العيد في التخشيبة.. »حاجة ثانية».. فرق كبير بين الحرية والقيد.. أن تكون صاحب قرارك أو تصبح مجرد »رقم» في حجز قسم الشرطة خاصة مع ارتفاع درجة الحرارة وزيادة الرطوبة. السجناء والمحجوزون علي ذمة قضايا خلال أيام العيد يشعرون بالندم الشديد خلف باب مصفح من الفولاذ وليل حالك مظلم بينما أهاليهم يشعرون بالحزن عليهم لما آل إليه مصيرهم جزاء ما اقترفت أياديهم. »الأخبار» دخلت إلي حجز قسم الجمالية ورصدت آلام وحكايات هؤلاءالذين يقبعون خلف القضبان في انتظار الحكم عليهم. قالت »ه .ع» إنها محجوزة علي ذمة قضية تسول ولها طفلان كانت تتمني أن تقضي عيد الأضحي معهما وأشارت إلي ندمها الشديد علي ما فعلته.. وقال »م.د» والندم باديا في كلماته: أقضي العيد بعيدا عن أسرتي المكونة من زوجتي وثلاثة أطفال. مشيرا إلي أنه ينتقل بين القسم والنيابة العامة التي تحقق معه منذ 4 شهور.. ويضيف: في مثل هذه الأيام كنت أخرج مع أولادي إلي الحدائق العامة والمتنزهات نستمتع بالعيد لكنني تسببت في ابتعادي عنهم. ومع ثاني أيام العيد.. قسم الجمالية كامل العدد في ضباطه وأفراده حيث انقسموا إلي فريقين.. فريق يتابع أحوال المساجين وتلقي البلاغات داخل القسم.. وفريق آخر يتابع إجراءات التأمين بالشوارع والطرق. »كله تمام» داخل قسم شرطة الجمالية في أجواء سادها الهدوء مع بزوغ أشعة شمس أول أيام العيد.. القسم كامل العدد والأمن مستتب.. الضباط انقسموا بين فريق قضي يومه خارج أسوار القسم لفرض الأمن بالشارع المصري وخلال احتفال المواطنين بعيدهم، وفريق يدير الحركة وييسر الأمور ويستقبل بلاغات المواطنين داخل القسم.. اقتصر شعور الضباط والأفراد ببهجة العيد علي تبادل التهاني بينهم واستبدل ضباط القسم وجبة الإفطار المعتادة لعيد الأضحي من »اللحوم والفتة» إلي وجبات »فول وطعمية» اجتمع عليها رجال الشرطة.. بعدها اتخذ كل ضابط وفرد أمن مكانه لبدء العمل في حالة تأهب قصوي لمرور فرحة العيد بين المواطنين بسلام تحت إشراف العقيد هشام حلمي مأمور القسم الذي أعلن حالة التأهب القصوي.. وفي تمام الساعة العاشرة والنصف صباحا تلقي قسم شرطة الجمالية أول بلاغ بحادث تصادم ثلاث سيارات بشارع صلاح سالم أمام مشيخة الأزهر لينتقل ضباط وأفراد القسم إلي مكان البلاغ والتحفظ علي الثلاث سيارات وتيسير حركة المرور وحضور أطراف البلاغ إلي قسم الشرطة لينتهي الأمر بينهم بالتصالح.. لم تنته البلاغات عند هذا الحد حيث استقبل النقيب شادي مكين بمكتب حقوق الإنسان بلاغا من سيدة تعرضت لاعتداءات لفظية من جانب أحد المارة بالشارع فسارع النقيب بالنزول إلي مكان البلاغ وتم تحرير محضر بالواقعة.. أما فيما يتعلق بالمحجوزين خلال أيام العيد أكد المأمور أن الأمور تسير بشكل معتاد وطبيعي داخل الحجز وفيما يخص الزيارات فمن الممكن استثناء زيارات للمحجوزين غير المخصصة والمحددة من الساعة السابعة مساء وحتي التاسعة لإعطاء الفرصة لأهالي المحجوزين لقضاء أول أيام العيد معهم والسماح بدخول المأكولات الخاصة بالعيد بعد تفتيشها والسماح بزيادة الساعات التي يقضيها المحجوز مع أهله داخل ساحة الحجز الخارجية المخصصة للزيارات. وقد أحضر الأهالي لذويهم الفتة واللحوم والمحاشي ليتناولها أبناؤهم خلال أيام العيد.