لم تمر ساعات قليلة بعد انطلاق مدفع افطار ليلة أول أمس حيث ساد محيط قصر الاتحادية ونادي الحرس الجمهوري حالة من الهدوء والسكينة وخاصة مع بدء توافد المواطنين الي هناك تلبية لدعوة القوي المدنية للاحتشاد في جو سادت عليه البهجة والفرحة وغلفته الاعلام المصرية بألوانها الثلاثة - وفجاة انقلبت الاجواء رأسا علي عقب بعد تطاير انباء لقوات الجيش والشرطة المؤمنة للاتحادية والحرس الجمهوري عن بدء تحرك مسيرات لمؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي والذين كانوا يجوبون في الشوارع ك "خفافيش الظلام" للوصول للقصر والنادي لتقوم القوات بغلق شارع الميرغني من امام القصر الجمهوري بالاسلاك الشائكة والدعائم الحديدية كما اصطفت المدرعات والمجنزرات ومصفحات الشرطة بجوار بعضهم خلف تلك الاسلاك وتوقفت صفوف من افراد الجيش والامن المركزي مجهزين ببنادق الغاز المسيل للدموع تحسبا لوقوع مصادمات وخاصة مع تزامنها مع اشتباكات ميدان رمسيس وكوبري اكتوبر ذات الليلة.. وامام الحرس الجمهوري شددت قوات الجيش من اجراءات تامينها واغلاقها لشارعي الطيران ويوسف عباس القادمين من اتجاه ميدان رابعة العدوية مقر اعتصام انصار الاخوان المسلمين باستخدام المدرعات والمجنزرات والاسلاك الشائكة ايضا لعرقلة وصول اي مسيرة قادمة من هناك صوب النادي الا ان قوات الشرطة اكتفت بتامين مقر النادي بالمصفحات مع استمرار احاطته بالاسلاك هذا في الوقت ايضا الذي حلقت فيه طائرات الاستطلاع في سماء المنطقة لرصد اي تحركات غريبة وتصوير الاحداث. مرت الساعات هادئة وسط استعدادات لقوات الجيش والشرطة حتي وصلت مجموعة من مؤيدي محمد مرسي لشارع صلاح سالم وقامت بقطعه ومنع مرور السيارات خلاله ثم تجمهروا امام نادي الحرس الجمهوري مرددين الهتافات المعادية والمناهضة للجيش والفريق السيسي ووصلت اعدادهم للمئات مما ادي الي شل الحركة المرورية بالطريق. ومع دقات الساعة الثانية عشر من منتصف الليل بدات المسيرات تتوافد من ميدان رابعة العدوية الي قصر الاتحادية حتي وصلت 6 مسيرات تضم حوالي 6 الاف من انصار الاخوان المسلمين قادمين من شارع الميرغني حتي اوقفتهم الاسلاك الشائكة التي وضعتها قوات الجيش امام القصر الجمهوري رافضين استكمال السير او الاحتكاك بقوات الجيش والشرطة المتواجدة هناك.. قاد المسيرات حسن البرنس نائب محافظ الاسكندرية السابق والقيادي بجماعة الاخوان المسلمين واستقل سيارة نقل استخدمها المتظاهرون كمنصة وعليها مكبرات صوت ضخمة لالقاء خطاباتهم وهتافاتهم منها وقد حمل المشاركون في المظاهرة صور للرئيس المعزول واعلام مصر وشعارات منددة للجيش.. هتف البرنس في المتظاهرين قائلا: " نحن ثورة سلمية والثورة الحقيقية تستمر لايام واسابيع وشهور وليست ل 6 ايام فقط.. واستطرد: اذا قتل واحد يولد الف غيره مشروع شهيد من اجل الشرعية.. والشهيد لا يموت.. والشعب خرج في سلمية للمطالبة برحيل السيسي.. والاخوان والسلفيين والجماعات الاسلامية هاترجع مرسي بالسلمية ولن نهدا حتي يعود مرسي للحكم.. بلغوا كل الجيش المصري اننا نحميكم ونفديكم بدمانا ونريده اقوي واعظم جيش.. وايام مرسي سمحوا للمتظاهرين بالدخول حتي قصر الاتحادية ولم يسمحوا لنا حتي بالوصول اليه للتعبير عن رأينا كما لم يعاقب صاحب الونش الذي حاول اقتحام القصر" ثم هتف البرنس: "الجيش المصري بتاعنا.. السيسي مش بتاعنا" "سيسي يا سيسي مرسي هو رئيسي" "الجيش المصري جيشنا والسيسي مش رئيسنا" كما هتف ضد الشرطة "الداخلية بلطجية" واستمرت هذه الهتافات والخطابات المنددة للجيش والسيسي لحوالي ساعتين ومع دقات الساعة الثانية صباح امس قرر المتظاهرون الرحيل والعودة بمسيرتهم الجرارة لرابعة العدوية.. وكادت اشاعة عن القاء قوات الشرطة القبض علي 5 متظاهرين واحتجازهم داخل القصر ان تعيد المتظاهرين مرة اخري الي مكان تظاهرهم لولا تاكدهم انها اشاعة فاستكملوا سيرهم. وصرح مصدر امني ل "الاخبار" بأن القوات تمكنت من ضبط سيارتين بداخلهما منشورات وصور لمرسي واشار الي ان بعض المتظاهرين المشاركين في الوقفة كان بحوزتهم اسلحة خرطوش وبيضاء وكانوا علي استعداد لاستخدامها في حالة حدوث اشتباكات.. وقال ان الاهالي ساندت قوات الجيش والشرطة وقاموا بتأمين محيط القصر ومحلاتهم وممتلكاتهم خوفا من وقوع اشتباكات تضر بمصالحهم.