قبل سنوات كان »المنجد» صاحب كلمة في تحديد مواعيد الافراح بقري كفر الشيخ. حيث كان موعد انتهاء مهمته في منزل العريس هو الذي يحدد مصير »الفرح»! وكان من الأشخاص القلائل الذين يسمح لهم بدخول عش الزوجية قبل افتتاح العروسين له، حيث يقضي فيه ثلاثة أيام علي الأقل لتنجيد المراتب والوسائد والأغطية وسط الزغاريد والأغاني التراثية. ويعد شارع المنجدين بغرب مدينة كفر الشيخ أحد المناطق النادرة التي لا تزال محتفظة بتراثها لكن لم يعد يعمل بها سوي 40 منجدا فقط بعد أن كان العدد يتجاوز 200 محل فيما سبق. ويشير أنيس شنح »منجد» إلي أنه ورث الحرفة عن أبيه، وكانت في البداية تحقق دخلا أكبر من أي وظيفة حكومية.. ويضيف: لكن الوضع اختلف حاليا وأصبح »الحال واقف» فالجميع أصبحوا »يستسهلون» ويشترون المراتب الاسفنجية رغم أن القطنية صحية. ويؤكد محمد شعلان »منجد» ان المراتب القطنية أفضل بكثير من الأسفنجية فهي سهلة التنظيف وعمرها طويل، كما أنها قابلة لإعادة التدوير من خلال إخراج القطن وإعادة حشوه في قماش جديد.. عكس الاسفنجية التي لا يزيد عمرها علي 5 سنوات ولا تصلح لإعادة تدويرها مرة أخري.. كما ان سعر المرتبة القطنية يبلغ في المتوسط 450 جنيها أما الاسفنجية فلا تقل عن 600 جنيه. ويوضح كمال علي »منجد» ان المراتب الاسفنجية تشكل خطورة بالغة علي صحة الإنسان حيث انها مكونة من ألياف ومواد صناعية لأن الاسفنج الطبيعي باهظ الثمن. ويقول سلامة البوهي »منجد»: الأفراح لم يعد لها طعم بعد أن ترك الجيل الحالي تقاليد آبائهم وأجدادهم حيث يتم شراء كل شيء جاهزا.. وأكد ان كثيرا من »المنجدين» تركوا المهنة واتجهوا لتجارة المراتب الاسفنجية.