معاك جلد يابيه؟ .. معاك جلد يا أستاذ؟.. بهذه التساؤلات يتهافت أهالي المدابغ علي المارة وقائدي السيارات المارين بسور مجري العيون ، والذين يخرجون في عيد الاضحي مع شروق الشمس لجلب الجلود من المساكن او المجازر للبدء في دباغتها وإعادة تدويرها مرة اخري للخروج بالمنتج النهائي من المصنوعات الجلدية الفاخرة. ولكن هذا العام يختلف عن كل الاعوام الماضية ، فهو يعتبر موسم وقف الحال بالنسبة لهم ، حيث يقول رأفت فريد انه لم يلجأ قبل ذلك للبحث عن الجلود بل الزبائن هم الذين كانوا يحضرون لنا جلود ذبائحهم ، وكان يتمكن من الحصول علي اعداد كبيرة من جلود الخراف والعجول ، وكانت الساعات الاولي من الصباح هي أوقات الذروة في تجهيز الجلد وتمليحه (وضع الملح عليه وتركه في الشمس ) ولكن في اول ايام العيد هذا العام وحتي وقت الظهيرة لم يحصل الا علي القليل من الجلد ولكنه سيظل جالسا إلي ان يرزقه الله . واشار فريد رأفت الي أن صناعة الدباغة أصبحت مهددة بالإنقراض وأن ما يحدث من ارتفاع لأسعار الدولار وتكلفة الكيماويات التي يتم استخدامها ، ستجعل الكثيرين يلجأون الي البحث عن بدائل أخري لمهنتهم. وأضاف أن هناك مشكلة أكبر تواجه الغالبية العظمي من الدباغين في الوقت الراهن وهي قرار الحكومة بنقلهم إلي منطقة الروبيكي والتي تعتبر الضربة القاضية لهم ، حيث أنه مكان غير مجهز لإستقبال العمالة والصنايعية ، بالإضافة الي أنها غير مؤهلة للمعيشة سواء لأصحاب المدابغ او لعمال الورش والمصانع ، وان قرار النقل لابد ان يتخذ بعد توفير كافة احتياجات المعيشة ومتطلبات الصناعة هناك ، فالمكان ليس به مواصلات لنقل العمال او مناطق سكنية للأهالي.. واشار إسلام 22 سنة أحد عمال الدباغة ، انه يعمل في المهنة منذ الصغر واصبح من العمال المهرة ، ويستطيع ان يقوم بصباغة الجلد وتصنيع منتجات مختلفة مثل السجاد والمشغولات الجلدية التي تزين بها الحوائط ، ولكنه عبر عن أسفه الشديد لحال الدباغة حيث ان التكلفة اصبحت عالية نتيجة ارتفاع سعر الدولار ولأن جميع الخامات المستخدمة في الدباغة مستوردة وهو ما يجعل المنتج النهائي يزداد سعره بنسبة 40% او 50 %.. وأنهي حديثه قائلا »شغلة الدباغة باظت» وطالب الحكومة أن تنقذ الدباغين من وحش البطالة المتربص بهم وتشريد أسرهم التي تأكل من هذه المهنة لسنوات كثيرة.. وقال محمد أحمد 14 سنة انه يعمل في مهنة جمع الجلود منذ 9سنوات وأنه يسعي لمساعدة والده من أجل تدبير أحوال المعيشة وتوفير احتياجات المنزل وإخوته ، وفي ايام عيد الاضحي يقوم بالتجول في الشوارع بين المساكن لجب الجلود من المنازل ، وعندما يعود إلي المدابغ يقوم بالعمل بأحد الورش في فك المسامير من الجلود.