ما تزال رحلة العائلة المقدسة في مصر واحدة من الصفحات المشرقة التي يتألق بها التاريخ المصري القديم، فمصر كانت الحصن لهذه العائلة المباركة التي وفرت لهم الحماية والأمان، ولتبقي خطوات تلك الرحلة علامات مضيئة في كل أرجاء مصر حتي الآن. مدينة سمنود بمحافظة الغربية كانت شاهدة أمس علي صفحة جديدة لاحياء مسار العائلة المقدسة في مصر، حيث افتتح د. خالد العناني وزير الآثار وعدد من قيادات »الغربية» كنيسة السيدة »العذراء مريم» والشهيد »أبانوب»، بعد ترميمها الذي استمر 11 عاما.. الكنيسة التي تحمل اسم »السيدة العذراء» تتميز باحتوائها علي عدد من الأدوات التي استخدمتها السيدة مريم خلال اقامتها في تلك المنطقة مثل الماجور الذي كان يستخدم في تجهيز العجين، وكذلك ما تزال الكنيسة تحتفظ ببئر قديمة استخدمتها العائلة المقدسة للحصول علي مياه الشرب.. ويقول د. خالد العناني ان افتتاح الكنيسة يمثل حدثا هاماً، وان أعمال الترميم والتطوير للعديد من المواقع الأثرية والحضارية مستمرة في مختلف المحافظات، وان العديد من المواقع المهمة مثل كنيسة السيدة العذراء والشهيد أبانوب سيتم افتتاحها خلال الفترة المقبلة لتشجيع السياحة الوافدة إلي مصر.. ويقول: د. السعيد حلمي رئيس قطاع الآثار الاسلامية والقبطية بوزارة الآثار. إن افتتاح هذه الكنيسة من جديد يُعد حدثاً كبيراً لما لها من أهمية دينية وأثرية وتاريخية كبيرة، وأضاف: إن العائلة المقدسة نزلت بها أثناء زيارتها لمصر، ومازالت الأدوات التي كانت تستخدمها»السيدة مريم» موجودة حتي الآن مثل الماجور والتي كانت تستخدمه في العجين كما يوجد بالكنيسة »بئر قديمة» للشرب. ويقدم أحمد النمر عضو المكتب العلمي بالمكتب الفني لوزير الآثار وصفا للكنيسة فيشير إلي أن تخطيط الكنيسة من الداخل علي الطراز »البيزنطي» وتضم الأيقونات »عشرين قسيسًا» يتوسطهم أيقونة السيد المسيح والعشاء الأخير، وبالكنيسة »ثلاثة هياكل»، الأوسط منها، والجنوبي، يحمل اسم »الشهيد أبانوب»، والشمالي يحمل اسم»السيدة العذراء»، كما يوجد بالكنيسة »مقصورة» كبيرة من الخشب تتوسطها صورة للقديس أبانوب.