ما أصعب ان تشعر انك لا وجود لك فى حياة زوجتك، و ما اصعب من التاكد ان قلب زوجتك مع راجل اخر، وكلما تتملكك الهواجس تتأكد منه ستتحول الى وحش مدمر، هذا ما حدث "حسين"، ارتكب جريمة قتل و هو على علم تام انه سيقابل اياماً قاسية داخل سجن مرير، فقبل ارتكاب جريمته كانت حياته تدمرت تمام، زوجته التى احبها طلبت الطلاق وبفعل تم و اصبح بلا هدف فى الحياة، فعشقه لها جعله لا يمتلك من الدنيا سوى عيونها، فخسارتهما كانت نهاية الدنيا بالنسبة له، فعندما علم أن زوجته مازالت على علاقة بحبها القديم، فلم يكتفى بالطلاق، فقرر التخطيط و ارتكاب جريمة قتل للانتقام من الشخص الذى كان السبب الرئسى فى تدمير حياته ! نظرات قوية يصوبها المتهم بجريمة قتل موظف، حالة من الصمت تسيطر عليه، و لكن هو يعلم انه سيقابل اصعب ايام حياته خلف الاسوار العالية، "حسين" 28 سنة شاب بسيط، يعمل سائق توك توك، لا يمتلك من الدنيا سوى شقة صغيرة و زوجه كان يتمنى ان تكون مخلصة، ولكن الحياة كانت قاسية عليه، عشق الفتاة و تزوج منها بعد اشهور طويلة من التعب و العمل من اجل تجهيز عش الزوجية، عاش اسعد ايام حياته فى البداية، فالعشق و الحب كان عنوناً لحياتهما، و لكن كل هذا لم يستمر كثيراً فتنفلب حياتهم رأساً على عقب، فالزوجه كانت تحاول دوماً اسعاد زوجها و تتمنى ان ترى ابتسامه على وجهه، فهو الاخر كان يعمل ليلاً و نهاراً من اجل جلب ما تتمنى و تحلم به، ولكن مع مرور الوقت تغيرت الزوجة و بدأت تتجاهل كل ما يحبه زوجها، و تطور التجاهل فأصبحت تتجاهل قراراته و متطلباته الزوجية، فشعر الزوج أن هناك شيء غريب فهي ليست هكذا، وبدأت تشتكى الحال و قلة المال، فكان رده دوماً "ظروفنا كدا لازم نستحمل شوية"، ولكن الزوجه لم تكف عن الافعال الغريبة، ذادت المشاكل و الاضطرابات الزوجية بينهم، حتى جاءت فى يوم و طالبت الطلاق، لم يوافق الزوج فى البداية، ولكن مع الوقت استمرت الزوجه فى طلبها، معتقده انها ستنهى الحكاية و لكنها لا تعلم انها ستبدأ . لحظات الشك استمرت المشاكل لعدة اشهر، و استمر معها طلب الزوجة للطلاق، بدأ "حسين" يشك فى أمر زوجته، و تأكد من مراقبة هاتفها المحمول انها على علاقة مع اخر، و بمواجهتها تحولت الزوجه و انفعلت عليه بشدة و كأنه يظلمها، و بالفعل استمر الحال و زاد التأكيد عندما سمع صوتها و هى تتحدث فى الهاتف مع رجل غريب، وقتها تعدى عليها بالضرب و كاد ان يقتلها، فقررت الزوجه الهروب من المنزل و الذهاب الى منزل اسرتها فى انتظار ورقة الطلاق، فالامر علمه الجميع من العائلتين، و عائلة الزوج تحاول ان تكتفى بالطلاق دون مصائب، ام الزوجه و العائلة يرون انه يريد ان يشهر بها بالقرية، استمر الزوج فى مراقبة زوجته، حتى رأى بعينه الزوجه فى لقاء مع العاشق، وقتها قابله الزوجه و بمواجهتها بأنها كانت تقابل رجل اخر، اعترفت له انه تحبه بشده، و ان هناك علاقة حب قوية مع قبل الزواج منك، وعندما ظهر مرة أخرى فى حياتي لم أستطع الاستمرار معك، فانا لا أحبك، وقتها قرر "حسين" إنهاء حياتها حاول التعدي عليها إلا انه نجحت فى الهروب منه، و سرعان ما تدخل الأقارب لإنهاء الحياة الزوجية التي أصبحت ملوثة بالخيانة، و بالفعل حدث الطلاق، وقتها الزوجه كانت فى حالة فرح شديد، فهى تتخيل ان بمرور عدة ايام ستتزوج من المحبوب الخائن، و لكنها كانت لا تعلم ما يخبئ القدر لهما . ضياع و جريمة ذهب "حسين" الى احد اصدقائه و الحديث معه للخروج من تلك الازمة، ولكن كانت نظرات الشر تنطلق كالرصاص من عينيه، و بالفعل قضيا ليلة مزاج بتناول المواد المخدره، و ذهب الى المنزل ولكن لم يكتف بالطلاق، فبدأ يخطط كيف ينتقم لذاته، توصل فى النهاية إلى أنه لا بد من إنهاء حياة الخائن و الذى يعتبره ان وراء كل هذه المشاكل و خراب بيته، و بالفعل قام بالاتصال به و تم تحديد موعد و الاتفاق على انهاء كافة المشاكل، و بالفعل تقابلوا فى مكان بعيد وسط الزراعات و عندما شاهده "حسين" قام بالهجوم عليه و سدد له عدة طعنات كانت نهايتها سقوط "هشام" العشيق قتيلاً، يصمت المتهم قليلاً و يقول"جلست بجواره و كنت فى اشعر بسعادة لما فعلته للحظات، فهكذا نهاية الخائن، فهو وراء كل ما حدث لي، بيت راح بسببه، مشاكل بين و بين عائلتى بسبب دخوله فى حياتنا، و سيعايرني الجميع لأن زوجتي خانتني مع اخر، وقتها قررت الهروب. لم تمر سوى ساعات قليلة من ارتكاب الجريمة و عثر الاهالى على جثة القتيل، و أبلغوا المقدم محمد عوض رئيس مباحث الحوامدية، على افور انتقل رئيس المباحث معاونية و بمناظرت الجثة تبين انها لشخص يدعى "هشام.م" 36 سنة، موظف بأحد المصانع الحكومية، وتم إخطار العميد عبد الوهاب شعراوي رئيس قطاع الجنوب و العقيد رجب غراب مفتش المباحث، وبالفعل بدأت التحريات و خلال 12 ساعة توصل المقدم محمد عوض ان وراء ارتكاب الجريمة سائق توك توك، و أن كان هناك علاقة حب غير شرعية بين القتيل و زوجة القاتل، و بالفعل بأعداد الاكمنه تمكن من القبض على القاتل، و بمواجهته اعترف بارتكاب الجريمة و ان المجنى عليه كان على علاقة عاطفية مع طلقيتى و ان الطلاق حدث بسبب دخوله فى حياتها، فهما كانت تجمعهم قصة حب قبل الزواج و تجددت بعد الزواج . تم تحرير محضر بالواقعة، و عرض المتهم على النيابه لمباشرة التحقيقات، و التى امرت بحبسه 4 ايام ، كما جددت له 15 يوماً على ذمة التحقيق .