عبر عدد كبير من الرياضيين عن غضبهم وإستيائهم الشديد مما حدث أمس الاول بمدرجات ملعب الجونة قبيل إنطلاق مباراة الاهلي مع ليوبارد الكونغولي في إطار منافسات بطولة دوري أبطال أفريقيا ، مستغربين من وقوع إشتباكات بين جمهور واحد وقف جنباً إلي جنب إبان الدفاع عن حقوق ضحايا مذبحة بورسعيد .. إلا أن الرياضيين أكدوا أن ما حدث أمس مؤشرأ إيجابياً في الوقت نفسه خاصةً لأنه ينم علي أن هذه الروابط باتت تطهر قوامها الأساسي من الدخلاء والعملاء الذين يتخذون من المدرجات منبراً للسياسة وليس للتشجيع الرياضي .. مؤكدين علي أنها ظاهرة صحية جدا آملين أن تمتد خلال الفترة المقبلة إلي جميع روابط الأندية الاخري لتصحيح مسارهم حتي يعود التشجيع المثالي للمدرجات من جديد ، وفي نفس الوقت حث الرياضيون قيادات الالتراس علي التعاون مع الجهات الامنية لمنع أي شخص تسول له نفسه دخول المدرجات للترويج لأية أفكار سياسية ، وأن تكون عقوبات رادعة وقياسية في حال تدهور الموقف ، مما يساهم بشكل كبير في عودة النشاط الرياضي خلال المرحلة المقبلة وقد تم تصحيح أخطاء الماضي وطاله التغيير الذي طال جميع مؤسسات الدولة وتطهيره من المندسين والمخربين . في البداية يري محمود بكر المعلق الرياضي المشهور أن هذه الحادثة التي شهدتها مدرجات ملعب الجونة تدل علي معدن الألتراس الأساسي القائم علي التشجيع الرياضي بعيداً عن اي ميول سياسية .. مضيفاً أن هذه الروابط أصبحت تسير علي الطريق الصحيح كباقي قطاعات الدولة عبر لفظهم لكل من يتاجر أو يساوم بالسياسة. من جانبه ألمح اللواء حرب الدهشوري رئيس إتحاد الكرة المصري الأسبق إلي ضرورة أن تكون هنالك عقوبات رادعة لكل من تسول له نفسه إستخدام مدرجات ملاعبنا الرياضية للمتاجرة ببعض القضايا أو الترويج للأفكار السياسية سواء كانوا مؤيدين أو معارضين للفكر العام بين طوائف الشعب ،وأن يكتفوا فقط بالتشجيع المثالي لفرقهم المفضلة. وأكد الدهشوري أنه إذا لم تعد روابط الألتراس في جميع الاندية المصرية للتشجيع المحترم فإنه لن يسمح لهم بإستخدام أسلوبهم الهمجي السابق المتمثل في حرق منشآت عامة كمقر إتحاد كرة أو منع إقامة مباريات أو نشر الفوضي بالمدرجات. ومن ناحيته قال علي أبو جريشة نجم النادي الإسماعيلي السابق أن ما حدث أمس الأول يعكس الحالة التي مازالت محتقنة في الشارع المصري بين بعض الشعب وبعض الفصائل الضالة ، مشيراً إلي أن هذه الحادثة تؤكد علي أن ما يحدث في الشارع أمتد تأثيره للمدرجات وأن عودة الأمور في مصر بالفترة الأخيرة الأخيرة بدأ ينعكس بشكل كبير علي مدرجات ملاعبنا الرياضية .. مؤكداً علي أن المدرجات هي مكان للبهجة والتشجيع المثالي للفرق الرياضية وليس مكاناً للتعبير عن أراء سياسية سواء كانت مؤيدة أو معارضة. وأوضح أبوجريشة أنه في حالة إستمرار بعض الفئات الضالة في إستخدام المدرجات كمنابر سياسية فإنه من الافضل منع الجماهير من حضور أي مباراة حتي تعود للمسار الصحيح. كما اشار أسامة خليل سفير النوايا الحسنة ونجم الدراويش السابق إلي أن الأمر أصبح خطيراً وأن ألا تكون للسياسة مجالاً داخل المدرجات ، مضيفاً إلي أنه يتفق تماماً مع قيادات الألتراس فيما تفعله الآن من تطهير قوامها الاساسي من المتاجرين بالسياسة ، ومن يحاولون إقحام هذه الأمور بالمدرجات ، خاصةً وان ملعب الكرة هو مكان لإصلاح ما تفسده السياسة ، مطالباً قيادات الألتراس أن تواصل مسيرتها نحو تطهير نفسها من كل شخص يحمل دعوات سياسية أو افكار حزبية داخل المدرجات ، مؤكداً أن ما حدث يشبه كثيراً ما قامت به جماهير الألتراس في صربيا منذ سنوات عندما أقحمت نفسها في الامرو السياسية ، وهو ما جعل الحكومة الصربية أنذاك تأخذ عقوبات قاسية ضدهم وضد كل من يزج بالسياسة في مدرجات الرياضة. واخيراً شدد طارق يحيي نجم نادي الزمالك السابق إلي أنه لو كان مسئولاً بالإتحاد الافريقي لكرة القدم " كاف " لكان إتخذ قراراً بتطبيق عقوبات قاسية علي ما حدث أمس الأول من إشتباكات كبيرة بين جماهير الالتراس داخل المدرجات ، لان ما حدث بالأمس أساء كثيراً لصورة مصر أمام العالم ، خاصةً وأننا في حاجه لتغيير صورتنا وتوصيل رسالة للعالم أن مصر إستعادت إستقرارها وامنها من جديد.