سقط ثوار التحرير في الفخ الذي خطط له قادة الثورة المضادة. ترك الثوار ميدان التحرير وتوجهوا بحسن نية إلي مبني وزارة الدفاع لعرض مطالب الثورة علي قادة المجلس الاعلي للقوات المسلحة. وفي الطريق.. كان عدد من فلول الحزب الوطني وضباط الشرطة يجمعون البلطجية ويمدوهم بالمال لشراء الجنازير والاسلحة البيضاء وزجاجات المولوتوف.. وانتظروا وصول ثوار التحرير إلي العباسية. ولم يكتف قادة الثورة المضادة بذلك وانما راحوا يحشدون أهالي العباسية لمواجهة ثوار التحرير بعدما اقنعوهم ان ثوار التحرير دعاة هدم وخراب ويرفضون الاستقرار وقيادة الجيش للبلاد في هذه المرحلة الحرجة. ثوار التحرير.. ابتلعوا الطُعم. وربما كان بينهم من اندس وراح يشعل غضبهم تجاه المجلس العسكري حتي ينطلق الجميع في مسيرة إلي مبني وزارة الدفاع. وللحق فان الثوار اخطأوا بتركهم ميدان التحرير خاصة وان هناك علامات سابقة كانت تشير إلي حشد أغلب المواطنين ضدهم. من هذه العلامات.. الاعتصامات التي شهدها ميدان روكسي والتي ضمت عدداً من ابناء مبارك اصحاب حملة احنا آسفين ياريس وقد انخرطوا مع بعض المواطنين تحت شعار نعم للاستقرار. علامة أخري خطيرة.. كانت في تصريحات المتحدث باسم الجماعات الاسلامية يوم الجمعة الماضية والذي طالب فيها بمليونية ضد ثوار التحرير بحثاً عن الأمن والامان!.. وقال ان الجمعة القادمة ستكون لله وسيتم حشد الملايين لطرد ثوار التحرير. علامة ثالثة شديدة الخطر.. كانت في الوقيعة التي حدثت بين المجلس الاعلي العسكري وحركة 6 ابريل واتهام الحركة بانها تتلقي تمويلا خارجيا ومعها حركة كفاية. علامة رابعة.. كانت الخطر الاكبر علي ثوار التحرير وهي حشد المواطنين عبر أجهزة الاعلام وتصويرهم بانهم السبب في وقف الحال وعدم دوران عجلة الانتاج وكأننا كنا ننتج 003 طائرة يوميا و 7 الاف مركبة فضائية شهرياً وشباب مصر قبل الثورة كان يعمل ويتقاضي ملايين الجنيهات ثم جاءت الثورة واوقفت حال البلاد والعباد. رغم كل هذه العلامات والمؤشرات لم يلتفت ثوار التحرير للمصيدة التي دبرت لهم. انطلقوا إلي العباسية ليجدوا البلطجية ومعهم عدد من الاهالي الذين سقطوا هم الاخرون في الفخ ودارت المعركة التي اصيب خلالها 803 مصابين وكانت اشبه بمعركة الجمل الشهيرة.. وكالعادة تواطأ الأمن المركزي وبدأ في الانتقام من علقة 82 يناير الماضي. الآن.. وبعد ما حدث في العباسية. ألا يدعونا الأمر إلي التدبر قليلاً في مستقبل الثورة ومستقبل بلادنا. ماذا استفاد الثوار من الفرقة والوقيعة مع الجيش؟ ان المستفيد الاكبر والاوحد هم قادة الثورة المضادة الذين يسعون لاعادة عجلة الماضي إلي الوراء. المستفيد هو نظام مبارك الفاسد وحاشيته وعدد من رجال حبيب العادلي الذين لم يفلح التطهير الذي اجراه الوزير منصور عيسوي في القضاء عليهم. نعم.. ثورتنا في خطر. والوقيعة التي يسعي إليها فلول النظام الفاسد ستأكل الاخضر واليابس. ولو نجحت الثورة المضادة لن تقوم لمصر قائمة. ووقتها لن ينفع الندم.