في جنح الظلام دخلت خمس سيارات سوداء الي سجن العقرب المشدد الحراسة دون إحم أو دستور.. الركب يضم الشيخ عبدالله بن زايد وزير خارجية الامارات وخالد العطية وزير خارجية قطر وويليام بيرنز نائب وزير خارجية امريكا.. وممثل الاتحاد الاوروبي ليون.. هذا الركب الزائر توجه الي سجن العقرب في جنح الليل لزيارة نائب المرشد العام للاخوان المسلمين المحبوس علي ذمة عدة قضايا خيرت الشاطر.. وسواء اتخذت وزارة الداخلية وقطاع السجون اجراءات امنية مشددة او لم تتخذ فإن الوصف الطبيعي لما حدث ليلة اول امس الاحد اختراق صريح وواضح لقوانين وسيادة مصر! وقد يري اخرون ان الزيارة مفيدة للوضع الحالي الذي تمر به مصر.. والازمة التي خلفتها ازاحة جماعة الاخوان من السلطة.. حيث انتشروا في رابعة العدوية واحتلوا الارصفة والشوارع والعمارات المطلة علي الميدان حتي اكبر طريق في القاهرة »طريق النصر» احتلوا نصفه.. واغلقوا ادارات مهمة مثل مقر قيادة الدفاع الشعبي ومقر الامانة العامة لوزارة الدفاع ومقر جمعية ومسجد رابعة العدوية ونادي الزهور والجهاز المركزي للتنظيم والادارة وشوارع النصر والطيران ويوسف عباس وصلاح سالم والميرغني وتأثرت مناطق مدينة نصر ومصر الجديدة بهذا الاعتصام الذي ترتكب فيه ابشع الجرائم ولا تستطيع الحكومة فعل شيء لفضه. وكما قلنا عن اعتصام رابعة نقول اكثر عن اعتصام النهضة حيث قضي الاخوان علي اكثر مناطق مصر روعة وجمالا وآثار حديقة الاورمان وحديقة الحيوان التي علقوا عليها صورة الرئيس المعزول.. واغلقوا جامعة القاهرة بسور حديدي ومسلح.. واغلقوا اهم المحاور المرورية في منطقة الجيزة.. وعن الحكومة التي لا حول لها ولا قوة حدث ولا حرج. ولماذا الزيارة لخيرت الشاطر وليست لمرسي.. لان خيرت هو العقل المدبر للاخوان المسلمين وكذا هو الذراع المنفذة للاخوان.. لانه الكل في الكل للجماعة حاليا.. وهو محبوس علي ذمة قضايا جنائية.. ومحبوس في سجن شديد الحراسة.. اما مرسي فهو الإمام في الصلاة فقط.. والحل والعقد عند الشاطر.. الرئيس الحقيقي والفعلي وصاحب الكلمة في الجماعة. وما حدث في الزيارة يمكن وصفه بأنه عملية سياسية تستهدف الحفاظ علي دماء المعتصمين واجراء مفاوضات مباشرة مع الشخص المؤثر حتي تكون الدولة قد قامت بما عليها.. ويبقي القرار للاخوان وقياداتهم قبل فض الاعتصام بالقوة.. لان الدولة بما تضمه من شعب ونظام حكم لن تستمر طويلا في صبرها علي هذا العبث الاخواني الذي يشل مفاصل الدولة ويعيق الحية فيها.. وهذا يحتاج الي تعقل من الجماعة وقياداتها سواء الحرة او المحبوسة! اما اذا تحدثنا عن اختراق السيادة من اللوائح فحدث ولا حرج.. لان لائحة السجون التي يصدرها رئيس قطاع مصلحة السجون يصدرها لتنظيم العمل بها.. وتنظيم المواعيد والتغذية ونوعيتها والحقوق والواجبات للمسجون.. وغيرها من الامور.. وتنص اللائحة علي ان تغلق السجون في مواعيد ثابتة ومحددة.. الساعة الرابعة شتاء والسادسة مساء صيفا.. ويجب الا تفتح السجون نهائيا الا في حالة الخطر الذي يهدد الحياة.. وما يحدث غير ذلك فلابد ان يكون بالتنسيق بين وزير الداخلية «بعد اخذ اوامر عليا» مع رئيس مصلحة السجون.. ويكون ذلك بسبب عملية سياسية معينة.. لانه قد يخرج مسجون في حراسة مشددة لمقابلة شخص آخر في اطار تفاوض معين في مكان أمين غير السجن ويجوز ان يكون ذلك ليلا.. وقد حدث كثيرا مثل ذلك من قبل ومنذ ايام الرئيس انور السادات رحمه الله. لهذا فإن الزيارة الاخيرة قد تكون بسبب عملية سياسية تفاوضية منعا لمذابح قد يروح ضحيتها اكثر من ألف بريء! دعاء: اللهم انك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا يا كريم.