أسدلت محكمة جنايات اكتوبر المنعدة بعابدين برئاسة المستشار مجدي حسين عبد الخالق وامانة سر عادل عبد الحميد الستارعلي أبشع جريمة قتل شهدتها المدينة الهادئة بإحالة اوراق زوجين الي فضيلة المفتي بعد ان قتلا عمدا سائق نقل للاستيلاء علي سيارته . واذا كان الحكم قد وضع النهاية لهذه الجريمة البشعة .. فكيف كانت البداية..؟ الاجابة تحملها السطور القادمة بدأ سامح حسين عمله على عربة فول فى منطقة الوراق وزاد رزقه باجتهاده فى العمل فتحول المشروع الى عربة كبدة , ثم انتقلت حياته ومعيشته الى مدينة اكتوبر وهناك افتتح مطعم صغير .. ولكن بعد ثورة 25 يناير انقلب الحال, وكان مصيره مثل كثير من العمال الذين شردوا والمصانع التى اغلقت والمحلات التى نهبت وافلست , فلم يجد بعد ذلك اى مصدر للدخل وتحول الى عاطل . لم يجد مايسدد به ايجار الشقة أو ينفق على اولاده ولم يجد ما ينتشله من ازمته وديونه سوي انضمامه الى عصابة للبلطجة وسرقة السيارات وتفكيكها ثم اعادة بيعها قطع خردة, واستمر فى السرقة حتى قرر الانفصال عنهم والعمل لحسابه الخاص بعد ان اصبح يمتلك خبرة كبيرة في سرقة السيارات وتقطيعها وبالفعل اتفق مع زوجته هناء حسين 21 سنة, ربة منزل علي ان تتوجه الى موقف السادس لاستئجار عربة نصف نقل والاتفاق مع السائق ان يأتى للمنزل لنقل بوتاجاز وبيعه بالسوق حتى يتمكنوا من سرقة السيارة واعادة بيعها , وبالفعل نجحت الزوجة الملعونة فى استدراج السائق وبمجرد وصوله صعد الى الشقة محل سكنهما وكان المتهم يختبىء خلف الباب وعندما دخل انقض عليه بقطعة حديد فقام المجنى عليه بالدفاع عن نفسه مستخدما سلاح ابيض "سكين" كان بحوزته واصاب المتهم بجرح قطعى بيده اليمنى وهرب منه داخلا الى الحمام .. لم يرحم المتهم توسلاته وهرع خلفه وقام بقتله بواسطة سكين وحاول وضعه فى جوال حتى يتمكن من اخراجه من المنزل لكنه فوجئ بالمجنى عليه مازال علي قيد الحياة فضربه المتهم بماسورة حديدية علي رأسه وغرس المقص داخل عنقه حتى لفظ انفاسة الاخيرة,وتأكدا من وفاته . وبعد اسبوع من الوفاة قام عادل عبد الرؤوف 43 سنة فنى كهربائى بتقديم بلاغ الى قسم ثانى 6 اكتوبر يفيد انبعاث رائحة كريهة من الشقة الكائنة بالسكرية بجوار حى المستقبل باكتوبر وليست لديه نسخة من المفاتيح وغير قادر على اقتحام المكان احتراما لحرمة المنزل وعلى الفور اصطحب قوة من القسم وتوجه الى شقته المؤجرة للمتهمين وفتحوها عنوة, وبتفتيشهم عن الرائحة وجدوا جثة لشاب فى العقد الثالث من العمر مسجاه على ظهرها واسفلها دماء متجلطة والجثة ملفوفة داخل جوال من البلاستيك ومربوطة بقطعتين من القماش وبها تهشم بالجمجمة وكدمات متفرقة وجروح ووجود اثار للدماء على الحوائط, وعثروا بجوار الجثة على سكين ومقص , ومن خلال اجراء المعاينة ومناظرة الجثة امام صاحب الشقة اكد انه ليس المستأجر وانه لا يعلم شخصيته ولم يشاهده من قبل وباجراء تحريات المباحث تم التوصل الى ان الجثة لشاب يدعى سيد هندى عبد الفضيل, 35 سنة, سائق,وتبين وجود بلاغ من اقاربه يفيد تغيبه عن المنزل وباستدعاء شقيقه "محمد" تعرف عليه , وتمكنت الاجهزة الامنية من القاء القبض على المتهمين , وعرضهم على النيابة. واعترف المتهم امام النيابة بارتكابه الواقعه قائلا" المجني عليه قال لى سيبنى وانا اديك اللى انت عاوزه .. خد العربية والمفاتيح فيها" , واكدت زوجته اقواله قائلة "انا وافقت اساعده على سرقة العربية بس علشان يجيب لى غرفة نوم .. ماكنتش اعرف انه هيقتله". وذكرت الزوجه وشريكه المتهم فى ارتكاب الواقعة انهم بعد وفاته توجهوا الى السوق لشراء بنطلون لزوجها لأنه كان ملطخ بالدماء ثم اقاموا مع شقيقه بامبابه حتى تم القبض عليه , وصرخت قائلة "انا بقالى خمس سنين متزوجه منه وعندنا بنت وولد مالهومش غيرنا و هايتشردوا فى الشارع".