عبرت أوساط رسمية في إسرائيل عن غضبها من الخطوة الفلسطينية بالتوجه إلي المؤسسات الدولية، مهددة الجانب الفلسطيني بأنه «سيدفع الثمن» جراء هذه الخطوة. وحذر وزير إسرائيلي متطرف من أن مسعي الفلسطينيين الجديد للانضمام إلي منظمات الأممالمتحدة والمعاهدات الدولية قد يدفع دولته إلي ضم أراض في الضفة الغربية المحتلة. وقال وزير السياحة عوزي لانداو للإذاعة العامة الإسرائيلية إنه إذا كان الفلسطينيون يهددون بالذهاب إلي منظمات الأممالمتحدة فعليهم أن يعرفوا أمرا بسيطا، وهو انهم »سيدفعون ثمنا باهظا». وأكد لانداو العضو في حزب إسرائيل بيتنا اليميني المتشدد أن أحد الإجراءات التي يمكن اتخاذها هو قيام إسرائيل بفرض سيادتها علي المناطق التي ستكون بوضوح جزءا من دولة إسرائيل في أي حل مستقبلي. وكان لانداو يشير إلي مستوطنات في الضفة الغربية ترغب إسرائيل في الاحتفاظ بها في أي اتفاق سلام مستقبلي. كما هدد الوزير الإسرائيلي بأن حكومته يمكن أن تضر بالفلسطينيين اقتصاديا من خلال منع المساعدات المالية الخاصة بهم. جاء ذلك بعد أن وقع الرئيس الفلسطيني محمود عباس طلبات الانضمام إلي 15 منظمة ومعاهدة دولية في الأممالمتحدة قبيل انتهاء الأشهر التسعة التي تم الاتفاق عليها بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في يوليو الماضي لإجراء مفاوضات السلام التي وصلت إلي طريق مسدود. علي الصعيد نفسه، قال مسئولون إن اقتراحا أمريكيا لبحث الإفراج عن جاسوس لإسرائيل فاجأ العديد من مسئولي المخابرات الأمريكية وسيواجه معارضة شديدة إذا قررت إدارة الرئيس باراك أوباما تنفيذه في محاولة لإنقاذ محادثات السلام في الشرق الأوسط. وأثارت المفاوضات بشأن مصير جوناثان بولارد محلل المخابرات السابق بالبحرية الأمريكية الذي يقضي عقوبة السجن المؤبد بعد إدانته بالتجسس قلقا شديدا في صفوف أجهزة المخابرات الأمريكية التي تعاني بالفعل من تسريبات إدوارد سنودن المتعاقد السابق بوكالة الأمن القومي. وعارض مشرعون كبار ومن بينهم السناتور دايان فاينستاين رئيسة لجنة المخابرات في مجلس الشيوخ الفكرة التي بدأت تتبلور هذا الاسبوع في محادثات بين وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وأعلن البيت الأبيض أن أوباما »لم يحسم أمره بعد» بالنسبة إلي احتمال إطلاق سراح بولارد التي تطالب إسرائيل منذ سنوات بإطلاق سراحه مقابل الموافقة علي إطلاق سراح الدفعة الرابعة من الأسري الفلسطينيين، وتمديد مفاوضات السلام مع الفلسطينيين إلي ما بعد التاسع والعشرين من أبريل.