شهدت الأيام الماضية هجوماً ضارياً علي الفتيات المشاركات في مسابقة ملكة جمال مصر للعام 2016، والمعروفة ب»Miss Egypt 2016» بزعم أنهن غير حسناوات، وعكست مواقع »السوشيال ميديا» تعليقات ساخرة تتهكم من الظهور الذي بدا متواضعاً لبنات مصر، علي الرغم من أن الجمال الحقيقي هو جمال الروح، كما أن مسابقات الجمال حول العالم لا تعتمد بالأساس علي جمال الشكل والمظهر، بل تهتم قبل الجمال بالثقافة واللغة ومستوي التعليم، أما الأهم فهو أن المتسابقات المصريات لديهن مؤهلات أخري كثيرة تزكي فرصهن في المسابقة العالمية.. التفاصيل في السياق. مواقع التواصل الاجتماعي حظيت بالنصيب الأكبر من موجة التهكم العالية التي اجتاحت المسابقة، ونالت من جمال المتسابقات ال 24 اللائي أعلن منظمو المسابقة عن اختيارهن في التصفية الأولي للمسابقة التي تقدم للاشتراك فيها العديد من الفتيات المصريات رغبة منهن في الفوز باللقب الغالي وتمثيل مصر في المحافل الدولية المتعلقة بملكات جمال العالم، ووصل الأمر إلي قيام إحدي الصفحات الساخرة علي »فيسبوك» بتدشين حملة بعنوان »جوزوني روسية وادوني الجنسية»، في إشارة إلي استياء الشباب من المتسابقات، مقارنة بجميلات العالم في مسابقات الجمال العالمية وعلي رأسهن الروسيات. في المقابل، وبينما دافعت الكثير من الفتيات عن المتسابقات، واعتبرن أن الصور التي نشرتها اللجنة المنظمة للمسابقة لا تعبر عن حقيقة جمال الفتيات، لأنها بدون رتوش أو »فوتوشوب»، دافعت رئيسة المسابقة آمال رزق عنهن وقالت إن الهدف الرئيسي من المسابقة هذا العام هو الترويج للسياحة علي أرض مصر، لافتة إلي أن الأساس في اختيار ملكة جمال مصر للعام 2016 هو الثقافة واللغة والتعليم والجمال، وذلك حتي يكون تمثيل الفائزة لمصر في المحافل الدولية علي المستوي المثالي. وتابعت رزق: أحد أهداف المسابقة هو تغيير مفهوم ملكة الجمال عند المصريين، فمن تمثل مصر لا يكون هدفها الجمال الشكلي فحسب، بل عليها أن تشارك بفعالية في المشروعات الخيرية لصالح بلدها، وغيرها من الأمور المجتمعية المهمة، لافتة إلي أن هناك العديد من الأسئلة التي تم توجيهها للمتسابقات لخوض المنافسة، موضحة أنه ولأول مرة لم تتعلق الأسئلة بالموضة، بل تطرقت إلي موضوعات ثقافية ووُجهت الأسئلة لهن بلغات عِدة، حيث إن غالبية المتسابقات يتقن ثلاث لغات علي الأقل، مشيرة إلي أن لجنة التحكيم كانت تحدث المتسابقة بالإنجليزية فتجيب عليهن بنفس اللغة ومن تجيد الألمانية يتم توجيه السؤال لها بالألمانية وترد باللغة ذاتها وكذلك متقنة الفرنسية، إلي جانب إتقان المتسابقات للغتهن الأم »العربية». يذكر أن المراحل النهائية للمسابقة سيتم خلالها اختيار ملكة جمال مصر للعام 2016، وستكون يوم 18 سبتمبر المقبل، بينما ضمت لجنة التحكيم التي اختارت المرشحات للمرحلة النهائية كلا من السيناريست تامر حبيب، النجمة الشابة بشري، والمصمم العالمي هاني البحيري والمصوِّر الشهير خالد فضة وخبيرة الإتيكيت إيمان عفيفي، إلي جانب آمال رزق منظمة المسابقة، في حين صممت تاج الملكة المرتقبة المصممة المصرية دينا مراد. ووضعت لجنة التحكيم هذا العام مجموعة من المعايير لاختيار الملكة المتوجة باللقب، علي رأسها الثقافة والجمال واللباقة والتعليم، حيث يجب أن تكون المتسابقة حاصلة علي بكالوريوس مع إجادة اللغة الإنجليزية وأي لغة أخري بجانب اللغة العربية، وأن تكون لديها خبرة بالأعمال المجتمعية والخيرية، كما وضعت اللجنة مجموعة من الشروط المتعلقة بمقاييس الجمال، في مقدمتها ألا يقل طولها عن 168 سنتيمتراً، وألا يقل السن عن 18 عاماً ولا يزيد علي 27. من جانبها، قالت الستايليست جيهان هريدي ل»آخرساعة» إنها صُدمت من التعليقات الساخرة التي طالت المتسابقات المرشحات للفوز بلقب ملكة جمال مصر، مؤكدة أن غالبيتهن يتمتعن بجمال خاص، حتي علي مستوي الشكل، وتكفي الروح المصرية التي يتمتعن بها، التي لا تتوافر إلا لدي البنت المصرية، كما أن مسابقات الجمال علي غير ما هو شائع لا تركز علي جمال الشكل الخارجي فقط، بل تهتم في المقام الأول باعتبارات أخري كثيرة منها الثقافة العامة، والنشاط المجتمعي، والدور الفاعل علي المستوي الخيري، ومستوي التعليم. وتابعت هريدي: لا يجب أن ننظر إلي بنات مصر بهذه الطريقة السطحية، فقد أثبتت المرأة المصرية نفسها في مجالات عديدة، وهي قادرة علي أن تنافس بقوة حتي في مجال الجمال والثقافة والعلم، ولا يجب أن نحكم علي المتسابقات من مجرد صورة عادية نُشرت لهن علي مواقع التواصل، بل يجب دعمهن بكل الصور خاصة أن الهدف هذا العام كما علمت من وسائل الإعلام هو مشاركة هؤلاء المتسابقات في الترويج لعودة السياحة إلي مصر، وهو هدف أسمي بكثير من مجرد المعاني السطحية التي يروِّج لها البعض.