لم يكن المشاركون في ميدان التحرير أو في الميادين العامة الأخري في المحافظات، وحدهم الذين يصنعون ثورة 25 يناير، وإنما كان هناك آخرون يكتبون أعظم قصص العطاء إما في عملهم الذي أدوا فيه رغم الظروف الصعبة، وإما في تأدية مهمة فرضتها الظروف الصعبة أيضاً، وآخرون كانوا ينتظرون الموت علي فراشهم لكن قلوبهم مع الثورة.. الأخبار تقدم 5 قصص لأطياف بشرية مختلفة، أعطي أصحابها بضمير إنساني راق.. أعطوا دون أن ينتظروا أن يتحدث عنهم أحد، وبإيمان أن أيام الثورة فيها جنود مجهولون يكتبون أيضاً قصة نجاحها. حدث هذا في ميدان التحرير.. وبقدر ما نقدم منها 5 قصص فقط، فإنه لو تم جمع كل هذه القصص علي مستوي مصر سنكتشف أن هناك تاريخاً صنعه كل الشعب المصري. لا للتحرش في البداية التقينا بحسام الكيلاني "أحد رجال الأمن الميداني " والمسئول عن تأمين وحماية السيدات والفتيات أمام منصة ميدان التحرير الرئيسية والذي أكد لنا أنه لن ينوي الرحيل عن الميدان إلا برحيل الرئيس مرسي مشيرا إلي انه منذ ثورة الخامس والعشرين من يناير لم يجد عملا مناسبا له , وطالب حسام جماهير الشعب المصري بعدم مغادرة الميدان إلا بعد رحيل النظام مضيفا أنه ينتظر مولوده الأول اليوم والذي سيسميه "نصر" تفاؤلا إن شاء الله بأن النصر قادم قادم لا محالة.. وانه لن يسمح لاي شخص بان يتحرش بأي فتاة او سيدة. حياة آدمية جمال أحمد العطار 54 سنة "موظف علي المعاش" ويعمل "بائعا للمناديل" بميدان التحرير بدأ حديثه قائلا: "اطلب من ربنا إنه يولي الأصلح" مشيرا إلي أن المظاهرات والاعتصامات تأتي دائما علي "دماغ الفقير" فأنا لا أجد عيشة مناسبة ولاحياة ادمية بعد ثورة 25 يناير وقررت النزول جنبا إلي جنب مع أخوتي في ميدان التحرير وأضاف أنه يعول 3 أولاد جميعهم في المرحلة الجامعية وكل مايريده في هذه الدنيا أن تنصلح الأحوال وتعود مصر كسابق عهدها وأن يجد أولاده اللقمة الحلال والعيشة المناسبة. رحيل النظام ويقول وحيد عزوز "معاق" اجلس في ميدان التحرير منذ ثلاثة أيام علي الرغم من آلامي المبرحة التي عاني منها منذ أكثر من "15 سنة" وادعوا الله أن ينتهي كل فرد من أفراد النظام واحدا تلو الآخر داعيا ربه: "يارب حقق لي كل اللي في قلبي ويعني إني أقدر أمشي تاني علي رجلي ولكن بعد رحيل النظام". الاستقرار أولا أما فتحي عباس "رجل إسعاف" فيؤكد أنه يعمل في هذ ه المهنة منذ أكثر من 20 عاما مشيرا إلي انه ينزل الميدان لكي يؤدي عمله وواجبه علي أكمل وجه ولكن قلبي مع متظاهري الميدان فأنا من مؤيدي الاستقرار ولكن "للصبر حدود" وبسؤاله عن أصعب الحالات التي واجهها داخل ميدان التحرير أكد فتحي أن مشاهد الأطفال المصابين من أصعب المشاهد التي يقشعر لها قلبي منذ يومي الأول في هذه المهنة وأضاف عم فتحي إلي أنه حياة وعيشة رجل الإسعاف مثل حياه ةاقي المصريين يشعر بجوعهم ويفرح بفرحهم ولكن الحل الآن هو الاستقرار ورجوع الأمن للشارع المصري. لقطة اليوم وتقول آلاء قاسم "16سنة" من القليوبية والتي تركت منزلها صباح امس للانضمام لثوار ميدان التحريردون علم أهلها أنها لم تقدر علي المشاركة يوم 25 يناير لكنها قررت النزول في هذا اليوم الذي انتظرته منذ تولي الرئيس مرسي الحكم ,وأضافت ألاء أن" هذا البلد هي بلدنا مثل ماهي بلدهم" مشيرة إلي أن لايصلح تولي الإخوان الحكم أكثر من ذلك فعلي حد قولها "رحم الله رجلا عرف قدر نفسه" فالشعب المصري لم يكن خائفا من مبارك ولا نظامه البائد فكيف به يخاف من نظام كان يخاف من نظام الرئيس السابق.