الحقيقة التي لا تريد ان تراها او تعترف بوجودها جماعة الاخوان المسلمين، وبقية الجماعات والقوي المؤيدة لها والمتضامنة معها من قوي وجماعات الاسلام السياسي، هي ان الواقع الذي امامهم وحولهم يؤكد بما لا يدع مجالا للشك، ان الغالبية العظمي والكاسحة من ابناء الشعب، والممثلة لجموع المواطنين علي تنوع مستوياتهم الثقافية والاقتصادية والفكرية، هم الذين خرجوا بالملايين من كل فج عميق واحتشدوا في الشوارع والميادين، يوم الثلاثين من يونيو، ليعلنوا رغبتهم في التغيير. وعجزت الجماعة عن ادراك ان الشعب صاحب الشرعية ومصدر السلطات، خرج ليعلن وضع نهاية للعقد الذي كان مبرما بينه وبين النظام الحاكم، وبدء صفحة جديدة، ومرحلة جديدة، بعد ان فشل هذا النظام في تحقيق الاهداف التي تعاقد معه الشعب لتحقيقها،...، بل وفشل في الالتزام ببنود العقد، وأخل بشروطه المعلنة والمنصوص عليها، في ضرورة احترام الدستور والقانون، والحفاظ علي أمن الوطن وسلامة اراضيه، وهو ما اقسم علي الالتزام به واحترامه ولكنه لم يفعل. ومن الواضح الآن، مما يجري ويقع أمام أعيننا جميعا طوال الايام الماضية وحتي الآن، ان الجماعة وحزبها والمناصرين لهم، لم يستطيعوا ادراك او تصديق حقيقة الواقع من حولهم، وانهم بدلا من الاعتراف به، والبدء في البحث عن الاسباب التي ادت اليه، راحوا ينكرونه متعللين بان ما يحدث هو مؤامرة عليهم من القوي المدنية الرافضة لهم والكارهة لوجودهم، والمتربصة بهم، والباحثة عن ذرائع وفرص للخلاص منهم. وتحت وطأة حالة الانكار التي سقطت فيها الجماعة، ووجدت فيها الوسيلة للتهرب من التسليم بفشلها في ان تكون علي مستوي الآمال والطموحات التي كانت معلقة علي وجودها في الحكم وموقع السلطة، والوسيلة المأمونة للتنصل من ضرورة الاعتراف بعجزها اداريا واقتصاديا وسياسيا علي ادارة شئون الدولة المصرية، لم تتوقف الجماعة لتسأل نفسها السؤال الوحيد الذي يجب ان تبحث له عن اجابة الآن، وهو لماذا حدث هذا التحول الكبير الواضح والملموس في مشاعر الجماهير المصرية تجاه الجماعة ومن يمثلها؟! وكيف حدث بمثل هذه السرعة؟! وبدلا من ان تتوقف الجماعة للتأمل والبحث الجاد والأمين فيما جري لها وعليها خلال هذه المدة الوجيزة من عمر الزمن، وأوصلها إلي ما هي فيه الآن،...، راحت تتحدث عن مؤامرة وانقلاب واضطهاد. »وللحديث بقية«