بداية لابد أن أكتب اعترافاً لكل من يعلنون في التليفزيون، هذا الاعتراف ربما يضايق من يعلنون في التليفزيون وقد طالت مدة طويلة وأنا أكتم هذا الاعتراف أعتقد أنه يغزو كل من يجلس أمام التليفزيون وشعر بالغيظ من الاعلانات التي تقوم بكل بساطة »بتخريط» البرامج وتضع الاعلانات بينها وكأنها مدفوعة الأجر ليس للإعلان ولكن هي بالفعل تقوم بعملية تقطيع بالنظام بحيث تخرج المشاهد بتقطيع البرامج أو المسلسل لتخرجنا من سياق البرنامج وتضعنا في علامات تعجب وغيظ فيحدث عندنا كراهية للسلعة المعلن عنها والتي أخرجتنا من تتابع الدراما وأظل أنتظر وألملم الإعلان ويطلع صابون أوقطعة بلوبيف في حجم رأس الطفلة أما إعلانات الزبادي فحدث ولا حرج فتأتي طفلة ومعها علبة زبادي ثم تنتقل بين الأم والأب وهما ملطوعين في المطبخ ثم فجأة أسد جالس في المطبخ ومشهد أخير عبارة عن الأم والأب وقد صعدا علي ترابيزة خوفاً من الأسد وللأسف كل ما يبقي في ذهننا مشهد الأسد وحتي لو كان الأسد ملتزماً بالمطبخ وكأنه في قفص في جنينة الحيوانات. وأتعجب كيف نعلم أطفالنا ان يقبضوا علي قطعة بلوبيف أكبر من ذراع أي طفلة ويأكلونها وكأننا نعلمهم اسلوب أكل البلوبيف، شيء مقزز في هذا الاسلوب ويمكنهم ان يعلموا الأطفال كيف يعملون ساندوتش ويأكلونه بشكل متحضر. عموماً نحن في بلاد لا نلاحظ ان الطفل لديه حب استطلاع ويلفت نظره كل ما يكسف وربما يتعلم الصغير من أي إنسان أشياء ليست مهمة ولكنها تلفت نظره وخصوصاً أن الأطفال ولوعون بتقليد الكبار وأجد كثيراً من الأطفال يقلدون الكبار ومن أخطاء الكبار أنهم يعلقون علي الأطفال بشكل استعراضي مضحك وكثيرا يقلدون وهذا يعطي فرصة للاستعراض وكثيراً ما يتمسك الأطفال بتقليد الكبار وتصبح صيغة من صيغ الاستعراض وكثير من العائلات يستدعون الأطفال ليقلدوا فنان كوميديان أو فنانة ويسعد الأهل بهذه الموهبة لدرجة أن الأطفال يلتصقون بالشخصية يسعدون بالتقليد أمام الكبار وكثيراً ما يشجع الكبار أولادهم علي التقليد بينما يحدث تشويه في شخصية الطفل حتي ان بعض الأطفال يطلبون أطعمة معينة مثل إعلانات التليفزيون وتكون غير مناسبة لجهازهم الهضمي ولهذا لابد من مراقبة الأطفال وهم أمام التليفزيون حتي لا تحدث أي تغييرات ولابد من شرح ما يحدث في التليفزيون حتي لا يأخذوا كل ما يشاهدونه قضية مسلماً بها أو أنها تصلح لهم. التليفزيون خطر جداً لو لم تلاحظ الأسرة كل ما يقدم أولاً بأول لكل ما يأخذه الطفل فهو يقوم بدور تشويهي حتي لو كان الطفل بارعاً في تقليد الكبار فهذا يشوه الطفل ويجعله يعيش دوراً غير حياته ويتمزق بين هذه الأشياء ويصبح شخصية مشوهة.