ووزراء المالية المشاركين في اجتماعات الصندوق الى بلدانهم ولديهم خطة واضحة لكيفية الدفع بمعدلات نمو بلادهم والاشتباك مع بلدان العالم الخارجي . وأشارت إلى انضمام العملة الصينية " اليوان " الى سلة السحب الرئيسية التي تقوم البنوك المركزية في العالم بالتعامل عليها وباتت يتم بها التسويات الدولية موضحة أن اليوان أصبح من ضمن الخمس العملات الرئيسية التي يتم التعامل بها داخل تلك السلة وقالت إن اجتماعات الصندوق خلال عام 2018 ستكون في اندونيسيا وهي من البلدان تشهد معدلات نمو جيدة خلال الفترة الحالية. وأشار جيم يونج كيم رئيس البنك الدولي في مؤتمر صحفي منفصل الي أن مرحلة عدم اليقين التي يمر بها العالم الأن تمثل خطورة كبيرة على الاقتصادات العالمية، موضحا أن عدم اليقين يأتي من التغيرات التي تواجه العالم خلال الفترة الحالية والمتمثلة في تخارج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي الى جانب الانتخابات الامريكية بالاضافة الى تراجع النمو في بلدان دول الصحراء الأفريقي. وأضاف أن العالم اذا لم يتمكن من مواصلة النمو العالمي والحد من عدم المساواة، فإننا بذلك نخاطر بفقدان المستوى المستهدف من البنك الدولي والرامي إلى خفض معدلات الفقر المدقع بحلول 2030. وأوضح اذا أردنا إنهاء الفقر، فان علينا توجيه النمو نحو الفئات الأكثر فقرا- ومن أكثر الطرق المضمونة للقيام بذلك هو تخفيض معدلات عدم المساواه خاصة في البلدان التي يعيش بها عدد كبير من الفقراء". وقال إن البنك الدولي يعمل الأن على المساهمة في تسريع وتيرة النمو وتحقيق المساواة والاستثمار في الموارد البشرية بشكل أكبر خاصة في ظل التحول الى الميكنة والتي ستؤدي الى تقليص فرص العمل . وأشاد جيم يونج كيم بالدور الجيد الذي تلعبة دولة الصين من خلال المساهمة في القضاء على الفقر المدقع في بلدان افريقيا من خلال التركيز على تقديم تمويلات لتلك البلدان الى جانب إقامة مشروعات بنية تحتية تساهم في توفير فرص عمل تمكن تلك الدول في جذب مزيدا من الاستثمارت الأجنبية . . وقال صندوق النقد في تقرير إن الديون العالمية العامة والخاصة بلغت 225 بالمئة من الناتج الاقتصادي العالمي العام الماضي ارتفاعا من حوالي 200 بالمئة في 2002. وأوضح الصندوق أن حوالي ثلثي الديون أي نحو 100 مليار دولار مستحق على مقترضين من القطاع الخاص مشيرا إلى أن تنامي الدين الخاص عادة ما يفضي إلى الأزمات المالية.