وصف خبراء مياه تصريحات مسئولين إثيوبيين باستعداد الجيش الاثيوبي للدفاع عن سد النهضة بانها محاولة فاشلة لاستدراج مصر إلي تصريحات معادية لحكومة اديس ابابا. وأكد الخبراء أن مصر لن تنساق لمثل تلك التصريحات ولن تلتفت إليها، وأنها عازمة علي استكمال التحركات العالمية والدول المانحة والممولة لسد النهضة وكذلك المنظمات الدولية وإجراءات التقاضي دوليا أمام محكمة العدل الدولية لوقف بناء السد، الذي يمثل خطورة كبيرة علي أمن مصر وحصتها من المياه البالغة 55 مليار متر مكعب. وأكدت مصادر مسئولة ووثيقة الصلة بملف مفاوضات سد النهضة الاثيوبي ان الحكومة المصرية مازالت متمسكة بخيار التعاون والتفاوض والحلول الدبلوماسية مع الحكومة الاثيويبة لإنهاء وحل النقاط الخلافية العالقة بشأن سد النهضة والتأكيد علي ان الحوار والتوافق هو الطريق الوحيد من اجل تحقيق المنفعة ومصالح الشعبين المصري والاثيوبي. ومن جانب اخر اكدت مصادر مطلعة بمفاوضات سد النهضة الاثيوبي ان هناك مساعي دولية لحث الحكومة الاثيوبية لانهاء الازمة الحالية الناتجة من توقف مفاوضات سد النهضة والعودة الي طاولة المفاوضات والبدء في حوار توافقي جاد بعيد عن التصعيد وحرب التصريحات الاعلامية الصادرة عن اديس ابابا وبعض خبراء المياه والسدود بالقاهرة وعدم الاستمرار في اسلوب المراوغة الفنية والسياسية في تعاطيها مع محاولات المصرية لحل الازمة. فيما اكدت المصادر ان هناك دول كبري ابدت استعدادها لتقديم الدعم الدبلوماسي لدول حوض النيل الشرقي مصر والسودان لتحقيق التوافق بين هذه الدول الثلاث لضمان الوصول الي حل عادل ومنصف في القضايا الخلافية دون اضرار باي دولة من الدول المتشاطئة علي النيل الازرق. وردا علي التصعيد الاثيوبي قال الدكتور محمد نصر علام، وزير الموارد المائية والري الأسبق، إن علي مصر ألا تنجرف لمثل هذه الخدع، وأن تلتزم أقصي درجات الانضباط مع استمرار التجهيز لمقاضاة إثيوبيا دوليا أمام محكمة العدل الدولية وأن هذا ما تريده إثيوبيا لتظهرنا في صورة "المعتدي الغاشم"، علي الرغم من أنها هي من بدأت بالعدوان بإنشاء سد النهضة . وأشار علام إلي إن التصريحات الاثيوبية تعد دليلا قويا علي أن تحركات الجانب المصري المعلنة وغير المعلنة كانت ولا زالت تسير في الطريق الصحيح والسليم لحل أزمة السد. ويجب علي مصر عدم الانصياع لمثل هذه التصريحات لان هذه هي الطريقة الاثيوبية اذا دافعت مصر عن امنها القومي المائي تتهم مصر بالاستعلاء والتكبر وان مصر وراء الفقر في افريقيا.