لا أعتقد انني أستطيع ان أكتب علي مستوي صحوتكم الشريفة!! لا أعتقد ان قلمي سوف يعبر مثل أي مصري او مصرية كون هذه الجموع العظيمة التي تجمعت وانطلقت من التحرير وخاضت مثل فيضان النيل العظيم الذي يروي مصر كلها... لا اظن ان قلمي سوف يستطيع ان يصل الي شرف فيضان المصريين الذين تركوا بيوتهم وفاضت بهم ميادين مصر كلها وتحولت حواري وأزقة وشوارع وميادين مصر الشريفة.. اصبح قلمي عاجزا تماما عن التعبير عن تلك الصحوة التي اصبح كل مصري وكل مصرية قطرة في بحر الحماسة ونقطة قوية لتصبح نهرا يروي الحدث ولم يحدث عندي نقطة يأس واحدة.. وأقسم بالله ان كل يوم كان يمر كنت اشعر انه يساهم في شحذ همم المصريين ويملأ قلوبهم بالامل فيتجمعون ويصبحون سدا منيعا في وجه اليأس. وصل اليأس بالمصريين الي درجة ذوبان الامل وعدم المقدرة علي الاحلام! ونسينا ان الامل يولد من رحم اليأس وفي ميدان التحرير حيث ولدت ثورة يناير التي غيرت حياة المصريين ولكن لاننا استسلمنا لفترة طويلة للفساد لدرجة اننا وصلنا الي اليأس منذ بزوغ الفجر وكأن الامل لم يعد له وجود في حياة المصريين. كان من الطبيعي ان تحدث بعض السقطات لان مصر تموج بالآراء ولكنها كما البحر تهدأ وتأخذ مسيرتها علي الوجه الصحيح- أي تستعدل - وها هي عقول المصريين الذين يمسكون بذمام الامور يصلون الي الطريق المستقيم ولعل جموع المصريين والمصريات علي إصرارهم علي ترك بيوتهم وفاضت بهم الشوارع والميادين في كل القري والمدن في تحركات جماعية دون اتفاق مسبق وكأن عقول المصريين تجمعت وأصبحت عقلا واحدا يحمل حلما واحدا بالتغيير.. وكأن مصر خلعت أي ضعف كان ينتابها وشحذت قواها وتخلصت من أي تردد كانت صحوة تعرف طريقها الصحيح وكان الله سبحانه وتعالي وضع في قلوب المصريين وعقولهم قوة وإرادة لتحقيق المستحيل من تغيير ومقدرة علي امتلاك قدرها... أصبحت الصور تتحدث وفيضان البشر يعطي القراء القدرة علي المشاركة لمجرد مشاهدة الصور. إن هذه الثورة وهذه الصحوة تفوق في قدرتها علي التغيير كل ثورات مصر في تاريخها الحديث.. انها صحوة.. صدقوني صحوة قوية في مقدرتها علي التغيير.. ان المصريين ثاروا علي انفسهم وصمموا علي تغيير أنفسهم اننا استطعنا ان نحقق الآن إن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم، انها صحوة لا غفوة لها، صحوة سوف تتغير فيها مصر تماما.. صدقوني سوف نشارك جميعا في التغيير.