مأساه بكل ما تحمله الكلمة من معني ، الجانى فيها الاهمال و اللامبالاه و الفقر ، و المجنى عليه طفلة، عمرها لم يتجاوز ال12 عاما، عانت و عانى معها والدها لمدة 8 سنوات من الالم و العذاب ، الاب لم يترك بابا الا و طرقه، لكن لا احد يستجيب له ، تغيرت حكومات و انظمة ، دون ان يتغير حالها .. و من حكومة الى حكومة ماتت الطفلة، لفظت انفاسها الاخيره دون ان يلتفت اليها احد ، الاب الآن يسعى للحصول على حق ابنته الضحية، ولكنه مازال يواجه صعوبات لجلب الحق .. حتى لا يتكرر مع ضحيه جديدة ، دموع الاب و حرب ابنته الضحيه ضد المرض و الاهمال يرويها والد الطفلة فى السطور التالية.. " بنتى ضحية الحكومة " كانت اولى كلمات، والد الطفله شيماء " الضحية ، خالد محمد البالغ من العمر 45 عاماً مزارع ، عندما التقته " أخبار الحوادث " ، و أضاف ابنتى كانت مصدر فرحتى فهى كالزهرة كانت تسعد من ينظر اليها ، ينهار الاب فى البكاء و ظل يردد كلمات " شيماء كانت نفسها تبقى دكتوره " .. رحلة ألم ------------------- هدأ الاب قليلا واستكمل الحديث ابنتى توفت و لم تتجاوز الثانية عشر عاما ، فكانت تعانى من تليف كبدى و تضخم بالطحال ونتج عن تلك الامراض التى اهملها الاطباء اصابتها بمرض بالذئبه الحمراء مع إلتهاب كبدى مناعى مزمن .. فالطفله كانت تعانى من امراض لا يستطيع الشاب ان يتحملها .. ظل الاب فى رحلته مع مرض ابنته و هو يحاول ان ينقذها من الموت .. ولكن كانت ارادة الله سبحانه اقوى من الجميع ، و اقوى من محاولة الاب فى انقاذ ابنته من الموت و تحقيق احلامها .. فشيماء رحلة عن الدنيا .. و رحلت معها ابتسامة والدها .. ظل الاب صامتاً يتذكر لحظات اللهو و الضحك مع طفلته الصغيره .. فالدموع تملأ عينيه ، و لكنه يحاول السيطره على نفسه، و عاد يروى مأساته، حيث قال ابنتى اصيبة بتليف كبدى و تضخم بالطحال منذ 8 سنوات تقريبا .. و انا على باب الله لا املك سوى قوت يومى .. فلم استطع علاجها على نفقتى الخاصة . توابع الأسس ! ----------------- يواصل الأب المكلوم ، لذلك قررت علاجها من خلال التأمين المدرسى للطلاب ، بالفعل ذهبا اكثر من مره الى التأمين الصحى لعلاج الطفله ، فالاطباء من وجهة نظر الاب " لاقلب لهم " تنقلنا بين مجموعة مستشفيات فالبدايه كانت مستشفى الحميات فى الاسكندريه و استمر التنقل ببنتى بين مستشفيات الطلابه ، معهد الكبد القومى بشبين الكوم ، كلية الطب التعليمى بشبين الكوم ، فالجميع كان يؤكد انه لابد ان تعالج خارج البلاد .. ولكن المسئولين رفضوا وكان السبب كما قالوا هو " توابع الاسس " لم افهم ما هى توابع الاسس؟ ، ولم افهم لماذا ابنتى لم تسافر للعلاج ، ولكننى افهم جيدا انى فقير لا اقدر على علاجها ، كما افهم ان الحكومه لم تهتم بالمواطن الفقير فالرحله كانت فى عصر الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك ، وجميع المسؤلين فى ذلك الوقت رفضوا سفر طفلتى للعلاج .. استمر الحال كثيراً و حالة ابنتى فى تدهور مستمر دون النظر الينا .. فقررت من وقتها ان الجاء فى القاهره حتى اعالج ابنتى ، و احاول ان انجح فى سفرها للخارج لتلقى العلاج .. فالمبيت كان في الشارع على الارصفة ، بجوار الكلاب الضالة ! لا احد يسأل و لا احد يهتم بحالنا ، لا احد من المسئولين يجيب على مطلبى البسيط ،فانا لم اطلب قطعة ارض او مال ، انا طلبت علاج ابنتى ! . عودة الأمل ---------------------------- استمر الحال لفتره كبيره لم اجد مأوى .. حتى شعرت اننى لم انتمى لبلدى .. فأبنتى حالتها تتدهور ، و لم استطيع فعل شئ لها .. انهار الاب لم يستطيع التماسك بعد الكلمات التى قالها .. فالحرقه و الغضب ظهر على وجهه ، يقول " ابنتى كانت عايزه تعيش فى بلد مش عرفانه " .. احمد الله كثيراً على ما حدث ، فالله احن عليها منى و من المسئولين الذين اعتبرهم " من اسباب عذابها مع المرض " .. بعد تدهور حالة ابتنى ساقنى القدر و تقابلة مع الدكتور عبدالسلام محمد استاذ الكبد و الجراحه ، تفهم جيدا حالتى و حالة ابنتى المريضه ، وضع برنامج لعلاجها ، الامل عاد من جديد و لكن العلاج كان بفرنسا ، حيث قال لى هناك حالات تماثل حالة ابنتك و تم علاجها .. على وجه السرعه قمت بتجديد الطلبات العلاجيه التى كانت داخل المكاتب ، كما قمت بأجراء جميع الفحوصات الطبيه و الروشتات و التقارير ، و تقدمت بها الى وزير الصحه وقتها كان الدكتور فؤاد النواوى للموافقه على سفر ابنتى لخارج البلاد للعلاج ، ولكن حدثت الصدمه فالطلب مرفوض لا اعلم لماذا ، ولا اعلم هل تم عرضه فعلا ام لا ، ولكن الذين اعلمه ان شيماء اصبحت مهدده بالموت ، لا استطيع وصف حالتى يومهما .. فالحزن و البكاء صابنى ، و التى هدأتنى ابنتى المريضه ، قالت لى " ربنا هيعدلها " .. وقتها شعرت اننى عاجز عن انقاذ فلذة كبدى . نفسي أعيش ! ---------------- بعدها بأيام ، توفيت ابنتى ، و كان آخر كلامها لى " انا نفسى اعيش " ، لكن الروتين و اللامبالاة و الاهمال تكاتفوا و اضاعوا حلم ابنتى "الدكتوره شيماء" .. فالطفلة البريئة كانت تحلم ان تصبح يوما طبيبة ، و رغم ما شاهدته من اهمال ، لم يجعلها تكره الاطباء ، فالطفله كانت تحلم ان تصبح طبيبه لتعالج المرضى ، تابع الاب حديثه قائلا " انا بقيت وحيد فى الدنيا " ، ابنتى قبل موتها اوصتنى ان اجلب حقها .. وبالفعل طلبت بتشريح جثة ابنتى لبيان سبب الوفاه .. وقام الدكتور ماجد همام بالطب الشرعى بمشرحة زنهم بتشريح جثة ابنتى و بعد ما سردت له القصه و انى اريد جلب حقها ولا اعرف ماذا افعل؟ ، قال لى بالنص " اعمل مذكره للنائب العام و المحامى العام بأنضمام اى ورقه من بداية مرض ابنتك حتى تجلب حقها " .. بالفعل تقدمت ببلاغات ضد الاطباء و المسئولين ، كما قمت بمناشدة المستشار عبدالمجيد محمود النائب العام سابقا ، و سأستمر فى مناشدة اى مستشار يأتى للمنصب ، كما ناشدت الرئيس السابق الدكتور محمد مرسى .. ولكن لم يحدث شئ .. فى النهايه طلب والد الضحيه محاكمة جميع المسئولين المهملين ، و كل من تسبب في وفاة طفلته ، بتهمة ازهاق روح طفلة بريئة .