سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
التنظيمات الارهابية تجدد الصراع الروسي الامريكي فى سوريا وأفغانستان روسيا متهمة بقتل المدنيين في حربها ضد داعش وأمريكا تحارب طالبان بتدمير المستشفيات فى افغانستان!
ضربات جوية قاتلة، تقصف عدة جبهات فى آن واحد، لا تؤثرعلى أهدافها فقط، وانما تشعل الساحة السياسية وتجدد الصراعات والحروب الباردة بين الدول التى تحاول استمالة المجتمع الدولى نحو مواقفها طوال الوقت، تتصيد الاخطاء من ناحية وتبادر بالاتهامات من جانب آخر، وازدادت حدة الصراعات على مدار الايام الماضية التى شهدت ضربتان جويتان فى اتجاهين متضادين الاولى صدرت من الطيران الروسى الذى قرر تلبية ارادة الرئيس الروسى فلاديمير بوتين بإضعاف التنظيم الارهابى داعش فى سوريا وتسديد ضربات قاسية ضد اهدافه، اما الضربة الجوية الثانية فشنتها الولاياتالمتحدةالامريكية ضد احدى المستشفيات التابعة لمنظمة اطباء بلا حدود لينتهى الامر بقتل الاطباء والمرضى لتتلقى تنديدات واستنكارات من منظمات المجتمع الدولى دون اتخاذ اى اجراءات حقيقية. ساعات قليلة مرت على موافقة المجلس الفيدرالى الروسى على طلب الرئيس الروسى فلاديمير بوتين بتفويضه لنشر قوات روسية فى الخارج وتحديدا شن هجمات جوية تستهدف تنظيم داعش الارهابى فى سوريا، وبالفعل اتجهت الطائرات الروسية نحو اهدافها المحددة مسبقا فى محافظات حماة وحمص واللاذقية التى يعتبرها عناصر تنظيم داعش مدن آمنة لتضم قواعدهم ومراكزهم العسكرية، توالت الضربات الجوية الروسية ضد أهداف تنظيم داعش ليؤكد المسئولون الروسيون ان القصف الجوى سيتم فى اطار قانونى، وسرعان ما تبدأ حرب إعلامية شرسة شنتها الادارة الامريكية ضد الرئيس الروسى فلاديمير بوتين والتى مهدت للعالم الخطأ الجسيم الذى ترتكبه روسيا فى حالة شن تلك الهدمات وهو الامر الذى علق عليه بوتين مؤكدا ان الحرب الاعلامية المضادة بدأت قبل ان يشن الطيران الروسى هجماته ضد أهداف تنظيم داعش. تكذيب المخابرات سارعت الادارة الامريكية بتوجيه الرأى العام الدولى الى خطة الطيران الروسى واستهدافه لمواقع المعارضة السلمية التى تدعمها الولاياتالمتحدةالامريكية، وزعمت ان الهدف الوحيد من تلك الهجمات هو مساندة الرئيس السورى بشار الاسد، وخرج جوش إرنست المتحدث باسم البيت الابيض ليؤكد ان روسيا ترتكب خطأ كبير من خلال اساءة التقدير وشن هجمات دون تمييز مدعيا ان الهدف وراء الهجمات هو دعم النظام السورى واضعاف المعارضة، وطلب من الجانب الروسى عدم استهداف المعارضة دون حساب العقبات، والغريب فى الامر ان الاستخبارات العسكرية الامريكية كذبت ما جاء فى تصريحات المتحدث باسم البيت الابيض لتؤكد ان القوات الجوية لم تستهدف المعارضة السورية التى تدعمها الولاياتالمتحدةالامريكية، وان الهجمات الروسية تستهدف مواقع تنظيمى داعش وجبهة النصرة فى سوريا، واستمرت الحرب الاعلامية التى اعلنت وسائل الاعلام الروسية تشكيكها فى صحة الارقام التى اصدرتها وسائل الاعلام الامريكية حول سقوط ضحايا مدنيين بسبب الضربات الروسية. وأكد بوتين ان موسكو مستعدة للحرب الاعلامية التى تشنها دول الغرب ضدها مؤكدا ان المعلومات الاولية صدرت حول اعداد الضحايا المدنيين قبل اقلاع الطائرات الروسية لتسديد ضربات ضد التنظيم، وهو الامر الذى لن يؤثر على روسيا الا انها لن تتجاهله روسيا على الاطلاق، مؤكدا ان الاستخبارات ووزاراتى الدفاع الروسية والامريكية تقومات بتطوير وتبادل المعلومات بشأن الاوضاع فى سوريا، كما جاءت تصريحات وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف صريحة تشدد على استهداف روسيا لأهداف جبهة النصرة وتنظيم داعش، بناءا على خطة محاربة الارهاب التى تعد قرار موحد يوافق عليه العالم باكمله ولكن لن يتم استهداف الجيش الحر الذى تدعمه الولاياتالمتحدةالامريكية، لأن روسيا لا تعتبره تنظيما ارهابيا ولكنه جزء من العملية السياسية من اجل الوصول لتسوية سياسية. اختراق تركيا! اشعلت وسائل الاعلام التركية والامريكية الحرب الاعلامية الشرسة ضد روسيا من خلال حادث مدته لم تتعد عدة دقائق عندما اقتحمت مقاتلة روسية المجال الجوى التركى عدة ثوان قبل هبوطها فى مطار حميميم السورى فى اللاذقية، واعترف المسئولون بوزارة الدفاع الروسية بهذا الامر فى بيان أرجع هذا الخطأ الى سوء الاحوال الجوية دون تعمد اختراق المجال الجوى التركى، لتصدر الخارجية التركية بيان تحتج فيه على اختراق مجالها الجوى، ولم تنته الواقعة عند هذا الحد، ولكن إدعى الجيش التركى قيام طائرة من طراز "ميج 29" بمعارضة طائرتين تركيتين على الحدود التركية السورية الا ان روسيا اكدت ان الامر لم يحدث ولا تمتلك طائرة بهذا الطراز ضمن مقاتلاتها فى سوريا. بيانات أخرى شديدة اللهجة واجهتها روسيا بعد صدورها عن حكومات فرنسا وألمانيا وتركيا والمملكة المتحدة البريطانية والولاياتالمتحدةالأمريكية، تطالب فيه روسيا بوقف استهداف عملياتها العسكرية للمدنيين فى سوريا، والتركيز فى حربها ضد داعش معربين عن قلقهم البالغ حيال الهجمات التى استهدفت مناطق فى حماة وحمص وادلب، واتهمتها بإستهداف مدنيين فى تصعيد يزيد من حدة التطرف والارهاب لترد روسيا بصور ومقاطع فيديو للقصف تثبت فيه انه يخص عناصر التنظيم الارهابى واهدافه وبعيد تماما عن المدنيين، وكشفت الصحف الروسية عن تفاصيل الضربات الجوية مؤكدة ان الطائرات الروسية من طراز "سو-30 إس إم" دمرت منذ 30 سبتمبر العشرات من مواقع يتخذها الارهابيون بنية تحتية وقواعد لهم مثل مخازن ذخيرة ومراكز قيادة وتبادل الاشارة بالاضافة الى ورش لتصنيع متفجرات الارهابيين ومعسكرات اعداد المقاتلين وأشار عدد من المحللين العسكريين الى نجاح الضربات الجوية فى اضعاف القدرات القتالية لعناصر التنظيم الارهابى. اهمال ام قصد ازدادت حدة تبادل الاتهامات لتكشف تقارير اعلامية روسية عن قيام قوات تحالف الناتو بشن هجمات ضد تنظيم داعش فى سوريا يزيد عددها عن 7 آلاف غارة الا انها لم تحرز أى تقدم ومازال الارهابيون ينجحون فى الاستيلاء على مناطق كاملة فى العراقوسوريا وهو ما اكدته تقارير الكونجرس التى رصدت فشل قوات الناتو فى تحقيق اهدافها، ليتأكد للعالم ان تنظيم داعش يزداد حدة وقوة دون اى تأثر بتلك الهجمات، واتهم عدد من المحللين الروسيين حلف الناتو بشن هجمات وهمية مكثفة لا تقصد التنظيم الارهابى ولا تتعرض الى اهدافه وعناصر، خوفا من أضعاف داعش لينفرد النظام السوري بقوته فى المدن السورية، وازدادت الاتهامات تشكيكا فى اغراض حلف الناتو لتؤكد ان طائراتها كانت تدعم الارهابيين ضد بشار الاسد، وهو ما اظهره استهتار قادة الطائرات بتنفيذ التعليمات، اما الاتهام الاكثر خطورة هو استغلال تلك الهجمات فى جمع ميزانية ضخمة من الدول الاوروبية والولاياتالمتحدةالامريكية من اجل امداد قوات الناتو بمعدات عسكرية واسلحة متطورة، قد تقع فى النهاية فى ايدى تنظيم داعش بقصد او دون قصد، ويتضح للعالم فشل الادارات الامريكية فى تسوية النزاعات بوضوح عند رصد الاوضاع فى العراقوافغانستان وليبيا وهى دول ما ان تدخلها القوات الامريكية حتى تدخل فى بئر الفوضى. قصف المستشفيات فى نفس الوقت الذى تتلقى فيه القوات الروسية انتقادات ونصائح لتوجيه هجماتها الجوية بشكل دقيق نحو الارهابيين، وقع حادث مأساوى تسبب فيه غارة جوية امريكية فى مدينة قندوز الافغانية لتصيب المقاتلات الجوية مستشفى تديره منظمة اطباء بلا حدود لمساعدة المرضى المحتاجين فى تلك المناطق الفقيرة، وبعد دقائق من القصف الجوى اعلنت المنظمة سقوط ضحايا، على اثر احتدام القتال حول قندوز بشمال افغانستان على مدار عدة ايام، وذلك بسبب سيطرة مقاتلى طالبان على مناطق كبيرة بالمدينة وفرض سطوتهم عليه فى اكبر هجوم لطالبان منذ 14 سنة، واكد المتحدث الرسمى باسم قوات التحالف عن قيام القوات الامريكية بشن غارة بعد منتصف الليل ليتسبب فى اضرار جانبية فى منشأة طبية. لم تتجاوز منظمة اطباء بلا حدود التصريحات الامريكية التى اظهرت الحادث بشكل بسيط، لتؤكد ان المبنى تعرض لهجوم تسبب فى تدمير جزء كبير من المركز الطبى كما اعلنت المنظمة عن فقد 30 موظف بالاضافة الى مقتل واصابة العشرات واصدرت المنظمة بيان جاء فيه "تعرضنا لصدمة عنيفة بسبب الهجوم الذى قتل موظفينا ومرضانا وتسبب فى خسائر فادحة لحقت بالرعاية الصحية فى قندوز، واكد مسئولو المستشفى على عدم تواجد اى من افراد التنظيم فى موقع المستشفى وقع الهجوم عليها، وبعد ساعات قليلة اعلنت منظمة اطباء بلا حدود عن مقتل 12 من العاملين فى المركز الطبى و7 من المرضى الراقدين فى قسم العناية المركزة. وكشف اطباء المركز انهم سارعوا بالاتصال بمسئولى الناتو بعد سقوط القنبلة الاولى وهم فى حالة هلع كما اتصلوا بمسئولين فى واشنطن يستنجدون بهم ويؤكدون وقوعهم تحت القصف ليستمر القصف لما يقرب من ساعة وهناك عشرات الاطباء والمرضى فى عداد المفقودين فى المركز الطبى الذى يضم حوالى 200 شخص ويعد المكان الوحيد لعلاج المرضى والمصابين فى المنطقة، واعلن الرئيس الافغانى اشرف عبد الغنى تلقيه اعتذار من جانب قائد القوات الدولية فى افغانستان عن قصف المستشفى بطريق الخطأ الذى تعهد باجراء تحقيق فى الحادث بسبب الاضرار التى لحقت بالمبنى وكشف ملابسات القصف، ليعلن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون إدانته الشديدة للقصف الذي استهدف مستشفى في مدينة قندوز مؤكدا ان المستشفيات والعاملين في المجال الطبي تحت الحماية بموجب القانون الإنساني الدولى.