أيام قليلة تفصلنا عن الدورة ال 32 لمهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي لدول البحر المتوسط الذي يقام في الفترة من 21 وحتي 27 من شهر سبتمبر الجاري تحت شعار »السينما والمقاومة»، وفي هذا الإطار اختارت إدارة المهرجان وبرئاسة الناقد الأمير أباظة ثلاث دول عربية حملت لواء المقاومة سواء ضد الاستعمار الأجنبي خلال سنوات التحرر كضيوف شرف المهرجان وهي فلسطينوسورياوالجزائر. يأتي برنامج السينما والمقاومة هذا العام في إطار احتفالات مصر بمرور ستين عاما علي الانتصار علي العدوان الثلاثي بعد تأميم قناة السويس وماتتعرض له مصر من إرهاب الجماعات المتطرفة، كما يشمل البرنامج عروضا لمجموعة من كلاسيكيات السينما المصرية والعربية وعقد مجموعة من الندوات والتكريمات في هذا الإطار، ويعرض بهذه المناسبة مجموعة من الأفلام المصرية والعربية والأجنبية، التي تتناول مقاومة الشعوب من أجل الحرية والاستقلال. وتأتي المشاركة الجزائرية في مقدمة الأفلام التي يعرضها المهرجان، والتي تتناول حرب التحرير الجزائرية، التي راح ضحيتها 1.5 مليون شهيد، والتي تتناول معركة التحرير الجزائرية ضد الاحتلال الفرنسي، ومن أهمها الفيلم العالمي »معركة الجزائر» إخراج الإيطالي العالمي جيلوبونتيكور فو، وهو الفيلم الذي منعت فرنسا عرضه لمدة 40 عاما، وتحتفل الجزائر هذا العام بمرور 50 عاما علي إنتاجه. كما يعرض للجزائر أيضا فيلم »العقيد لطفي» إخراج أحمد راشدي، ومن إنتاج 2015، ويحاول الفيلم اختزال حياة المناضل الجزائري »دجين بن علي» الذي أصبح يعرف باسمه الثوري العقيد لطفي انطلاقا من تاريخ اندلاع شرارة أول نوفمبر، ووصولا إلي لحظة استشهاده التاريخية في صحراء بشار، وفيلم »زبانا» الذي عرض منذ عامين في مهرجان »كان» السينمائي عن قصة للكاتب الكبير عز الدين مهيوبي وزير الثقافة الجزائري الحالي، ويتناول قصة حياة المناضل الجزائري »أحمد زهانة» والملقب »زبانة»، وهو أول من نفذ فيه حكم الإعدام بالمقصلة خلال ثورة التحرير »الفيلم» من إخراج سعيد ولد خليفة، الذي شارك في المسابقة الرسمية لمهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط 2013. وأعلن رئيس المهرجان الأمير أباظة أن »المهرجان سيكرّم في ختام دورته الحالية خمسة من السينمائيين العرب، هم المخرج عبد اللطيف عبد الحميد والفنان غسان مسعود من سوريا والمخرج مرزاق علواش (الجزائر)، المخرج حكيم بلعباس (المغرب) والمخرج رشيد فرشيو (تونس)». وفي إطار احتفالياته بمرور 120 عاما علي أول عرض سينمائي شهدته مصر في عام 1896، يعرض مهرجان الإسكندرية السينمائي الفيلم التسجيلي »لوميير تاني مرة» ووقع اختيار إدارة المهرجان للفيلم لتضمنه وثائق نادرة، فضلا عن كونه من أول الأفلام التي صورت بكاميرا سينمائية في مصر بواسطة الأخوين لوميير مخترعي السينما. الفيلم أخرجه أحمد عاطف وأنتجه صندوق التنمية الثقافية بمناسبة الاحتفال بمئوية السينما عام 1995، وعرض وقتها في عدد من المهرجانات الدولية الكبري مثل روتردام وأميان، ومهرجان الأفلام الأنثروبولوجية بمتحف الإنسان بفرنسا، كما عرض بمهرجان الإسماعيلية السينمائي. ويقدم الفيلم رؤية لمصر بين قرنين في نهاية القرن التاسع عشر، وقرب نهاية الألفية الثانية للتاريخ، ومن المقرر أن يقيم المهرجان ندوة موسعة، يعرض خلالها الفيلم للاحتفال بمرور 120 عاما، علي أول عرض سينمائي شهدته مصر ببورصة طوسون بالإسكندرية. وأهدت إدارة مهرجان الإسكندرية السينمائي، الدورة المقبلة من المهرجان إلي النجمة يسرا، إيمانًا بدورها في رسالتها الفنية والدعم السينمائي الذي تقدمه في جميع أعمالها، بالإضافة إلي إقامة احتفالية خاصة للمخرج الراحل محمد خان، وذلك من خلال تكريم اسمه يوم الافتتاح، إضافة إلي إصدار كتاب عنه يقوم بتأليفه الناقد الفني طارق الشناوي وسوف يتم اختيار عدد من أفلامه للعرض ضمن فعاليات الدورة المقبلة، وإقامة ندوة يحضرها زملاؤه وتلاميذه ومحبوه وقد سبق أن قامت إدارة المهرجان بتكريمه في عام 2013 علي إسهاماته الفنية المتميزة. كما قررت إدارة المهرجان تكريم المخرج الجزائري مرزاق علواش، ضمن فعاليات الدورة الجديدة، وعقب الإعلان عن تكريم علواش، نوهت محافظة مهرجان وهران، وعلي رأسها السيد المحافظ إبراهيم صديقي، بالمجهودات الكبيرة التي تقوم بها إدارة مهرجان الإسكندرية تحت إدارة الأمير اباظة لخدمة السينما العربية. أما فيما يخص مسابقة الفنان الراحل نور الشريف للفيلم العربي فتضم لجنة التحكيم الفنان الكبير عزت العلايلي رئيسًا للجنة وعضوية كل من الفنانة سلوي خطاب ، والفنانة سلاف فواخرجي من سوريا، والفنان علي سليمان من فلسطين، والمخرج عباس أرناؤوط من الأردن . من ناحية أخري تم اختيار الناقد طارق الشناوي رئيسا لمسابقة ممدوح الليثي لكتاب السيناريو التي تتزامن مع افتتاح الدورة الجديدة للمهرجان، حيث تهدف المسابقة إلي تشجيع كتاب السيناريو الجدد من الشباب في مصر، كما تهدف إلي توثيق العلاقة بين المبدعين الشبان وبين الوسط السينمائي في مصر وسيتم إعلان الفائزين الثلاثة كأفضل كتاب سيناريو في افتتاح مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي، فيما رصدت أسرة الكاتب الكبير ممدوح الليثي جوائز مالية قدرها 30 ألف جنيه للفائزين.