مهزلة حقيقية مازلنا نعيشها وتعد فضيحة بكل المقاييس في عصر العلم والتكنولوجيا .. فالبعض مازال يؤمن بالأحجبة والتمائم والتعاويذ وبقدرة بشر مثله معظمهم محتالين على حل مشاكله المستعصية على الحل ولا يفيق الضحايا من غفوتهم رغم عشرات الحالات التي تنشرها الصحف يوميا لدجالين سقطوا في قبضة العدالة إلا أن الضحايا مازالوا يسقطون في شرك الدجالين كما تندفع الفراشات نحو النار .. ذاع صيت الشيخ سيد وأشتهر بأنه حلال المشاكل والعقد.. يحمل وجها بريئا وطيبة خدع بها أهل السيدة زينب وخاصة النساء اللاتى انسقن ورائه لحل مشاكلهن من الطلاق والعنوسة والسحر والشفاء من الأمراض والآلام .. اعتقدن أنه صاحب بركات ومخاوى جان ويستطيع فك أي سحر.. داخل احدى الغرف المجاورة لمسجد السيدة زينب.. كان يستدرج ضحاياه بحجة أنه لديه قدرة على حل مشاكل المواطنين.. بدأت قصة سيد عندما كان يعيش وسط أسرته بمنطقة البدرشين، جميع أفراد عائلته يعملون بالدجل والشعوذة، ورث منهم هذه المهنة وإدعى أن لديه قدرات خاصة على حل مشاكل الناس، إلا أنه ترك بلدته بالبدرشين وأستأجر غرفة بمنطقة السيدة زينب ليمارس نشاطه المشبوه.. استطاع أن يقنع صديقه أحمد بالعمل معه بالدجل والشعوذة.. كانا يخرجان يوميًا إلى مسجد السيدة زينب وينظران جيدًا إلى السيدات ثم يقتربان من الضحية التي يختارها بعناية وفي وقت قصير يطلبان منها أن تحكي لهما مشكلتها.. وعندما يتأكد من أنها فريسة سهلة يقنعاها بأن لديهما طريقة جهنمية لحل مشاكلها ويستدرجاها إلى الغرفة المجاورة للمسجد، ويدعيان علاجها بكمية من البخور المشتعل وقراءة آيات من القرآن.. وعندما ينتهيان من ذلك يعطي الضحية كمية من الأحجبة ويطلب منها أن تضعها في منزلها وسوف تحل مشكلتها في أقرب وقت.. استمر سيد على ذلك عدة أشهر، وفي كل جلسة كان يحصل من الضحية على مبلغ 300 جنيه.. لدرجة أنه وصل به الحال إلى ابتزاز السيدات جنسيًا بعد تصويرهن عرايا في بعض الأحيان.. وكان يتمتع بقدر عال من الذكاء صور له أنه بعيد عن أعين رجال المباحث. معلومة طائرة! وذات يوم أثناء تواجد المقدم محمد العسيلي داخل مكتبه همس في أذنه أحد المصادر السرية وأخبره أن هناك شيخ يدعى سيد يقوم باستئجار شقة بدائرة القسم، ويقوم باستدراج السيدات إليها بحجة شفائهن وحل مشاكلهن.. معلومة خطيرة منذ بدايتها ..وعلى الفور اجتمع رئيس المباحث بمعاونيه وطلب منهم تكثيف التحريات حول هذا الشخص، وعلى الفور انتقل الرائد أحمد فرج معاون المباحث وظل يتحرى حول الشقة المشبوهة حتى تأكد أن سيد ينتحل صفة شيخ ويستدرج السيدات من أمام مسجد السيدة زينب إلى غرفته ويقوم بعقد عدة جلسات نظير أجر مادي ثم يبتزهن للحصول على أموال أخرى، وتبين أنه يستعين بصديقه في تنفيذ أعمال الدجل والشعوذة والنصب على المواطنين. رتها على شفائهن من علتهن.. وعقب استصدار إذن من النيابة العامة وبعمل التحريات اللازمة تم التوصل لهوية المتهم وتبين أنه يستغل صفحة على الفيس بوك تحمل اسم الدكتور سيد عطيه المعالج الروحانى فى استدراج الضحايا.. وبعمل العديد من الأكمنة الثابتة والمتحركة تمكن العميد هشام لطفي رئيس مباحث قطاع الغرب والعقيد نبيل سليم مفتش مباحث فرقة السيدة زينب والنقيبان أحمد فرج وأحمد نعمان معاونا المباحث من ضبط المتهم عند تردده على ضريح السيدة زينب بصحبة معاونه وبصحبته سيدتين إحداهما من الزيتون والثانية من الإسماعيلية استدرجهما من خلال الفيس بوك بدعوى قدرته على علاجهما الروحانى وعثر بحوزته على مبالغ مالية كبيرة وأحجبة وقراطيس بداخلها مجموعة من البهارات يستخدمها فى النصب.. وتبين للعقيد حسين الحامولي مفتش فرقة قطاع الغرب أن المتهم يدعى سيد ومعاونه أحمد، ومقيمان بالبدرشين وأنهما احترفا النصب على السيدات مستغلين طرق الدجل والشعوذة. تم تحرير المحضر اللازم، وأمر المستشار أحمد الأبرق رئيس نيابة السيدة زينب وبإشراف المستشار طارق أبو زيد المحامي العام الأول لنيابات جنوبالقاهرة بحبس المتهمين 4 أيام على ذمة التحقيق واستعجال تحريات المباحث حول الواقعة.