رغم مرور 13 عاماً على احداث الحادى عشر من سبتمبر، الا ان الحقائق لم تتكشف بعد، ومازالت علامات الاستفهام هى الواضحة، والامور تزداد تعقيداً، الامريكان انفسهم مازلوا منقسمين حول اسباب وتداعيات ما حدث، منهم من يرى ان القادة الامريكين حينها متورطين فى تلك الفاجعة بعدم استعدادهم للوقوف ضد الارهاب، اخرون يؤكدون ان قادتهم هم من صنعوا الارهاب، فأكتوى المواطنين بناره، واخرين من الخبراء يؤكدون ان ما حدث كان من الصعب منعه، وان الإرهاب غادر يخترق وينفذ عملياته دون اى اخطارات او شواهد مسبقة. لكن تزداد الامور تعقيداً مع حجم الضحايا الذين تساقطوا هذا اليوم، وإختفاء قرابة ال 1450 يهودياً يعملون داخل مركز التجارة فى هذا اليوم، قيام الولاياتالمتحدة بمناورات بعيدة عن اراضيها، تدريب قواتها القتالية على حماية منشأتها الحيوية قبل الواقعة بعام، تحذيرات متعددة منها المصرية بأن الارهاب سيطعن امريكا لكن دون ان تتحرك امريكا بأى رد فعل. نعم، اسئلة كثيرة لم يتم الاجابة عنها حتى الان، لتتحول احداث سبتمبر مع الايام والسنين الى لغز يبدو انه سيطول لعقود طيلة، لكن هل بالعودة بالاحداث، ودراسة تداعيتها من الممكن ان يتم الكشف عن الغازها، سنحاول الان.. دقيقة واحدة! كانت الامور فى الولاياتالمتحدة هادئة بقدر كبير، حتى كانت اقتربت عقارب الساعه من الثامنه الخامسة والاربعين دقيقة صباحاً، دقيقة واحدة كانت الفاصل بين امريكا الهادئة ذات النفوذ والقوى، وامريكا التى تبحث عن اشلاء مواطنيها الممزقة تحت الانقاض، ففى تمام الساعة الثامنه والسادس والاربعين دقيقه، اصدمت طارة مخطوفة بالبرج الشمالى من مركز التجارة العالمى، فى مشهد مثير وخطير، مازالت افلام هيليولود تستعين به حتى الان، لينهار البرج بما فيه من الاف البشر، وبعدها بدقائق، وتحديداً فى التاسعة والثلاث دقائق، اصدمت طائرة اخرى بالبرج الجنوبى، وقبل ان يتنهد الامريكان من هول الفاجعة اصطدمت طائرة ثالثة بمبنى البتاغون، وبعدها تحطمت الطائرة الرابعة قبل ان تصطدم بهدفها. وحسب الرواية الامريكية، فأن 19 عنصراً على صلة بتنظيم القاعدة نفذوا العملية على اربعة مجاميع مختلفة، بعد ان تدربوا وتلقوا دروساص فى الطيران فى معاهد الملاحة الجوية الامريكية، وحسب ما اشار به احد المعلمين، فأن اندهش عندما فوجىء باحد الدارسين ينقطع عن مواصلة تعلم قيادة الطائرات بمجرد انه تعلم كيف يقود الطائرة وينطلق بها فى الجو، دون ان يتعلم كيفيه الهبوط. ومن حينها تغيرت السياسة الامريكية، لتكون اكثر دموية من عهودها السابقة، حيث اعلنت حربها على الارهاب، لتنطلق قواتها لتضرب تنظيم القاعدة بلا هوادة، وتحارب فى افغانسان، وتسقط نظام طالبان، ومن بعدها تعلن الحرب على العراق، لتسقط صدام، ولتتمزق العراق هى الاخرى، وتقطع الرقاب، وتتحول جثث مواطنيها الى اكوام فى الشوارع، وبعدها ب 24 ساعه، اعلن حلف شمال الاطلسى، ان اى هجمة على اى دولة من الدول التسعة عشر من الاعضاء سيكون بمثابة الحرب على الدول كلها، وتسببت احداث سبتمبر فى توافق كبير من قطبى السياسة فى الدولة، حيث نسى الحزبان الرئيسيان خلافاتهما، واجتمعت الولاياتالمتحدة على ان تنظيم القاعدة هو من تسبب فى الحادث، خاصة بعد ان عثرت القوات الامريكية على شريط في بيت مهدم جراء القصف في جلال آباد في نوفمبر 2001 يظهر بن لادن وهو يتحدث إلى خالد بن عودة بن محمد الحربي عن التخطيط للعملية، لكن قوبل هذا الشريط بموجة من الشكوك بشأن مدى صحته، حتى اعلن بن لادن في تسجيل مصور تم بثه قبيل الانتخابات الأمريكية في 29 أكتوبر 2004 م عن مسؤولية تنظيم القاعدة عن الهجوم. اسئلة حائرة! لكن بقت اسئلة كثيرة حائرة جراء هذا الحادث، اولها ان هناك تشكيك ان تكون الطائات التى نفذت تلك العملية هى مدنية حسبما اعلنت الادارة الامريكية، حيث رأى البعض انها بلا نوافذ وهو ما يشير الى انههما طائرتين حربيتين، كما اشار الفيديو الى حدوث وهج قبل اصدام الطائرتين بالبرجين، وهو ما يؤكد ان هناك انفجار حدث قبل اصطدامهما بالبرجين. واستكمالاً لتلك الاسئلة الحائرة، هو ان الادارة الامريكية تلقت عدة تحذيرات من تلك العملية قبلها بوقت كافى، الا انها فى اللحظة المنشودة لم تكن جاهزة على الاطلاق، وكان من تلك التحذيرات هو التحذير المصرى، الذى رواه اللواء حبيب العادلى وزير الداخلية الاسبق اثناء محاكمته، مؤكداً انه ابلغ الرئيس الاسبق مبارك بان لدية معلومات مؤكدة ان امريكا على وشك ان تشهد عمليات ارهابية خطيرة، وان مبارك ساعده فى الحديث مع اشخاص تابعين للاستخبارات الامريكية، الا انهم لم يفعلوا اى شيىء، وهو ما جعله يكرر التحذير دون اى جدوى. وفى نفس السياق، قيام منظومة نوراد الدفاعية قبل عامين من وقوع احداث سبتمبر بالقيتام بتدريبات وهمية لضرب برجى التجارة ومبنى البنتاغون، لإختبار مدى قوى المنظومة الدفاعية على احباط اى هجوم، فهل هى كانت مصادفة لان تقع نفس الافعال على ارض الواقع بعدها بعامين؟. ايضاً حذرت مجموعة فكرية تعمل فى مشروع القرن الامريكى من ان هناك احداثاص كارثية جوهرية ستقع دون اى تحرك او اهتمام، والمثير ان البتاجون تلقى تدريبات ضحمة اطلق عليها اسم "ماسكال"، لمحاكاة اصدام طائرة يوينغ 757 بمبنى البنتاغون، هل تلك ايضاَ مصادفة؟. اما الغريب والمثير هو ان بن لادن تم ايداعه فى احد مستشفيات دبى قبل احداث سبتمبر بشهرين فقط، وان عناصر تابعة للاستخبارات الامريكية زراته اثناء رحلة علاجة، واللعز او السؤال الاخر كان يكمن فى ان اليهودى لارى سيلفرشتاين، قام بتأجير البرجين لمدة 99 سنة فى يويلو من عام 2001، وتضمن عقد الايجار بوليصة تأمين بقيمة 3.5 مليار دولار تدفع له فى حالة حدوث اى هجمة ارهابية على البرجين، وعندما وقعت احداث سبتمبر لم يذهب الا ثلاثة من ضمن 1450 يهودياص الى العمل فى برجى التجارة. ونتابع تلك الاسئلة الحائرة بإنه فى 6 سبتمبر من نفس العام تم سحب جميع كلاب المفرقعات من المبنى، رغم وجود تهديدات بالفعل، وقبل الحادث بيوم الغى العديد من مسئولى مبنى البنتاغون رحلات طيرانهم ليوم 11 سبتمبر، وقبل الحادث بيوم تم تحريك معظم المقاتلات الامريكية الى كندا والاسكا فى مناورة تدريبية، سميت الشر الشمالى لمحاربة اسطول طيران روسى وهمى، وفى 11 سبتمبر تم بث صور مقاتلات وهمية على شاشات الرادارات العسكرية، مما تسبب فى ارباك الدفاعات الجوية فى منظومة نوراد، لتبقى فى الولاياتالمتحدةالامريكية 14 مقاتلة فقط، تم ارسال ثلاثة منهم الى مبنى البتاغون فى مهمة تدريبة، وليكون حدث نادر جداً طوال تاريخ امريكا ان يتبقى فيها هذا العدد الهزيل من المقاتلات. لا اجابة! وحتى هذه اللحظات لا تفعل امريكا سوى الاستعداد فى كل عام لاحياء ذكرى 11 سبتمبر، كما تقوم برفع حالات الطوارىْ، دون الوصول الى اى معلومات، او استكمال حتى التحقيقات فى الحدث الجلل الذى اصابها فى قلبها، وحول الاف من مواطنيها الى اشلاء ممزقة تحت الانقاض، خلافاص عن الرعب والذعر الذى اصاب الامريكان منذ تلك الهجمات المأسوية، وربما كل هذه الدلائل ادت الى قيام العديد من المتخصصين والمتابعين للاحداث عن قرب، بوصف ما حدث على انه مؤامرة امريكية، وكانت اولى تلك الاشارات من الصحفى الفرنسى تييرى ميسان، الذى اصدر كتابا بعنوان الخديعة الكبرى، ومن بعده كتاب السى اى ايه و 11 سبتمبر للكاتب الالمانى اندرية فون بولو، ومن بعدها انتشرت نظريات المؤامرة فى امريكا نفسها، حيث قامت الصحف الامريكية بكتابة تقارير تشير الى الخديعة، كانت فى البداية هزلية، حتى قامت الحكومة الامريكية نفسها بمنع مثل هذه المقالات والتقارير، وليقول جورج بوش ذات مرة، ان تلك التقارير تشير الى مؤامرات مهينة، كما تحاول ابعاد الشبهات عن الارهابيين انفسهم، لكن مع عام 2004، توطدت نظرية المؤامرة فى الشارع الامريكى، خاصة مع احتلال العراق وتدميها للفوز بالنفط، والخلاص من صدام حسين، وانتخاب جورج بوش لولاية جديدة، ليس هذا فقط، بل توهجت نظرية المؤامرة مع ذكرى الحادى عشر من سبتمبر من عام 2006، ويبقى السؤال: هل امريكا نفسها متورطه فى قتل شعبها؟!، او كانت على الاقل تدرك هذه المخاطر ولم تفعل شيئاً؟!، هل كانت مصادفة ان تدور كل هذه الاحداث والواقع من شراء البرحين واختفاء اليهود، وانسحاب المقاتلات لتنفيذ عمليات وهمية، وسحب معها كلاب المتفجرات؟. هل امريكا برئية من كل هذا؟!، وما حدث كله كان صدف فى صدف؟!، بالتأكيد الاجابة صعبة؟!، وبالتأكيد هناك من يعلم ويستطيع الرد على كل هذه الاسئلة؟!.