المعلومات التي تسربت من اجتماع مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر مع قيادات أجهزة المخابرات الإسرائيلية (الموساد) بالغة الخطورة لأنها تكشف بوضوح تام أبعاد الخطة المعادية لمصر والتي تنفذها الجماعة الإرهابية. عقد هذا الاجتماع في مقر »الموساد» بشمال مدينة تل أبيب، ونشرت المعلومات صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية. اتفق المجتمعون علي ان انهيار الجيش العراقي، عقب الغزو الأمريكي للعراق، وضعف قوته وتنظيمه وتفكك كتائبه وانعدام قدراته القتالية.. يجعله بعيدا عن أية حسابات إسرائيلية، بمعني ان ما لحق بهذا الجيش يصب لصالح وضع إسرائيل الجيو استراتيجي ولصالح جيشها. واتفق الوزراء الإسرائيليون ورجال «الموساد» علي أن قدرة الجيش السوري الكيميائية والبالستية قد تصدعت وان قوته العسكرية قد ضعفت بشكل درامي إلي حد أن بعض القادة العسكريين في إسرائيل يزعمون أنهم يستطيعون الوصول بقواتهم إلي دمشق خلال ساعات بعد أن كانوا بحاجة إلي أكثر من اسبوع لتحقيق ذلك قبل عامين من الآن. وتوصل المجتمعون إلي ان الجيش السوري فقد نصف جنوده خلال الحرب الجارية علي أرض سوريا، إما نتيجة للقتال أو تمرد بعض الوحدات العسكرية في الجيش النظامي علي القيادة وانضمامها إلي القوات المقاتلة ضد النظام الحاكم. ولما كانت الأنظمة الدفاعية ونظم القيادة والسيطرة في الجيش السوري قد أصيبت بأضرار كبيرة.. فإن الوزراء الإسرائيليين وقيادات «الموساد» اتفقوا علي ان الجبهة السورية لم تعد تمثل أي خطر علي إسرائيل. بل ان حزب الله اللبناني الذي لعب دورا مهما في طرد قوات الاحتلال الإسرائيلي من منطقة الجنوب اللبناني قبل عدة سنوات مستغرق الآن في مقاتلة «المجاهدين» الذين يحاربون نظام الحكم في دمشق، كما تم استدراجه إلي صراع طائفي داخل لبنان، مما يجعله ضحية لعمليات استنزاف تقلل من قدرته علي أية مواجهة مع إسرائيل في الوقت الراهن علي الأقل. والأوضاع السائدة الآن في سوريا تشكل ظروفا مواتية لمصلحة إسرائيل لم تكن تحلم بها في يوم من الأيام. ذلك ان من يطلقون علي أنفسهم اسم «المجاهدين» في سوريا.. تحولوا مؤخرا إلي «أمراء حرب» يعيشون علي التهرب والسرقة والخطف، علي حد تعبير صحيفة «ديلي تلجراف» البريطانية ولم يعد ما يسمي بالجيش «السوري الحر» معنيا بإسقاط نظام بشار الأسد، بل أصبح يتألف من جماعات من المجرمين يركضون خلف أرباح مصدرها الفساد. وقد صرح قائد إحدي المجموعات في هذا «الجيش السوري الحر» مؤخرا بقوله ان الكثير من قادة الفصائل، التي يقودها جميعا الآن تنظيم «القاعدة» لا يرغبون في إنهاء القتال وحسم الموقف، لأنهم يربحون من استمرار الأوضاع الراهنة وينفقون الملايين ويعيشون في القصور ويركبون أحدث السيارات، والأموال القطرية في الخدمة! المهم بعد ذلك كله ان اجتماع مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر وقادة «الموساد» اعتبر ان الهاجس الأعظم للعسكرية الإسرائيلية وللأمن الإسرائيلي ولدولة إسرائيل هو.. الجيش المصري، وان أي مواجهة مع الجيش المصري ستكون بمثابة مغامرة غير مضمونة العواقب. هنا يجيء دور الخونة للوطن. وكل من يقرأ بين سطور المعلومات التي تسربت من الاجتماع المذكور يستنتج بسهولة ان الآمال الباقية الواهنة التي يتعلق الإسرائيليون بأذيالها هي أن تتمكن عناصر الجماعة الإرهابية من شغل الجيش المصري بالأحداث الداخلية واستنزافه في حرب شوارع ونشر الفوضي بمساعدة تمويلات ضخمة.. لعل ذلك يحد من استمرار تعاظم قوته ويعرقل رفع مهاراته القتالية ويساعد علي إنهاكه. وكلها تقديرات بعيدة عن الواقع، ولكنه عشم إبليس في الجنة(!) فهم لا يعرفون شيئا عن مصر وشعبها وجيشها.