لا أدري سر غضبة الناقد الرياضي الزميل طارق الأدور من الكابتن إبراهيم فخر الدين المدير الفني القدير لفريق الكرة الطائرة بالنادي الأهلي الفائز ببطولة الأندية الأفريقية الأبطال التي أقيمت مؤخرا في تونس؟ الزميل الأدور «يدعي» أن الأهلي تعمد الخسارة في المباراة الأخيرة بالمجموعة حتي يحصل علي المركز الثاني، ويبتعد عن ملاقاة الترجي حامل اللقب، ولكن من يتابع موقف طائرة الأهلي هذا الموسم، سيجد أن الفريق فقد أفضل لاعبيه وهم االنجمان العالميان أحمد صلاح وعبدالله عبدالسلام ومعهما محمد الحسيني ومحمود رءوف عبد القادر الدين انتقلوا الي طلائع الجيش - ومع ذلك فشل الطلائع في الفوز بالبطولة العربية التي أقيمت بالقاهرة وفضل الاهلي عدم المشاركة فيها - وعبد اللطيف عثمان الذي انتقل إلي الزمالك، ومع ذلك نجح إبراهيم فخر الدين في إعداد فريق جديد يخوض به بطولة الدوري وذهب به إلي تونس. كان الأهلي قد ضمن الوصول الي دور الثمانية، وبقيت له مباراة في مجموعتة التي تضم ستة أندية، وبذل اللاعبون الأساسيون مجهودا كبيرا في المباريات الأربع الأولي، ولذلك رأي إبراهيم فخر الدين ضرورة إراحة لاعبيه قبل خوض مباراة دور الثمانية، فدفع باللاعبين غير الأساسيين ولم يطلب منهم الخسارة، و الدليل أنهم قاووا بضراوة ثم أن الجميع يعلمون أن مباديء الاهلي لاتسمح بذلك.. ثم أن الأهلي واجه الزمالك في دور الثمانية، وفخر الدين يعرف قيمة الزمالك الذي فاز علي الأهلي قبل أيام من بطولة أفريقيا في الدوري (3/2)، ويعرف أن الزمالك يمكن أن يفوز عليه، وجاءت مباراتهما الأفريقية لنشهد عرضا رائعا قدمه الفريقان، وبصعوبة شديدة فاز الأهلي (3/2) ثم فاز علي الترجي التونسي حامل اللقب (3/1) ليحرز كأس البطولة. وبعيدا عن هدف إبراهيم فخرالدين بإراحة لاعبيه. فإنني أعتقد أنه من حق أي مدير فني أن يختار الفرق التي يواجهها لتحقيق الهدف الذي يطمح إليه والفوز بالبطولة.. وإذا كان الأهلي تصدر المجموعة فكان عليه مواجهة الترجي، وإذا فاز - وهذا غير مضمون. فسيواجه النجم الساحلي وهو من فرق القارة القوية، فإذا فاز فالمرجح أنه سيقابل الزمالك في النهائي، ولكنه حينئذ كان سيستنفد قواه تماما، ولن يكون قادرا علي الظهور بمستواه الحقيقي.. وقد شاهدنا كيف كان طريق الأهلي أسهل من ذلك باحتلاله المركز الثاني في مجموعته ووصل الي المباراة النهائية أمام الترجي وهومستريح، ليقدم عرضا رائعا ويفوز بالبطولة. لقد جاءت حسابات إبراهيم فخرالدين صحيحة تماما.. وفاز الأهلي ببطولة أفريقيا للمرة الحادية عشرة، وبعد غياب أربع سنوات. ويستحق المدير الفني أن نشيد به وبمجهوده وأن نمنحه تقديرا خاصا ونشكره علي ماقام به من بناء فريق جديد قادر علي حصد البطولات.. وأتعجب من الذين يهاجمونه، لأنه - بصراحة - لو لم يفعل مافعله لكان ساذجا وخسر البطولة.. وفخر الدين ليس ساذجا وإنما هوبطل.