يولي الرئيس عبدالفتاح السيسي أهمية كبري بمدارس المتفوقين، ما دفعه للتوجيه ببناء مدرسة للمتفوقين في كل محافظة، إلا أن نقص إمكانيات وزارة التربية والتعليم جعل عدد المدارس التي تعمل حتي الآن 9 فقط في (السادس من أكتوبر والمعادي والإسكندرية وكفر الشيخ والدقهلية والإسماعيلية وأسيوط والبحر الأحمر والأقصر)، بالإضافة إلي إدخال مدرستين جديدتين في الخدمة خلال العام الدراسي 2016/2017 في محافظتي المنوفية والغربية. رغم أهمية تلك المدارس التي من المفترض أن تكون مفرخاً أساسياً للعلماء المصريين إلا أن خريجيها تواجههم العديد من المشكلات عقب التخرج فيها، حيث من المفترض أنهم يدرسون وفقاً لنظام (STEM) إلا أن الوضع في الجامعات المصرية الحكومية والخاصة يختلف عما يتم تدريبهم عليه داخل المدرسة. يقول الدكتور أحمد سيف الخبير التربوي إن نظام (STEM) في العالم يتم تعريفه علي أنه برنامج تعليمي تم تطويره لإعداد طلبة المدارس الابتدائية والثانوية للدراسات الجامعية والدراسات العليا في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات بالإضافة إلي التحاقهم بتخصص جامعي معين، ويهدف إلي تعزيز عقلية الاستفسار والتحقق والتفكير المنطقي ومهارات التعاون والعمل كفريق لدي الطلبة. وأضاف أن (STEM) يعد نهجاً متعدد التخصصات يتعلم فيها الطلبة ويقومون بتطبيق المفاهيم في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات وذلك بحكم طبيعتها، هذا ويتم إعداد الطلبة وإعداد المناهج في مرحلة الطفولة المبكرة لتكون داعمة لتعليم STEM خلال النظر في تعريف كل تخصص أو مجال من هذه المجالات. وأوضح أنه منذ إطلاق مصطلح STEM عام 2001 (كما تشير بعض الدراسات) أصبح هذا المصطلح جزءا هاما جدا من المفردات التعليمية حيث تسعي المؤسسات التعليمية من خلال تفعيل هذا المفهوم من إحداث نقلة وثورة في التعليم عن طريق تدريس مواد العلوم والرياضيات ودمجها مع التكنولوجيا والهندسة من خلال الحصة الصفية العادية . ومن جانبه قال عبدالله سرور الخبير التربوي إن صدور القرار الوزاري والذي حمل رقم 202 لسنة 2012 ونص علي أن تمنح مدارس المتفوقين في العلوم والتكنولوجيا ، شهادة الثانوية المصرية في العلوم والتكنولوجيا وهي معادلة في مناهجها للصفوف الثلاثة بالشهادة الثانوية العامة المصرية كان بمثابة الضربة القاضية لتلك المدارس. وأوضح أن هذا القرار ساوي بين جميع الطلاب دون أن تفكر الدولة في كيفية دخول هؤلاء الطلاب لكليات تسمح لهم بالتفكير والابتكار مشيراً إلي أن الدولة تنبهت لتلك المشكلة مؤخراً عن طريق إنشاء جامعتي زويل والنيل إلا أن نسبة كبيرة من الخريجين لايدخلونها إما بسبب المجموع أو لأسباب تتعلق برغبتهم بعدم الاستمرار في تطبيق هذا النظام بالجامعة، مشيراً إلي أن الدولة مطالبة بإلزام الطلاب بدخول تلك الجامعات. وتشير الإحصائيات الرسمية المعلنة من جانب وزارة التربية والتعليم مؤخرًا إلي حجم الملايين التي تنفق علي تلك المدارس، حيث إن المدرسة الواحدة تكلف الدولة 100 مليون جنيه، وهو ما يساوي تكاليف إنشاء 5 مدارس حكومية عادية، كما تصرف الدولة علي الطالب الواحد من 30 إلي 35 ألف جنيه في السنة الواحدة، وتضم المدرسة الواحدة 150 طالبا يتم توزيعهم علي 6 فصول، لتصبح كثافة الفصل الواحد بمدارس المتفوقين 25 طالبا في الفصل. ومن جانبه قال مازن محمود أحد خريجي مدارس المتفوقين العام الحالي إن خريجي مدرسة المتفوقين أكثر الطلاب تعرضاً للظلم بعد انتهاء دراستهم بها فعند ذلك الحين نتساوي مع طلاب الثانوية العامة العاديين فلا يوجد جامعات متخصصة بالنظم التي تدربنا عليها وجميع ما تم تعليمه لنا في المدارسة ينتهي عند دخول الجامعة. وأضاف أنه بالرغم من أن طلاب مدارس المتفوقين لهم تنسيق خاص بعيداً عن تنسيق المدارس الحكومية إلا أننا نتعرض خلاله لظلم كبير فهو دائما ما يكون عقب انتهاء المرحلة الثالثة وبالتالي فإن فرص تقليل الاغتراب تكون صعبة بالنسبة لنا مشيراً إلي أن خريجي المدرسة أغلبهم يلتحقون بكليات الطب والصيدلة والأسنان بالنسبة لعملي علوم والهندسة والحاسبات والمعلومات بالنسبة لشعبة الرياضيات وهما الشعبتان الوحيدتان بالمدرسة. وأوضح أن الأول علي مدارس المتفوقين العام الماضي حصل علي مجموع 94% والعام الحالي حصل علي 98% وهي مجاميع منخفضة بالنسبة للمدارس الحكومية التي يكون فيها التعليم أسهل بكثير مما ندرسه وبالتالي فإن المساواة بيننا وبين جميع الطلاب في الجامعات ظلم بين بالنسبة لنا كما أننا نفاجأ بأننا رجعنا إلي طرق التدريس القديمة التي كنا نحصل عليها في مدارس الحكومة ومن هنا نشعر بأن مجهودنا خلال مراحل التعليم الثانوي ذهبت هباءً. وأكد أن خريجي مدارس المتفوقين يحصلون علي 44 منحة من الجامعات الخاصة المختلفة بما فيها جامعات زويل والنيل ويحصل عليها الطلاب الأوائل وهي نسبة منخفضة للغاية وطالبنا هذا العام أن يكون لدينا منح في البرامج الأجنبية بالكليات الحكومية مثل جامعة جورجيا بجامعة القاهرة ومانشستر بجامعة المنصورة إلا أن الطلب لم يتم الرد عليه إلي الآن. وأشار إلي أن خريجي مدرسة المتفوقين لم يظهر نتيجة التنسيق الخاص بهم إلي الآن بالرغم من ظهور تنسيق المرحلة الثالثة وأن هناك غضباً متزايداً لدي الطلاب لعدم تحديد مصيرهم إلي الآن قبل أسبوعين من بدء العام الدراسي الجديد. ومؤخراً أكد الدكتور الهلالي الشربيني وزير التربية والتعليم أن هناك العديد من المنح الجامعية الدراسية لخريجي هذه المدارس؛ فقد تم الاتفاق بين الوزارة والكلية الفنية العسكرية علي تنفيذ مبادرة »مصر والرئيس للطلبة المتفوقين في الرياضيات» بهدف تحقيق الشراكة والتكامل بين مؤسسات الدولة، لاكتشاف ودعم ورعاية الطلاب المتميزين. وأوضح أن الوزارة بصدد توقيع بروتوكول مع الجامعة المصرية اليابانية لتقديم (10) منح لكل مدرسة، و(15) منحة لمدرسة المتفوقين في برج العرب، بالإضافة إلي التعاون مع الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، مؤكدًا أن كل الجهات التي تبحث عن الطلاب المتميزين تتجه إلي مدارس المتفوقين (stem). وأشار إلي أن مدارس المتفوقين للعلوم والتكنولوجيا نموذج مضيء للتعليم المصري، وتسعي الوزارة إلي التوسع في هذا النموذج من المدارس، نظرًا لأن هذا النوع من التعليم يسهم في التقدم العلمي والتكنولوجي، لافتًا إلي أن الوزارة لديها 80% من حق المعرفة والخبرة الفنية (Know how) الخاصة بهذه المدارس. وأوضح أن بعض الدول كالسعودية والإمارات، اطلعوا علي هذا النموذج التعليمي؛ للاستفادة منه، مشيرًا إلي أنه تم الاتفاق من حيث المبدأ مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) علي أن تكون مصر جهة اعتماد للجهات الراغبة في إنشاء مدارس (STEM) في المنطقة العربية؛ وتقديم الدعم والخبرات في هذا المجال لها. .ومن جهته، قال أبو سريع عضو مجلس إدارة مدارس المتفوقين إن نشر هذا النظام التعليمي في جميع المدارس المصرية يعد الهدف الحقيقي من تلك المدارس مشيراً لي المشروع بدأ في مصر عام 2011 بمدرسة البنين ب 6 أكتوبر بهدف خلق طالب قادر علي التفكير النقدي والإبداعي والابتكار والاختراع وحل المشكلات والاعتماد علي النفس، وتم عمل نظام تقويم مناسب لما يتم دراسته من مناهج، وقد حقق طلاب وطالبات هذه المدارس نتائج مثمرة ومراكز متقدمة في المسابقات الدولية التي شاركوا فيها. وأوضح أن مناهج مدارس المتفوقين لم تضع بالشكل التقليدي بل تم حصر التحديات الكبري لمصر ومشكلات المجتمع مثل تحسين مياه الشرب، والتحديات الصناعية، ووضع علي أساسها الخبراء الموضوعات التي يجب أن يدرسها الطالب في كل المواد لذلك تم إعداد منهج متخصص ومتكامل، ويتم تقويم الطلاب في الصف الثالث الثانوي من خلال مجموعة من الاختبارات من بينها اختبار عالمي للاستعداد للقبول في الجامعات قائم علي قياس القدرات.