قالت صحيفة الديلي تلجراف البريطانية إن الإسلاميين في مصر يدعون إلي انتفاضة من أجل إعادة محمد مرسي إلي الرئاسة. ولكن الاندبندنت البريطانية قالت إن مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي لم يتمكنوا، حتي الآن، من حشد الجماهير الكافية في الشوارع لإرباك القادة العسكريين، والتيار المعارض للرئيس المعزول، إلا أنهم مصرون علي مواصلة الاحتجاج حتي تلبية مطلبهم. وأضافت الصحيفة أن حزب النور السلفي أمام فرصة طالما انتظرها، وهي أن يعوض تيار الإخوان المسلمين في الساحة السياسية المصرية. وأوضحت أن الإعلان عن تعيين محمد البرادعي رئيسا للحكومة الجديدة، ثم تصحيح الخبر بأن البرادعي لم يعين رسميا، وأن منصب رئيس الحكومة لا يزال شاغرا، إنما كان بسبب تحفظ حزب النور علي تعيين البرادعي. وأشارت الصحيفة إلي أن السلفيين الذين يشكلون حزب النور اختلفوا كثيرا مع الإخوان المسلمين. فقد هاجم مرشحو حزب النور مرشحي الإخوان في الانتخابات البرلمانية ووصفوهم في الحملة الانتخابية بأنهم جزء من النظام. ولم يساندوا ترشيح محمد مرسي للرئاسة إلا بعدما انسحب مرشحهم من الانتخابات. وظهر الخلاف بينهما جليا عندما ساند حزب النور عزل الرئيس محمد مرسي. من جهتها، ذكرت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية التي احتل المشهد المصري صدر صفحاتها أن ما يحدث في مصر - وما سيحدث في الأيام المقبلة- يمكن أن يغير "وإلي الأبد" ميزان القوي في المنطقة الممتدة من شمال إفريقيا إلي بلدان الخليج العربي. واعتبرت الصحيفة أن هذا التغيير في ميزان القوي يرجع إلي أن مصر هي بلد محوري في تلك المنطقة "المضطربة من العالم"، كما أنه من وجهة نظر الصحيفة فإن النموذج الذي تعطيه مصر منذ الأسبوع الماضي يضعف إلي حد كبير مفهوم الديمقراطية بعد عزل رئيس منتخب وإن كان لا يحظي بشعبية، وأخيرا لأن بعض الأنظمة في (تونس، ليبيا، تركيا) تخشي حاليا انتقال "العدوي". وأشارت إلي أن أسوأ ما يمكن أن يواجه مصر يتمثل في المماطلة التي قد تقود البلاد إلي "حرب أهلية"، وقالت إن التحدي الذي سيواجه الحكومة الجديدة يتمثل في تحقيق توافق في الآراء بشأن تسمية رئيس الوزراء، بالإضافة إلي أعمال العنف التي تجتاح الآن شمال سيناء. واعتبرت الصحيفة الفرنسية أن الجيش المصري ليس لديه خيار سوي الدفع بأسرع وقت ممكن إلي إجراء انتخابات جديدة وإعادة إطلاق العملية الديمقراطية التي يشترك بها الجزء الكبير من المكونات السياسية في البلاد. في الوقت نفسه، قالت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية ان ما وصفته بتعنت التيار السلفي المتمثل في حزب " النور" يهدد عملية الانتقال في مصر في مرحلة ما بعد عزل مرسي. وحذرت من أن معارضة تسمية البرادعي رئيس لوزراء مصر يظهر أيضا بداية معركة سياسية جديدة لتقسيم مصر في مرحلة ما بعد مرسي.