رغم أن محمد النني ومحمد صلاح لعبا معا في صفوف بازل السويسري، لكن الشهرة والاهتمام الأكبر من الجماهير ووسائل الإعلام كانت تميل إلي صلاح، الذي انتقل بعد ذلك إلي تشيلسي الإنجليزي وفيورنتينا الإيطالي وأخيرا روما نادي العاصمة في إيطاليا، وهذا بسبب أن صلاح يسجل الأهداف نظرا لمركزه الهجومي في الملعب في خط الوسط وصناعة الألعاب، بينما النني له واجبات دفاعية أكثر ويتقدم بناء علي تعليمات المدرب للمساندة الهجومية وأحيانا يسجل الأهداف. الآن بعدما اطمأنت الجماهير علي مستقبل صلاح بعدما ثبت أقدامه في التشكيل الأساسي لروما، صار الاهتمام الأكبر بالنني الذي بات علي أبواب الانضمام إلي آرسنال الإنجليزي »المدفعجية» والذي يمثل قطاع كبير من جماهير الكرة في العاصمة لندن، اجتاز الكشف الطبي بنجاح لكن يعيق إعلان الصفقة رسميا حتي الآن، مشكلة تتعلق بتأخر تصنيف منتخب مصر الدولي عن ال50 الأوائل، فالفريق الوطني يتواجد بناء علي ترتيب آخر شهر في المرتبة ال59 بين فرق العالم. 42 مباراة دولية مع المنتخب الأول تفوق علي نجوم الريال في أبطال أوروبا رحلة كفاح يمكن وصف مسيرة محمد النني، وهو من مواليد 11 يوليو 1992، برحلة كفاح متكررة في حياة كثير من المصريين، خاصة الذين تربوا وسط أسرة ميسورة الحال في قرية دمرو بمدينة المحلة الكبري في محاظة الغريبة، أراد والده أن يكون ابنه لاعبا في الأهلي وسافر به إلي القاهرة في سن الخامسة لينضم بالفعل إلي »القلعة الحمراء»، لكنه غادر بعد تسريح فريقه في عمر ال16 عاما، لينتقل إلي المقاولون العرب، الذي كان بوابته للظهور في الدوري الممتاز في عمر ال18 عاما، ليكون من العناصر الشابة المميزة في الكرة المصرية. في موسم (2010-2011)، لعب النني مع المقاولون العرب في 21 مباراة بالدوري الممتاز، وباقي المواجهات غاب عنها بسبب ارتباطه بمباريات مع منتخب الشباب الذي كان يقوده وقتها المدير الفني ضياء السيد، وسجل النني لصالح ذئاب الجبل هدفين خلال 1716 دقيقة تواجد فيها داخل الملعب، وكان هدفي النني في شباك الزمالك خلال المباراة المجنونة التي فاز فيها فريق القلعة البيضاء بتاريخ 21 يوليو 2011 بنتيجة (3-2). في موسم (2011-2012) الذي لم يكتمل بسبب مجزرة إستاد بورسعيد، شارك النني في 15 مباراة من أصل 16 جولة، ولم يسجل أهدافا لكن كان له 3 تمريرات حاسمة ساهمت في صناعة أهداف لفريقه وتحديدا في مباراتي حرس الحدود 22 ديسمبر 2011، والداخلية بتاريخ 9 يناير 2012. الهروب من الضياع كتب النني لنفسه حياة كروية جديدة مع بداية عام 2013، عندما بدأ احترافه في أوروبا مع نادي بازل السويسري في شهر يناير خلال الانتقالات الشتوية، وكانت الصفقة إعارة لمدة 6 أشهر فقط، لكن مع نهاية المدة تمسك النادي الأوروبي به وتعاقد معه في صفقة شراء نهائي ودفع للمقاولون العرب مليون و400 ألف جنيه استرليني. في موسم (2012-2013)، كانت مشاركة النني سريعة في المباريات فهو انضم للتشكيلة الأساسية ولعب ال90 دقيقة في خطوة من الجهاز الفني تؤكد ثقتهم في قدرات النجم المصري، وخلال الموسم الأول شارك النني في مسابقة الدوري خلال 15 مباراة من أصل 18 جولة كان فيها ضمن قائمة الفريق، غاب عن مباراتين فقط، والثالثة كان علي مقاعد البدلاء، بدأ في 7 مباريات وشارك بديلا في 8 مواجهات. ولعب ف الكأس 3 مباريات وصولا للدور النهائي، لكن بازل خسر بركلات الترجيح أمام جراسهوبرز، وفي منافسات الدوري الأوروبي لعب في 8 مباريات، ووصل مع الفريق إلي نصف النهائي قبل أن يخسر أمام تشيلسي الإنجليزي، لعب النني في الذهاب 65 دقيقة وخسر (2-1)، وفي لقاء الإياب 90 دقيقة وخسر (3-1). الموسم الأول مع بازل الهدف الأول في موسم (2013-2014)، صار النني لاعبا بشكل نهائي مع بازل وتواجد مع الفريق في فترة الإعداد، لذا زادت دقائق مشاركاته مع الفريق ثاني مواسمه الاحترافية. خلال بطولة الدوري السويسري، من أجل 36 جولة تواجد في قائمة 34 مباراة، لكن شارك في اللعب خلا 32 مباراة، منها 25 كلاعب أساسي، و7 مباريات كلاعب بديل، وجلس علي مقاعد البدلاء في مباراتين دون أي مشاركة. سجل هدفه الوحيد مع الفريق هذا الموسم في شباك زيورخ بتاريخ 16 أبريل2014، وفاز بازل بالمباراة (4-2). شارك أيضا في منافسات دوري أبطال أوروبا، ووقع في نفس المجموعة التي تضم تشيلسي الإنجليزي وشالكة الألماني وستيوا بوخارست الروماني، وقبلها صعد الفريق لتلك المرحلة بعد مواجهة لودوجوريتس البلغاري وماكبي حيفا الصهيوني، تواجد النني في أبطال أوروبا داخل القائمة خلال 9 مباريات، لكنه شارك كلاعب أساسي في 4، وكلاعب بديل في 2، وجلس علي مقاعد البدلاء في 3 مباريات، وغاب تماما عن مباراة تشيلسي الأولي في دور المجموعات بسبب إصابة في ذراعه. وعندما انتقل النني مع بازل للمشاركة في الدوري الأوروبي، لعب 4 مباريات كلاعب أساسي وكلاعب بديل في مباراتين، وبعد 6 مباريات وصل لدور ربع النهائي خسر الفريق أمام فالنسيا. الموسم الثاني مواجهة العمالقة يمكن وصف الموسم الثالث (2014-2015) للنني بأنه موسم مواجهة العمالقة، لأن بازل وقع في نفس المجموعة بدوري أبطال أوروبا مع ريال مدريد الإسباني وليفربول الإنجليزي ووتأهل الفريق لدور ال16 لمواجهة بورتو البرتغالي. خلال دور المجموعات لأبطال أوروبا، لعب النني المباريات الثمانية كلاعب أساسي وفي ال90 دقيقة إلا مباراة ليفربول، لكنه لم يترك بصمة تهديفية في تلك البطولة. في مباراة الإياب أمام ريال مدريد رغم خسارة بازل (1-0)، أظهرت الأرقام أن النني تفوق علي جميع لاعبي الريال في عدد الكيلومترات التي قطعها داخل الملعب، حيث قام بالركض 11951 كيلو متر في المباراة، متفوقا علي توني كروس لاعب وسط الريال، كما جاءت نسبة تمريراته الصحيحة 84%. في مسابقة الدوري السويسري من أصل 36 جولة، لعب النني في 32 مباراة، منها 17 كلاعب أساسي، و11 مباراة كلاعب بديل، وظل علي مقاعد البدلاء في 4 مباريات. الموسم الثالث أهداف أوروبية نلعب الآن في موسم (2015-2016)، وحتي وقت كتابة التقرير شارك النني في 16 مباراة بالدوري السويسري، منها 11 مباراة كلاعب أساسي و5 كلاعب بديل، وهناك لقاء جلسه علي مقاعد البدلاء. وفيس مسابقة الكأس، ودع بازل منافسات البطولة في ربع النهائي بالخسارة أمام سيون (6-5) بركلات الترجيح، ومن أصل 4 مباريات، لعب النني في مباراتين كلاعب أساسي، ومباراة كلاعب بديل، وجلس علي مقاعد البدلاء في مباراة واحدة، وشارك طوال مباراة الفريق أمام سيون وكان متوجدا وقت الهزيمة. في المنافسات الأوروبية، لم ينجح بازل في تخطي عقبة التصفيات المؤهلة لدور المجموعات في أبطال أوروبا، ليشارك هذا الموسم في الدوري الأوروبي.. نجح بازل في التأهل من دور المجموعات في الدوري الأوروبي ليصل إلي دور ال32، في تلك المسابقة ترك النني بصمته مرتين في شباك فيورنتينا الإيطالي ذهابا وإيابا، ولعب في مرحلة المجموعت 5 مباريات كلاعب أساسي، وجلس علي مقاعد البدلاء في مباراة واحدة فقط. الموسم الرابع-حتي الآن عقد آرسنال تحدث الصحف الإنجليزي في الساعات الماضية عن تفاصيل في عقد النني مع آرسنال الإنجليزي، الذي لم يتم الإعلان عنه بشكل رسمي حتي الآن، رغم أن هناك تأكيدات غير رسمية أن الصفقة تمت وسيتم الكشف عنها بعد فتح باب الانتقالات الشتوية في يناير 2016. يدفع آرسنال مبلغ 7 ملايين جنيه استرليني لصالح بازل مقابل التعاقد مع النني لمدة 4 مواسم ونصف الموسم، علي أن يحصل النجم المصري علي مبلغ 60 ألف جنيه استرليني كراتب أسبوعي، وهذا يساوي بالمصري 700 ألف جنيه. ووضع بازل بندا في التعاقد ينص علي حصول الفريق السويسري علي نسبة 15% مقابل بيع النني لأي فريق آخر بالمستقبل. وفقا للتقارير الأخيرة، فإن النني اجتاز الكشف الطبي الذي خضع له في العاصمة الفرنسية باريس، وهو في انتظار الحصول علي تأشيرة العمل داخل إنجلترا. المسيرة الدولية كان النني لاعبا في صفوف منتخب الشباب خلال بطولة إفريقيا تحت 20 عاما عام 2011، واحتل مع الفريق المرتبة الثالثة ليتأهل إلي منافسات كأس العالم في كولومبيا. وشارك في منافسات كأس العالم للشاب أمام البرازيل وبنما والنمسا في دور المجموعات، وواجه الأرجنتين في دور ال16 وخسر بنتيجة (2-1). وفي الأوليمبي شارك بطولة إفريقيا المؤهلة إلي دورة الألعاب الأوليمبية »لندن 2012»، ولعب المباريات الخمسة أمام الجابون وكوت ديفوار وجنوب إفريقيا والمغرب، وأخيرا السنغال، واحتل المرتبة الثالثة في البطولة لتتأهل مصر إلي أوليمبياد 2012، في إنجاز لم يتحقق منذ دورة عام 1992. مشاركات النني مع المنتخب الأول 700 ألف جنيه راتب أسبوعي في آرسنال اتفق مع سعد .. وصديقه أقنعه بالمقاولون ضياء فتح له طريق المونديال اعتزال مبكر! كاد أن يعتزل محمد النني مبكرا في عمر ال16 عاما بسبب مدرب في المقاولون العرب يكره الأهلي، وكان يعامل النني بقسوة فقط لأنه قادم من الأهلي، فهذا المدرب أجلسه علي مقاعد البدلاء ولم يشركه في المباريات، رغم أنه قادم من الأهلي كلاعب أساسي وفاز بدوري النشائين عام 2008. شعر النني بالغضب الشديد وسافر إلي المحلة، لكن والده اقنعه بالصبر والعودة مجددا إلي التدريب، وبعدها وجد أن المدرب قد تمت إقالته ليأتي مدرب آخر يشركه في المباريات، وكان الطريق للوصول إلي الفريق الأول للمقاولون العرب عام 2011. وكانت صدمة النني القاسية عندما قرر الأهلي تسريح فريقه وأصبح بلا نادي، وخاف أن يخبر والده بهذا الخبر لأنه صفر دم قلبه لكي يلعب في الأهلي، فهذا عمر حياته، لكنه أخبره في النهاية وتعهد له أن يلعب في أكبر الفرق الكروية. وكان قريبا من اللعب في الزمالك وجلس بالفعل مع محمود سعد، لكن صديق له أقنعه باللعب في المقاولون العرب، لأن فرصة تصعيده للفريق الأول كبيرة هناك، وهذا ما حدث في النهاية.