من غرب القارة الافريقية السمراء، يبدأ منتخبنا الوطني رحلة الأمل المنتظر منذ أكثر من ربع قرن من الزمان للتأهل نحو كأس العالم، بعد آخر نهائيات شاركت فيها مصر في ايطاليا صيف عام (1990) وكانت هي المرة الثانية التي نشارك فيها، وكانت المشاركة الأولي- بالمصادفة- في ايطاليا أيضا عام (1934)، أي أن منتخب مصر العريق الزعيم التاريخي للقارة الافريقية لم يشارك في نهائيات كأس العالم سوي مرتين فقط منذ انطلاق هذه البطولة عام (1930) والتي ينتظرها العالم كل أربع سنوات بشغف شديد، بالرغم من أن منتخبنا الوطني فاز بلقب كأس الأمم الافريقية ثماني مرات، بما يجعله يتصدر منتخبات القارة السمراء، وإن كانت آخر بطولة حصلنا عليها عام (2010)، وكانت الثالثة علي التوالي بقيادة المدير الفني المخضرم حسن شحاتة، وبعدها بدأنا رحلة إخفاق غريبة علي يدي شحاتة نفسه ثم الامريكي بوب برادلي ومن بعده شوقي غريب، حيث اخفق المنتخب في الوصول للنهائيات الافريقية أعوام (2012 و2013 و2015) علي التوالي. ومع ذلك فإن الاخفاق في الوصول لنهائيات كأس العالم يحمل المرارة الأكبر لجماهير الكرة المصرية، التي تري منتخبات افريقية وعربية عديدة تحقق لبلادها شرف المشاركة في البطولة العالمية العريقة مرات عديدة، وبينما نقف مساندين لها فإننا نشعر بالمرارة في نفس الوقت لغيابنا الدائم! وبالأمل الذي راودنا عقب نهاية بطولة (1990)، يواجه المنتخب الوطني منتخب تشاد في العاصمة التشادية »إنجامينا» يوم السبت القادم- 14 نوفمبر- وبعدها بأيام قليلة ستكون مباراة الإياب في مصر -17 نوفمبر- ومن حسن الطالع أن تكون ضربة البداية أمام نفس المنتخب الذي بدأنا أمامه تصفيات نهائيات كأس الأمم الافريقية، وحققنا الفوز عليه مرتين ذهابا (3/صفر) في مصر، و(5/1) ايابا في تشاد، وهذا يعني انه منتخب متواضع يسهل تجاوزه، ولكن علي لاعبينا وجهازهم الفني بقيادة الارجنتيني كوبر الحذر- كل الحذر- فقد كانت أغلب الاخفاقات السابقة علي ايدي منتخبات متواضعة.. وبالتوفيق باذن الله تعالي. كل التحية لنادي الداخلية الذي يتصدر الدوري منفردا برصيد 12 نقطة، بعد الفوز في الأربع مباريات الأولي من بداية المسابقة، وتحية لمديره الفني الشاب علاء عبدالعال.. بينما يأتي خلفه ناديا الزمالك والأهلي بنجومهما من أصحاب الملايين وبقيادة فنية برتغالية يدفع لهما الناديان دم قلبهما!