أعلن الجيش الروسي انه رفع علم روسيا فوق كل مقار الوحدات العسكرية في شبه جزيرة القرم والبالغ عددها 193 صباح امس. ونقلت وكالة ريا نوفوستي عن رئيس هيئة أركان القوات الروسية "فاليري جيراسيموف" انه تم تنظيم احتفالات في الثكنات وعزف النشيد الوطني الروسي. وكانت القوات الروسية قد سيطرت مساء امس الأول علي اخر سفينة ترفع العلم الأوكراني في القرم لتستكمل سيطرتها العسكرية علي شبه الجزيرة خلال ثلاثة اسابيع، كما نجحت بالتعاون مع ميليشيات موالية لموسكو في محاصرة الجنود الأوكرانيين في ثكناتهم والإستيلاء علي وحدات وسفن بدون قتال وذلك بعد انضمام شبه الجزيرة لروسيا. من ناحية أخري قال الجنرال جيراسيموف ان اتفاقا روسياأوكرانيا جري بشأن عملية نقل الجنود الأوكرانيين الموجودين حاليا في القرم. وأوضح ان الجنود الذين فضلوا مواصلة خدمة اوكرانيا سيتم ترحيلهم بعد أن يسلموا اسلحتهم للقوات الروسية، مشيرا الي قيام نحو 1500 جندي اوكراني بتسجيل اسمائهم للإنتقال الي كييف. وكان وزير الدفاع الاوكراني "ايجور تينيوخ" قد استقال امس الأول وسط حالة من السخط وأعلن أمام البرلمان انه من اصل 18800 جنديا أوكرانيا متواجدا في القرم، فضّل 4300 فقط العودة إلي اوكرانيا لمواصلة خدمتهم. وكانت شبكة "سي ان ان" الإخبارية الأمريكية قد نقلت عن مصدر عسكري أمريكي رفض الكشف عن هويته ان الجيش الروسي أرسل مؤخرا عشرة آلاف جندي إلي الحدود مع أوكرانيا مما يرفع من تقديرات واشنطن بشأن عدد القوات الروسية الموجود في تلك المنطقة إلي 30 ألفا. وأضاف المصدر "أن روسيا لديها قوات كافية ونعتقد أنها قد تتحرك ضد أوكرانيا في أي وقت"، مشيرا الي أن الولاياتالمتحدة "لا تعلم حتي الآن نية روسيا". من جانب اخر تصوت الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم علي مشروع قرار وزعته أوكرانيا ينص علي بطلان الإستفتاء الذي أجري في القرم قبل نحو عشرة أيام لضم المنطقة لروسيا، ويعتبر أن الإستفتاء "ليس له شرعية ولا يمكن أن يشكل أساسا لأي تغيير لوضع شبه الجزيرة الأوكرانية. وقبل ساعات من التصويت، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي "جينادي جاتيلوف" ان تبني القرار "لن يكون له اي تBثير" علي الموقف الروسي، معتبرا ان "صيغة هذه الوثيقة معادية لروسيا بشكل واضح.. وان التصويت عليها سيزيد تعقيد الموقف". من جهته أعاد وزير الخارجية البريطاني "ويليام هيج" التأكيد علي دعم بلاده لأوكرانيا في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الانتقالي في كييف "أرسيني ياتسينيوك"، قال خلاله ان لندن "سوف تبعث برسالة واضحة وقوية لروسيا مفادها أن الدول الأوروبية سترد بجولة أخري من الإجراءات واسعة النطاق إذا كان هناك أي مزيد من زعزعة الاستقرار في أوكرانيا من قبل روسيا". يأتي هذا في حين نقلت وكالة رويترز عن محللين ان روسيا والغرب سعيا الي وضع حد فاصل في الأزمة الأوكرانية بعد ان اتفق الرئيس الأمريكي باراك أوباما وحلفاؤه علي تأجيل عقوبات اقتصادية "أشد" الا اذا أقدمت موسكو علي خطوات "أبعد من السيطرة" علي القرم.
