وللشيطان أهداف قريبة وأهداف بعيدة: الأهداف القريبة: 1- إيقاع العباد في الشرك والكفر: وذلك أن يدعو الشيطان بعبادة غير عبادة الله وأن يوقعه في الشرك والكفر، قال تعالي: {كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إني برئ منك إني أخاف الله رب العالمين} (الحشر: 61)، وعن عياض بن حمار أن النبي [ خطب ذات يوم فقال في خطبته: »يا أيها الناس إلا إن ربي أمرني أن أعلمكم ما جهلتم مما علمني يومي هذا: كل مال نحلته عبدًا حلال وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم وانهم اتمّهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم وحرمت عليهم ما أحللت لهم وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانًا«. فاذا لم يستطع الشيطان إيقاع ابن آدم في الشرك والكفر فإنه لا ييأس أبدًا ويرضي بما دون ذلك من إيقاعهم في الذنوب والمعاصي وغرس العداوة والبغضاء في صفوفهم، ففي سنن الترمذي »ألا وإن الشيطان قد أيس أن يعبد في بلادكم هذه أبدًا، ولكن ستكون له طاعة في ما تحتقرون من أعمالكم، فسيرضي به...«. فعن جابر بن عبدالله قال: قال رسول الله [: »إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم«. أي بإيقاع العداوة والبغضاء بينهم وإغراء بعضهم ببعض كما قال تعالي: {إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون} (المائدة: 19) وهو يأمر بكل شر، قال تعالي: {إنما يأمركم بالسوء والفحشاء وأن تقولوا علي الله ما لا تعلمون} (البقرة: 961). والخلاصة: أن كل عبادة محبوبة إلي الله بغيضة إلي الشيطان وكل معصية مكروهة للرحمن محبوبة للشيطان. 2- إيقاعهم في البدع: وهي أحب إلي الشيطان من الفسوق والمعاصي لأن ضررها في الدين شديد، قال سفيان الثوري: البدعة أحب إلي إبليس من المعصية لأن المعصية يتاب منها والبدعة لا يتاب منها... 3- صده العباد عن طاعة الله: وهو لا يكتفي بدعوة الناس إلي الكفر والذنوب والمعاصي بل يصدهم عن فعل الخيرات فلا يترك سبيلاً من سبل الخير يسلكه عبد من عباد الله إلا قعد فيه يصدهم ويميل بهم عنه. ومصداق ذلك ما حكاه الله عن الشيطان انه قال لرب العزة، قال تعالي: {قال فيما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم (61) ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين} (الاعراف: 61، 71)، وقوله {لأقعدن لهم صراطك} أي علي صراطك فهو منصوب بنزع الخافض أو هو منصوب بفعل مدمر أي لألزمن صراطك أو لأرصدنه أو لأعوجنه فالشيطان لا يدع سبيل من سبل الخير إلا قعد فيه يصد الناس عنه. فعن سبرة بن أبي فاكهة قال: »سمعت رسول الله [ يقول: إن الشيطان قعد لابن آدم بأطرقه فقعد له بطريق الإسلام فقال: تسلم وتذر دينك ودين آبائك وآباء آبائك فعصاه فأسلم ثم قعد له بطريق الهجرة فقال: تهاجر وتدع أرضك وسماءك وإنما مثل المهاجر كمثل الفرس في الطول فعصاه فهاجر ثم قعد له بطريق الجهاد فقال: تجاهد فهو جهد النفس و المال فتقاتل فتقل فتنكح المرأة ويقسم المال فعصاه فجاهد فمن فعل ذلك كان حقًا علي الله أن يُدخله الجنة ومن قتل كان حقًا علي الله أن يدخله الجنة ان غرق كان حقًا علي الله أن يدخله الجنة أو وقصته دابته كان حقًا علي الله أن يدخله الجنة«. 4- إفساد الطاعات: إذا لم يستطع الشيطان ان يصدهم عن الطاعات فانه يجتهد في افساد العبادة والطاعة كي يحرمهم الأجر والثواب ومن ذلك ان الصحابي عثمان بن أبي العاص أتي رسول الله [ فقال: إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي يلبسها عليَّ، فقال رسول الله [ : ذلك شيطان يقال له خَنْزَبُ فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه واتفل علي يسارك ثلاثًا، قال: ففعلت ذلك، فأذهبه الله عني«. للتواصل مع الدكتور الشيخ/ اسامة بن أحمد ت: 0103463336 - 0110003119