أصحاب.. ولا بيزنس! المعركة لم تبدأ بعد، هكذا جزم لي أحد أكثر العالمين ببواطن الأمور في الجبلاية، مؤكدا ان احاديث الغضب والاتهامات المتبادلة بالخيانة والأصوات العالية التي خرجت من كثيرين أثناء الانتخابات وحتي بعد اعلان نتائج فرز الأصوات في اجتماع الجمعية العمومية لاتحاد الكرة مساء الثلاثاء الماضي، كلها تشكل ألغاما حقيقية علي مائدة الجبلاية يتوقع انفجارها تباعا ومع كل موقف. الفاتورة كبيرة ومكلفة.. مخطئ من يظن أن انتهاء الانتخابات والخروج بها من قبضة الاحكام القضائية إلي حضن الفيفا الدافئ وحضانته الآمنة، تعني للمهندس هاني أبوريدة رئيس الاتحاد في أول جلوس له علي كرسي رئاسة الجبلاية حسم كل الأمور وانتهاء الجدل الكبير، فالمؤكد - كما هو ظاهر للعيان- ان آثار المعركة الانتخابية بكل ما شهدته من تفاصيل و»تركيبة» المجلس الجديد غير المتجانسة أو المتحابة في كثير من عناصرها تؤشر إلي دورة ساخنة وملتهبة لمجلس إدارة اللعبة الشعبية الأولي. هاني أبوريدة يدرك كل التفصيلات ولكن ليس بين يديه كل الخيوط فعليا وربما يكتفي بجلسة أولي تحضيرية للمجلس يتوقع أن تكون غدا أو بعد غد علي اقصي تقدير. وقبل أن يسافر رئيس اتحاد الكرة الجديد إلي الأراضي المقدسة لأداء فريضة الحج، ومن ثم تأجيل المواجهة النارية علي كثير من هذه الملفات الملغمة لما بعد عيد الأضحي والاجتماع الرسمي المتوقع له نهاية سبتمبر، وقد جاء قرار أبوريدة المعلن عن توجهه بالغاء اشراف أو رئاسة أي عضو بمجلس الإدارة للجان العمل بالاتحاد لتثير عددا من المشاكل المرتقبة، ولن يكفي معها وضع كل عضو مهتم بلجنة عناصر تابعة أو ممثلة له في رئاسة أو عضوية هذه اللجان وتسيير العمل و»تسليك المصالح» من خلالهم، إذ أن بقية أعضاء المجلس المختلفين فيما بينهم لا يتوقع سكوتهم علي هذا. مجلس الإدارة الذي يضم: كرم كردي وخالد لطيف وسيف زاهر وعصام عبدالفتاح وحازم الهواري وحازم إمام وسحر الهواري ومجدي عبدالغني وأحمد مجاهد ومحمد أبوالوفا، يشمل توليفة فيما بين بعض عناصرها كثير من التشاحن، خاصة وقد ظهر للكثيرين أن من بين هؤلاء الأعضاء من كانوا يعملون ضد بعضهم البعض انتخابيا أكثر ما عملوا لمصلحتهم، وهو ما خلق رواسي انتخابية كبيرة. وكان صوت مجدي عبدالغني العالي واتهاماته الواضحة أثناء وبعد فرز الأصوات مسموعا للجميع ومتهما الكثيرين. وعلمت أن احاديث الهمس والتشاور فيما بين هاني أبوريدة وبعض أعضاء المجلس تتجه نحو كيفية ايجاد صيغة للسيطرة علي الموقف مع تفجر الأزمات المتوقعة والتي ليس اخطرها الموقف القانوني لهذه الانتخابات المطعون فيها مقدما والتي يحاول أبوريدة بوصفه عضوا بالفيفا تحصينها دوليا. حازم لازم! إذا كان موقف حازم الهواري غير محسوم قضائيا حتي بعد رد هيئة المحكمة وسعيه لاثبات براءته وشقيقته سحر فإن موقف حازم في الحصول علي مقعد نائب رئيس الاتحاد من خلال التصويت الداخلي بالمجلس بين ومحسوم لدي هاني أبوريدة الذي صارح أكثر من عضو بقائمته بأن اختيار حازم بوصفه أقدم الأعضاء بالجبلاية، وكانا قد حسما الأمر معا عندما اعتذر أحمد شوبير عن عدم دخول الانتخابات بل ان وجوده بجانب حازم كان من أكثر المنغصات لأبوريدة الذي لن يستمع أيضا لأي مقترح من جانب مجدي عبدالغني الذي يتهم الهواري بأنه لعب ضده بعنف في الانتخابات أو أحمد مجاهد الذي يري أن حازم كان من أهم السواعد الساعية لاسقاطه، وجاء ترتيبه متأخرا بفعل هذه الحروب أو بمطالبة البعض بحصول د. كرم كردي صاحب أعلي الأصوات علي مقعد النائب إذ أن هاني قالها بوضوح لهم: »حازم لازم هو النائب» لخبرته الطويلة في الاتحاد وشئونه. أصحاب.. ولا بيزنس! ونظرا لكثرة الحديث في الشهور الماضية داخل الوسط الرياضي عن علاقة هاني أبوريدة بشركة بريزينتشن وهي الراعي الرسمي للاتحاد لمعظم أندية الدوري، حتي ان البعض يرجح ان يكون أبوريدة ضمن الشركاء بهذه الشركة فيما يؤكد آخرون انه فقط صديق لأصحاب رأس المال، وأيا ما كانت العلاقة »أصحاب ولا بيزنس» فإن وجود أبوريدة علي رأس الاتحاد ومعه علي مائدة المجلس أعضاء مختلفون معه أو لهم هم أيضا »نزعات» بيزنس ودوافع مصلحة عالية، فإن هذا سيخلق الكثير من التوتر والاختلاف مع نظر كل موضوع يتعلق بتسويق أو بيع الحقوق. لجنة شئون اللاعبين وبما تمثله من أهمية في التعاقدات وفيه اللاعبين وعقوباتهم وخلافاتهم وما تعنيه للأندية من أهمية تمثل هي أرض المعركة الحقيقية داخل مجلس الإدارة الجديد للاتحاد ليس فقط في وجود محمود الشامي علي رأس هذه اللجنة حاليا والذي خرج من تشكيلة المجلس ولم تسمح له اللائحة بدخول الانتخابات وبذل جهدا كبيرا وظاهرا ومتعمدا في دعم أبوريدة والهواري واهتم الشامي بتسيير شئون الاتحاد خلال فترة الفراغ واستقالة جمال علام ومجلسه وتولي ثروت سويلم المدير التنفيذي مسئولية إدارة الاتحاد وحده، ولكن لأنه المجلس الجديد يضم مجدي عبدالغني وأحمد مجاهد. والاثنين لهما خبرات كبيرة وعلاقات دائمة وتدخل مباشر في إدارة شئون اللاعبين، وعبدالغني وهو رئيس جمعية اللاعبين المحترفين يرغب بدوره في أن يكون له دور مباشر في إدارة هذه اللجنة أو اختيار أعضائها.. وإذا كان الخلاف قديما بين عبدالغني ومجاهد فإن الاثنين في هذه المرة ربما يتفقان علي شكواهما معا مما يعتبرانه محاربة من حازم الهواري لهما واللعب ضدهما في الانتخابات، ويعتبران الشامي هو رجل الهواري في هذه اللجنة. سحر مستمرة في »شكل تاني»! توجه أبوريدة المعلن بابعاد أعضاء المجلس عن رئاسة أو الاشراف علي أي لجنة بالاتحاد، يصطدم بالموقع المفضل والدائم لعضوة المجلس د.سحر الهواري التي تخصصت ولسنوات طويلة في الاشراف علي الكرة النسائية ووصلت إلي عضوية إحدي اللجان المعينة بالفيفا من خلال هذا النشاط، لكن تأكيدات صدرت عن مسئولين بالجبلاية تشير إلي البحث حاليا عن شخصية تتولي رئاسة لجنة الكرة النسائية بشكل صوري وبما يضمن ممارسة سحر دورها في تسيير شئون هذه اللجنة. شكراً للغندور.. بشرط من المتوقع كثيرا رحيل جمال الغندور عن رئاسة لجنة الحكام، ولكن بشرط أن يتوصل هاني أبوريدة والأعضاء المؤثرون بالمجلس خلال الأيام القليلة القادمة لمن يخلفه في رئاسة اللجنة، خاصة في ظل وجود عصام عبدالفتاح عضو المجلس والمختلف مع الغندور مهما صدرت عن الاثنين من كلمات الاطراء الاعلامية، ولن يكون هناك اشراف من جانب عبدالفتاح علي اللجنة كما كان في المجلس السابق قبل استقالته، ولكن سيتم بالقطع الاستماع لرأي عبدالفتاح فيما يخص تشكيل اللجنة واختيار رئيسها واعضائها، ولا يتوقع أن تستمر العلاقة هادئة بين الهواري والغندور وعبدالفتاح في حال استمر جمال الغندور في رئاسته للجنة عند تعذر ايجاد البديل الكفء أو المناسب لكن التغيير ربما يأتي متأخرا وبعد بداية الدوري الجديد نظرا لسفر أبوريدة لأداء الحج. سويلم.. والورقة السرية العميد ثروت سويلم المدير التنفيذي للاتحاد مستمر في موقعه ولن يتغير، حتي في ظل ما يردده البعض عن وجود مخالفة في شغله المنصب بأجر وهو كعضو في البرلمان حصل علي تفرغ من عمله الشرطي من أجل منح كل وقته لعمله النيابي، لكن سويلم حصل مؤخرا علي ورقة رسمية تحمل فتوي بقرار تجيز له الاستمرار في عمله بالجبلاية دون تعارض مع كونه عضوا بمجلس النواب، لكن السلطات أو الصلاحيات التي مارس من خلالها سويلم عمله مع مجلس جمال علام لا يتوقع احتفاظه بها في مجلس أبوريدة الراغب في الإمساك بكل الخيوط حتي بما فيها الاتصال المباشر مع قيادات الداخلية والمسئولين لحل الأزمات لاسيما ما يتعلق بدخول الجماهير للمباريات وهي القضية التي يأخذها أبوريدة علي عاتقه. .. يجعله عامر! عامر حسين رئيس لجنة المسابقات يحظي بدعم ورضا الغالبية من مجلس أبوريدة، لكن البعض ممن يتجهون أو يرغبون في اجراء تغييرات في هيكل المسابقات، يدفعون بتغيير رأس اللجنة لكن نظرا لاقتناع الاغلبية بكفاءة عامر حسين وانضباطه وأيضا لضيق الوقت حيث يبدأ الدوري الجديد يوم 15 سبتمبر بينما لن يتمكن المجلس من عقد اجتماعه المهم قبل عودة رئيسه من الحج خلال النصف الثاني من هذا الشهر كل هذا يدفع باستمرار عامر حسين مع إجراء تغييرات في تشكيل اللجنة. والخماسية والشاطئية بقية أعضاء المجلس سوف يبحثون لا شك عن أدوار يرونها مهمة لهم، ولكن لا يتوقع أن يبتعد خالد لطيف- مثلا- عن نشاط الكرة الخماسية و»اللقمة الشاطئية»، التي جعلت بعض أندية »الصعيد»، أعضاء في نشاط هذه اللعبة وهم أبعد ما يكون عن الشواطيء!!
