لا يكف الأمريكان عن صناعة الأشباح التي يواجهون بها مخالفي سياساتهم، ولكنهم لا يفطنون المرة تلو الأخري إلى أن، الثعابين التي يقومون على تربيتها ستلدغهم يوما وبداية من العام 1970 استخدمت وكاله المخابرات المركزية الإخوان المسلمين في مصر بمثابة حاجز لإحباط التوسع السوفييتي، ومنع انتشار الفكر الماركسي بين الجماهير العربية، كما استخدمت الإسلام المتطرف ضد سوكارنو في اندونيسيا و ضد علي بوتو في باكستان الحقيقة أن أمريكا لها تاريخ طويل في دعم الجماعات الإرهابية ولا ننس انحيازها للإسلام المتطرف إبان الحرب الباردة مع الاتحاد السوفييتي، ولم تتوقف عند ذلك بل دعمت أسامة بن لادن في تأسيس ما روجت له وهو تنظيم " القاعدة" وهي تسمية لا تتفق أو تتماس مع نهج الإسلام السياسي في أي من أدبياته، وتسمية" تنظيم القاعدة " تعني قاعدة بيانات تخص آلاف المتطرفين الذين دربتهم المخابرات الأمريكية ، وموّلتها السعودية من أجل هزيمة روسيا في أفغانستان، دائما علاقة القاعدة مع أمريكا علاقة حب و كراهية اعتمادا علي ما إذا كانت الجماعة معينه لتعزيز مصالح أمريكا في هذه المنطقة أم لا؟، أما تنظيم الدولة فهو يعد احدث سلاح لأمريكا و لكنه أتي بنتائج عكسية ضدها، حيث انه أصبح يسيطر علي مساحه تعادل مساحه بريطانيا فبدا بالبلطجة و قتل الصحفيين الأمريكيين و مؤخرا قام بعمليات إرهابيه في فرنسا، استخدمت الدولة الإسلامية في العراقوسوريا (ISIS) أن يكون لها اسم مختلف: تنظيم القاعدة في العراق، بعد عام 2010 بإعادة تسمية المجموعة وأعاد تركيز جهودها على سوريا. وداعش مثلها مثل تنظيم القاعدة هي صنع الولاياتالمتحدة أداة للإرهاب تهدف إلى تقسيم وغزو الشرق الأوسط الغنية بالنفط ومواجهة نفوذ إيران المتنامي في المنطقة، وهناك أساسا ثلاث حروب تدور رحاها في سوريا: واحدة بين الحكومة ومن يسمونهم الثوار أو المتمردين، وأخرى بين إيران والمملكة العربية السعودية، وثالثة بين أمريكاوروسيا، وكأنها عود لمعركة الحرب الباردة الجديدة التي جعلت صناع السياسة الخارجية الأمريكية يتورطون في تسليح المتمردين الإسلاميين في سوريا، بحجة أن الرئيس السوري بشار الأسد، حليف رئيسي الروسي، وكثير من هؤلاء المتمردين السوريين قد تحولوا الآن إلى بلطجية تابعين لتنظيم الدولة الإسلامية بالعراق و الشام ISIS، ونراهم كثيرا في فيديوهاتهم يلوحون علنا ببنادق M16 الأمريكية الصنع. لو نظرنا إلى ما يحدث الآن و من هو المستفيد سوف لا نجد سوى أمريكا وإسرائيل، في الواقع، لقد فاز ما يزيد على سبعين شخصية اعتبارية ما بين الشركات والأفراد من الولاياتالمتحدةالأمريكية تصل إلى 27 مليار دولار أمريكي في عقود للعمل في عراق ما بعد الحرب وأفغانستان على مدى السنوات الثلاث الماضية، وفقا لدراسة حديثة أجراها مركز النزاهة العامة، وما يقرب من 75 في المائة من هذه الشركات الخاصة كان موظفا أو أعضاء مجلس الإدارة، الذين خدموا إما في، أو تربطه علاقات وثيقة، والسلطة التنفيذية في الإدارات الجمهورية والديمقراطية، وأعضاء الكونجرس، أو على أعلى المستويات بالجيش الأمريكي.