سواء كانت مؤامرة أو تسيبا أو إهمالا أو صراع قيادات، فإن توابع الزلزال الذي أصاب اتحاد الإذاعة والتليفزيون الأسبوع الماضي ما زالت مستمرة، حيث يسود التوتر قطاع الأخبار، بعد إذاعة حوار للرئيس عبد الفتاح السيسي مع قناة أمريكية، يعود للعام الماضي، علي أنه حوار هذا العام، علي مدي ساعة ونصف الساعة، وترجمته، وبث أخبار منه دون أن ينتبه أحد، الأمر الذي أدهش الكثيرين لتبدأ ثورة الغضب ضد ماسبيرو وقطاع الأخبار، والإعلام الحكومي بشكل عام. »آخر ساعة» تكشف كواليس الأزمة.. وكبير المذيعين: المبني كله »مهرتل»! مصطفي شحاتة يعترف: الفضيحة مسئولية قطاع الأخبار.. والواقعة أطرافها كثيرة أزمة حوار الرئيس، أطاحت علي الفور بمصطفي شحاتة رئيس قطاع الأخبار، وتكليف نائبه خالد مهني بتسيير الأعمال، وهو القرار الذي أصدرته صفاء حجازي، رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون، التي يطلقون عليها المرأة الحديدية بعد الأزمة، ليعد القرار من أسرع قرارات الإقالة في ماسبيرو. الغريب ان المرأة الحديدية خافت من المواجهة ورفضت حتي الرد علي التليفون!، والسؤال ماذا يحدث داخل كواليس ماسبيرو؟ وهل يتم الإطاحة بكل القيادات التي عشقت لعبة الصراعات داخل هذا المبني العتيق الذي يحوي بداخله عالما غير العالم الذي نعيشه؟ في الوقت الذي رفضت فيه صفاء حجازي الرد علي هذه الفضيحة واكتفت فقط بالإطاحة بمصطفي شحاتة رئيس قطاع الاخبار، تحدث الأخير بكل صراحة ل»آخر ساعة»، وقال: »مسئولية ما حدث هي مسئولية قطاع الأخبار فقط، خصوصًا أن المسؤول عن هذه الفضيحة هي كبيرة منسقي التبادل الإخباري بالتليفزيون، وهي خريجة كلية الإعلام لعام 1985، وأوضح أن ما حدث أن التليفزيون لم يستطع أن يتوصل للقمر الذي تبث عبره القناة bbs الناقلة للحوار، كما أنها قناة مشفرة يتم استقبالها بديكودر خاص، لذلك تم التواصل مع القناة لكي يتم رفع اللقاء عبر موقعها من خلال لينك يوتيوب، منوها إلي أن الخطأ الذي وقعت فيه منسقة الأخبار هو أنها لم تراجع تاريخ اللقاء». وقال شحاتة: »رغم قرار الإطاحة المُتعجل إلا أن ماسبيرو جزء من مؤسسات الدولة، والذي حدث في ماسبيرو كان علي طريق النهوض، وبدأنا نصلح من بعض الاخطاء الكثيرة والتحديات التي تواجه التليفزيون المصري، وكان كلي أمل في إصلاح أشياء كثيرة وبدأت بالفعل حتي وقع هذا الخطأ. سألناه، من المسئول عن الخطأ في إذاعة حوار قديم لرئيس الجمهورية؟ فرد قائلًا: »مسئولية قطاع الاخبار، لكن الواقعة لها أطراف كثيرة من داخل قطاع الأخبار، فهناك إدارة النشرات وإدارة الإخراج وإدارة المراسلين وإدارة الترجمة كانوا من المفترض أن يكون متواجدين قبل بث الحوار والتحقيقات التي تجري الآن ستوضح من قام بدوره فعلًا. وحول إمكانية إصلاح ما أفسدته الشللية داخل ماسبيرو علي مدي أزمنة طويلة من صراعات بين القيادات، قال: »بالطبع يمكن أن ينصلح حال التليفزيون المصري، فأنا توليت منصبي كرئيس قطاع الأخبار في فترة قصيرة جدا وكان هناك جهد ملموس»، مشيرًا إلي أن الجميع يري أنه كبش فداء للأزمة بعد القرار المستعجل الذي أصدرتة صفاء حجازي ضده. نادر دياب كبير مذيعي قطاع الأخبار، له وجهة نظر جديدة لما حدث من فضائح داخل ماسبيرو، فقال: »سواء كانت مؤامرة أم إهمالا أم تسيبا أم أغراضا شخصية، فالحقيقة أن المبني كله »مهرتل»، ويعاني التسيب والشللية، ولا بد أن يكون وراء كل مصيبة كبش فداء فطار مصطفي شحاتة». ويؤكد نادر، أن الذي حدث إهمال وتسيب وهناك خلايا إخوانية وطابور خامس في التليفزيون، مضيفًا: »في ناس بتوقع الشغل والأسماء معروفة والكشوف موجودة، وهناك ناس معروفون بالاسم من إخواني ومن صاحب أهواء ومن بيلعب، ورغم ذلك لا أحد يستطيع فعل شيء تجاههم، ولابد من ضربة قوية لا رجعة فيها لبعض الأسماء المعروفة، ومكتوب فيها تقارير، ومعروف كل واحد بيشتغل إيه». مخرج كبير في قطاع الأخبار، رفض ذكر اسمه، قال: »اللقاءات المسجلة من الطبيعي أن تكون في مكتبة التليفزيون أما أحاديث الرؤساء فتكون موجودة في مكتبة قطاع الأخبار، وهي ليست مكتبة عادية، وعليها إجراءات صارمة»، مضيفًا: »أما ما صرح به رئيس قطاع الأخبار الذي تمت الاطاحة به بأن الحوار جاء من موقع اليويتوب فهذه كارثة وخطأ جسيم، رغم أن فيديوهات اليويتوب دائما بتنزل بالتاريخ كان لا بد من مشاهدة الفيديو قبل بثه مباشرة، والمفروض الذي يذيع حوار الرئيس هو استوديو الأخبار، وهو مرتبط بتنفيذ القناة الأولي». ويري المخرج، أن هذا الخطأ مسئول عنه رئيس قطاع الأخبار، وخطأ العاملين في ستوديو الأخبار، والمسئولون في تنفيذ القناة الأولي، لأن هناك مخرجين متواجدين في الكنترول أثناء بث الحديث، أيضًا هناك إدارة المتابعة للتليفزيون، وإدارة المتابعة في رئاسة الاتحاد، وأكيد شاهدوا حديث الرئيس، فلماذا لم يبلغوا عن هذا الخطأ فورًا، والغريب بحسب المخرج أن الحديث تم بثه علي مدي ساعة ونصف الساعة ولم يكتشفوا الخطأ، أيضا الإدارة العامة للتقييم كانت غائبة. ويؤكد المخرج، أن جميع الإدارات بماسبيرو كانت نائمة في العسل أثناء بث خطاب الرئيس، وتساءل كيف لكل المسئولين لم يروا هذا الخطأ، الكل شغال بدون مهنية أقالوا مصطفي شحاتة رئيس قطاع الأخبار ويتم التحقيق الآن مع مجموعة من البشر ليه بيقولوا انه كان هناك ميعاد تغيير وردية »التبادل الإخباري»، هل معقول يحدث ذلك في التليفزيون الرسمي، كما يتعجب المخرج قائلًا: »أين المونتير لو كان صاحي لوقف بث الشريط الذي تمت إذاعته علي مدي ساعة ونصف الساعة، واين العاملون باستوديو 11 بالدور الثالث الذي تم بث الحديث من داخله؟، وأين مراقب السهرة؟، وأين مديرو العموم؟، وأين الإدارة العامة للتنفيذ والإعداد؟». ويؤكد المخرج أن مجدي لاشين رئيس التليفزيون يوجد في مكتبه أربع شاشات أمام عينه للقناة الأولي والثانية والفضائية المصرية والفضائية الموجهة إلي أمريكا ألم ير هذا الخطأ أين المسئولية السياسية للمسئولين في ماسبيرو؟ معقول يتم إذاعة حوار مع رئيس الجمهورية لمدة ساعة ونصف والمسئولون مثل أصحاب الكهف تحسبهم أيقاظا وهم رقود. وقال المخرج، نحن نطالب بوزير إعلام وزير يمثل هذا المبني في مجلس الوزراء، والغريب في الأمر أن رئيس مجلس الوزراء هو من قام بتعيين صفاء حجازي رئيس اتحاد الاذاعة والتليفزيون وهو من عين مجدي لاشين رئيس التليفزيون، وعموما عقب بث حديث رئيس الجمهورية القديم قدم اتحاد الإذاعة والتليفزيون المصري بيانا رسميا يعتذر فيه عن خطأ بث حوار قديم للرئيس عبد الفتاح السيسي بدلا من الحوار الجديد مع القناة ذاتها. وقد تعرض مسؤولو التلفزيون لهجوم حاد بسبب هذا الخطأ الجسيم الذي قام به قطاع الأخبار في أعقاب بث حوار الرئيس السيسي مع شبكة »بي بي إس» الأمريكية عام 2015 علي أنه الحوار الذي أجري معه علي القناة ذاتها مع الإعلامي الأمريكي تشارلي روز يوم الاثنين 19 سبتمبر الجاري. وتمت إحالة المتسببين في الخطأ إلي التحقيق العاجل، وتكليف نائبه خالد مهني بتسيير أعمال رئاسة القطاع لحين تعيين رئيس جديد، كما قررت فتح تحقيق في الواقعة، التي اعتبرها إعلاميون عدة أنها »فضيحة» يجب محاسبة المسئول عنها فورا. ونشر اتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري بيان اعتذار علي شبكة الانترنت تضمن إعلان إقالة رئيس قطاع الأخبار، جراء إذاعة التلفزيون المصري يوم الثلاثاء 20 سبتمبر حوار الرئيس الذي أجراه العام الماضي كاملا، علي أنه الحوار الذي تم يوم الاثنين الماضي اثناء زيارته إلي أمريكا.