شهدت منطقة المعصرة بالقاهرة جريمة قتل بشعة كانت حديث الرأي العام الأسبوع الماضي وأعادت إلي الاذهان قضية الطفلة البريئة زينة ضحية ذئاب لا تعرف الرحمة في بورسعيد، الضحية فيها طفلة تبلغ من العمر 8 سنوات وقعت في براثن ذئب انعدمت الرحمة والانسانية من قلبه بعد أن استدرج الطفلة وصعد بها إلى شقته وعندما فشل في اغتصابها تخلص منها، وفر هاربا إلى الإسكندرية، وكادت الجريمة أن تكون كاملة لولا عناية السماء التي تدخلت في أسرع وقت وقادت المباحث لفك ملابسات الحادث والقبض على القاتل. "أخبار الحوادث" كانت في مسرح الجريمة ورصدت لكم اعترافات المتهم كاملة والتقينا بأسرة المجني عليها.. منار طفلة تبلغ من العمر 8 سنوات، تعيش مع أسرتها داخل شقة بسيطة بمنطقة المعصرة، الأب عامل والأم ربة منزل لديها 3 أشقاء في مراحل التعليم المختلفة. الاسبوع الماضي أصبحت قصة منار حديث أهالى المعصرة بأكملها بسبب الجريمة البشعة التى تعرضت لها. كانت منار تذهب باستمرار إلى المدرسة وتعود بعد انتهاء اليوم الدراسي فهي طالبة متفوقة تذاكر دروسها باستمرار وتسمع كلام أسرتها. خالة منار كانت تعيش بمفردها داخل شقة مجاورة لهم في المعصرة وكانت تذهب إليها وتقضي معها بعض الوقت لتسليتها وفي يوم ما خرجت منار من المنزل بعد أن أخبرت والدتها بأنها سوف تذهب إلى خالتها للجلوس معها سويا وودعت الأم وأشقائها، ودخلت العقار الذى تقطن به خالتها وبمجرد أن طرقت الباب لم يفتح لها أحد فعلمت أن خالتها قد تكون فى عملها، وأثناء ذلك انشقت الأرض وخرج منها رجل اسمه شعبان تجاوز الاربعين من العمر اقترب منها وادعى بأنه يعرف والدها واعطاها جنيها وطلب منها أن تأتى معه إلى شقته، وبكل براءة ذهبت معه منار وبمجرد أن وطأت بقدميها الشقة فوجئت به يكشر عن انيابه وقام بتمزيق ملابسها محاولا اغتصابها، وأخذت تصرخ بكل قوة حتى ينجدها أحد من السكان وعندما خشى الذئب من افتضاح أمره دفع رأسها إلى الحائط حتى أصيبت بإغماء ولم يكتف بذلك بل قام بخنقها بقميص حتى فارقت الحياة، وقف شعبان في حالة ذهول وأخذ ينظر إلى جثة الطفلة البريئة لا يدري ماذا يفعل حتى همس الشيطان في اذنه بسرعة التخلص من الجثة فقام بوضعها داخل جوال ووضعها تحت السرير وعندما حل الليل تخلص منها بإلقائها أمام العقار الذى يقطن به. بلاغ غياب! عقارب الساعة تجاوزت التاسعة صباحا ، رجل يقف أمام مكتب المقدم شادى الشاهد رئيس مباحث المعصرة وهو في حالة انهيار تام يخبره بأن ابنته منار ذات الثماني سنوات اختفت بعد ذهابها إلى خالتها ولم يشتبه في تغيبها ، وبدأ رئيس المباحث يستمع إليه وفجأة رن هاتف الأب وأخبره أحد الأشخاص بأنهم عثروا على جثة طفلة داخل جوال أمام العقار الذى تقطن به خالتها، بسرعة البرق انطلقت قوة من مباحث المعصرة إلى مكان البلاغ وعثر على جثة الطفلة داخل الجوال وبها آثار خنق وتبين أن ملابسها ممزقة، وبإخطار اللواء خالد عبد العال مساعد أول وزير الداخلية لأمن القاهرة أمر بتشكيل فريق بحث ضم اللواء هشام العراقي مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، واللواء عبد العزيز خضر مدير إدارة البحث الجنائي واللواء هشام لطفي رئيس مباحث قطاع الجنوب والعميد حازم سعيد مفتش المباحث والعميد نشأت البنان مأمور قسم المعصرة والمقدم شادى الشاهد رئيس مباحث المعصرة والنقيب محمد هانى معاون الضبط لسرعة كشف غموض الحادث وضبط مرتكبيه. بدأ رجال المباحث عمل تحريات موسعة حول والد الفتاة لمعرفة إن كان له خصومات مع أحد وتبين بأنه رجل مسالم يقضى وقته في العمل بحثا عن لقمة العيش، كان الخيط الذي بدأ رجال المباحث العمل من خلاله هو العقار الذى عثر أمامه على جثة الطفلة فجميع الشواهد تدل على أن القاتل من داخل العقار أو له صلة قرابة بأحد من السكان، وأثناء جمع التحريات حول سكان العقار همس أحد المصادر السرية في اذن ضباط المباحث وأخبرهم بأن هناك ساكنا أعزب اسمه شعبان من الصعيد وبعد الحادث اختفى تماماً هنا بدأت الشكوك تساور ضباط المباحث حوله وبعمل التحريات عنه تبين بأنه مسافر إلى الإسكندرية وبعمل العديد من الأكمنة تمكنت قوة أمنية من ضبطه وبتضييق الخناق عليه انهار واعترف بارتكاب الجريمة، تم تحرير المحضر اللازم وأمرت النيابة بحبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيق واستعجال تحريات المباحث حول الواقعة. اعترافات المتهم! "أخبار الحوادث" التقت بالمتهم أمام سرايا النيابة وتحدثنا معه ، في البداية يقول اسمي شعبان عندى 42 سنة من محافظة سوهاج بدأت حكايتي لما كنت عايش مع مراتى وعيالي في الصعيد وكانت حياتنا عادية زي أى بيت ، كنت شغال في مصنع وفجأة المصنع توقف ومن اليوم ده والمشاكل كترت مع مراتى وطلبت منى الطلاق وانفصلت عنها وتركت لها أولادى وبدأت ادور على شغل في الصعيد ولكن كل محاولاتى فشلت لحد ما اخبرنى أحد أصدقائي بأن اعمل معه مبيض محارة في مصر.. يتنهد المتهم ثم يواصل حديثه وافقت وسافرت إلى القاهرة واستأجرت شقة في المعصرة وكنت بخرج كل يوم إلى عملى واعود آخر اليوم، مرت الشهور عليا وانا اعانى من الكبت الجنسي وليس معى أموال للزواج ويوم الحادثة وانا في شقتى سمعت صوت بنت بتخبط على باب شقة خالتها، طلعت لها واستدرجتها بحجة شراء حلوى واعطيتها جنيه وطلبت منها تأتى معى إلى شقتى يستطرد المتهم في حديثه لما دخلت الشقة حاولت اغتصابها ولكنها بدأت تقاومنى وقعدت تصرخ جامد فخفت لحسن حد يسمعها وضربت رأسها في الحائط لحد ما اغمى عليها وبعدين جبت قميص قديم وخنقتها لحد ما ماتت، وحطيت جثتها في جوال تحت السرير لحد الليل ولما حسيت ان مفيش حركة في الشارع رميت الجثة قدام باب العمارة وطلعت الشقة وفي الصبح اخدت هدومى وسافرت إلى الإسكندرية حتى فوجئت بالمباحث تلقي القبض عليا واعترفت لهم بتفاصيل الحادث وقمت بتمثيل الجريمة أمام النيابة. القصاص! يقول عيد والد الطفلة القتيلة انا كنت في شغلى لما منار اختفت ورجعت من الشغل بسرعة علشان ادور عليها وملقتهاش خالص وروحت بلغت المباحث باختفاء بنتي وعملت محضر تغيب وانا فى القسم اتصل بي حد قالى الحق بنتك لقيناها مقتولة في جوال قدام عمارة خالتها، جريت انا والمباحث وشوفت جثة بنتي داخل الجوال وعرفت بعدين ان اللى قتلها واحد عازب كان ساكن فى العمارة حاول يغتصبها بس بنتى عندها قوة كبيرة قعدت تقاوم معاه لحد ما اتخلص منها، التقطت الأم أطراف الحديث قائلة حسبي الله ونعم الوكيل في اللى عمل كده وتسألت " بأي ذنب قتلت منار؟" هى كانت طفلة بريئة ملهاش مشاكل مع حد ..ليه يعمل فيها كده وناشدت القضاء بتطبيق حكم الإعدام على قاتل ابنتها حتى يهدأ قلبها، ومن جانبه قال الاستاذ مصطفى إسماعيل محامى أسرة المجني عليها بأنه تطوع في القضية بسبب الجريمة البشعة التى تعرضت لها وأنه حريص على تطبيق عقوبة الإعدام ضد هذا القاتل الذى تجرد من كل مشاعر الرحمة والانسانية وقتل طفلة بريئة.