كانت الكارثة ممكن أن تكون أكثر مأساة اذا نجح المسلحون في اقتحام ملعب »ستاد دي فرانس» بحضور 80 ألف مشجع، وقت المباراة الودية بين فرنساوألمانيا، استعدادا لمنافسات بطولة الأمم الأوروبية »يورو 2016»، فهناك اشتباكات بالقرب من بوابات الدخول لكن التأمين كان مكثفا نظرا لوجود تهديدات سابقة، تلقتها أجهزة المخابرات في فرنسا. كما نجحت قوات الشرطة في تفكيك قنبلة من علي البوابة »J» وفقا لتصريحات نويل لاجري، رئيس الاتحاد الفرنسي لكرة القدم. أثناء اقامة مباراة فرنساوألمانيا التي انتهت بنتيجة (2/صفر) تم سماع صوت انفجار قوي أثناء الاشتباكات بين الشرطة والارهابيين، لكن تواصل اللعب بقرار من الحكم بشكل طبيعي. بشكل سريع قبل نهاية المباراة، تم اجلاء الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند من المدرجات، حيث كان يشاهد اللقاء وسط الجماهير وتم ابعاده من الملعب كإجراء احترازي رغم عدم وجود خطر حقيقي داخل »ستاد دي فرانس». وبعد نهاية المباراة، قررت الشرطة الفرنسية اغلاق أبواب الملعب، ومنع الجماهير من الخروج الي الشوارع المحيطة بالاستاد كانت الاشتباكات مستمرة بين الشرطة الارهابيين، وبناء علي تعليمات الأمن نزلت الجماهير من المدرجات الي أرض الملعب، للتأكد من خلو المدرجات من أي قنابل تهدد الجماهير. بعد التأكد من تأمين المنطقة المحيطة بالاستاد تم السماح للجماهير بالخروج، ونظرا للخوف والهلع كان هناك تدافع أثناء الخروج، فالجميع يريد الابتعاد بقدر الامكان عن الخطر الارهابي. رعب الألمان عاش لاعب المنتخب الألماني لحظات رعب بعد انتهاء اللقاء، حيث قال المدير الرياضي للمنتخب أوليفر بيرهوف ان هناك حالة كبيرة من انعدام الأمن والخوف والقلق سادت بين اللاعبين، خاصة بعدما فهموا أن صوت الانفجارات كانت لعملية ارهابية بجوار الملعب. فيما أكد خواكيم لوف المدير الفني للمنتخب أن الجميع شعروا بالرعب والصدمة جراء الهجمات، ولم يتحدث عن الخسارة في المبارارة الودية، مؤكدا أنها غير مهمة أبدا في تلك الظروف، تأتي في المقام الثاني بعد سلامة لاعبيه. تم اخراج لاعبي ألمانيا من الملعب بعد احتجاز دام لمدة 3 ساعات، وكانت وسيلة خروحهم عباراة عن عدة حافلات وليس حافلة واحدة مثلما هو معتاد. كما ظل لاعبو منتخب فرنسا يتابعون الأحداث الارهابية ومقاومة الشرطة لها خلال شاشات التليفزيون في غرفة خلع الملابس، وأجروا اتصالات بعائلاتهم للاطمئنان عليهم. كان لاعبو ألمانيا اضطروا الي اخلاء فندق الاقامة قبل المبارات بساعات، والفندق يتواجد بالقرب من ملاعب »رولان جاروس» للتنس، بسبب تلقي تهديدات من مجهول بوجود قنبلة في المكان. وبعد ساعتين من البحث الجاد تبين انه بلاغ كاذب، ليعود الفريق الي الفندق وسط شعور بالقلق، لكنها كانت البداية فقط قبل ليلة كارثية لفرنسا. ضربة لليورو تستضيف فرنسا منافسات بطولة الأمم الأوروبية »يورو 2016» بعد 8 أشهر، وهذا يعني أن هناك ملاحظات أمنية كبيرة سوف تقق الاتحادات للمنتخبات المشاركة في المسابقة التي تقام كل 4 سنوات، فالحادث أقيم بالقرب من ملعب »ستاد دي فرانس» أثناء اقامة مباراة جمعت بين فرنساوألمانيا حامل لقب كأس العالم 2014، فكيف سيكون الوضع عند وجود 24 منتخبا وعشرات الآلاف من الجماهير الأجنبية القادمة من خارج فرنسا لمشاهدة مباريات اليورو. في أول رد فعل كروي بعد الأحداث الارهابية، أعلن الاتحاد الفرنسي لكرة القدم عن التمسك بإقامة المباراة الودية أمام انجلترا علي ملعب »ويمبلي» في العاصمة لندن رغم التفجيرات في باريس. تعيش فرنسا الآن في حالة طواريء أعلن عنها الرئيس هولاند، واستدعي قوات الجيش لتأمين العاصمة، كما قرر منع دخول أو خروج أي فرد من حدود فرنسا لأجل غير مسمي، وهي المرة الأولي التي تتخذ فيها الحكومة الفرنسية هذا القرار منذ الحرب العالمية الثانية. كل هذه أجواء تجعل هناك مخاوف من وجود أي ظروف واجراءات جديدة يؤدي الي تأجيل انطلاق »يورو 2016» داخل الأراضي الفرنسية. أصدرت صحيفة»ليكيب» الرياضية عددا خاصا بعد المباراة، حدادا علي ضحايا العملية الارهابية التي ضربت العاصمة الفرنسية باريس، وكان الغلاف باللون الأسود، وكتبت عنوانا يليق بالحادث الكارثي: »الرعب». قلق ايطالي عبر ليوناردو بونوتشي، مدافع منتخب ايطاليا، عن مخاوفه من اقامة يورو 2016 في فرنسا بعد الأحداث الارهابية، قائلا: »لاشك أن ما حدث يجعلنا نفكر جميعا وبشكل جدي في أن مثل هذه الأحداث قد تقع أيضا أثناء بطولة يورو 2016، علي القائمين علي الزمن اتخاذ تدابير أكثر صرامة».