حالة فوضي عارمة تسيطر علي الحياة في مصر. حالة من القلق علي المستقبل تسيطر علي الجميع. لا أحد يعرف إلي أين نسير أو إلي أين سترسو بنا السفينة وعلي أي بر أمان. الفوضي تجتاح كل حياتنا. الزحام في الشوارع يخنق الجميع. أقل »مشوار« يستغرق ساعتين! السرقة والخطف والقتل في تزايد.. حتي لو انكر البعض منا. الأمن مفقود! هكذا هي الصورة التي يلمسها المواطن العادي. أما الصورة التي يعرفها جيدا المسئولون عن عن البلاد فتقول التالي: الاستثمارات بدأت في الهروب السياحة انهارت البورصة لا تستطيع الوقوف علي قدميها عجلة الانتاج تدور ببطء شديد. الاضرابات والاعتصامات تنفجر في كل لحظة وفي كل مكان.. وبفعل فاعل. الكل خائف من الانتخابات ومن تهديد فلول الحزب الوطني بأحراق البلد كلها. الأسعار »ولعت«.. والفقراء يزدادون فقراً.. وكأن نظام مبارك يحكمنا ويعكنن علي الناس حياتها. هذه هي الصورة التي تنقلها وسائل الاعلام المختلفة سواء المقروءة أو المسموعة أو المرئية.. وخاصة برامج التوك شو التي تتفنن في ابراز كل السلبيات التي نجمت عن المرحلة الانتقالية التي نعيشها عقب سقوط نظام المخلوع. وللأسف الشديد.. هناك قنوات معروفة بالاسم وبرامج يقدمها »آباء وأمهات الفلول« تزرع في نفوس المواطنين الاحباط وتدس لهم السم حتي سيطر علي أغلبية الناس فكرة أن ثورة 25 يناير هي السبب في كل هذه الفوضي! وللأسف الشديد.. فإن حكومة الثورة كل من شارك في ثورة 25 يناير يقف ويتفرج علي هذا الاعلام الرديء المدفوع الأجر للنيل من الثورة والثوار. ولأن فلول النظام السابق يقاتلون بشراسة فانهم يحتمون بمقولة يقف كل الثوار الحقيقيين مكتوفي الأيدي أمامها وهي: أن الاعتراض علي الأوضاع الحالية يعني الاعتراض علي أشخاص المجلس الأعلي العسكري وبالتالي فمن يقف أمام المجلس الاعلي العسكري هو مجرد خائن للوطن وللثورة!.. ومن هنا يلتزم الجميع الصمت أمام كل ما يجري من فوضي وسوء حال. هذه هي اللعبة القذرة التي يلعبها أذناب النظام السابق.. الوقيعة بين الثوار والمجلس الأعلي العسكري حتي تنجر البلاد إلي حالة فوضي لا تشبه الفوضي الموجودة حالياً وانما فوضي دموية واعتقد أن هؤلاء الحاقدين نجحوا مرة وتسببوا في أحداث ماسبيرو.. وهم يحاولون الآن مر ة ومرة أخري خاصة قبل بدء الانتخابات. لك الله يا مصر. اللهم أحمي الثورة من أعدائها. الفوضي الموجودة في حياتنا الآن ما هي إلا مؤشر لفوضي أكبر وأخطر. وزارة الداخلية علي عاتقها مسئولية كبري. والحكومة كلها عليها مسئولية أكبر. والمجلس الأعلي العسكري عليه أن يعبر بمصر إلي بر الأمان وبأقصي سرعة قبل أن ينجح الفلول في أحداث الوقيعة مع الثوار.