احتفل رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان أمس بتغلبه علي المتظاهرين الذين تحدوا سلطته خلال أكثر من أسبوعين وبدأ عملية تصفية حسابات باطلاقه حملة مطاردات واسعة لمثيري الاضطرابات واستغل اردوغان خطابه الأسبوعي امام نواب حزبه »حزب العدالة والتنمية» لطي هذه الصفحة غير المسبوقة التي هزت بلاده. وقال اردوغان في خطابه وسط التصفيق الحاد «ان ديمقراطيتنا تعرضت مجددا لاختبار وخرجت منه منتصرة». مضيفا «ان الشعب وحكومة حزب العدالة والتنمية احبطا هذه المؤامرة التي حاكها خونة وشركاؤهم بالخارج». وقال اردوغان ان «المؤامرة» التي اعدت ضد حكومته من قبل متظاهرين قطعوا الشارع علي مدي اكثر من اسبوعين قد احبطت بفضل تعبئة مناصريه. وقال اردوغان ان «الشعب احبط هذه المؤامرة عبر تجمعه بمئات الآلاف» خلال لقاءات نظمها الحزب الحاكم في أنقرةواسطنبول مشددا علي ان هذه التجمعات تشكل «الصورة الحقيقية» لتركيا. ودافع اردوغان مجددا عن قوات الشرطة التي تواجه انتقادات شديدة بسبب عنفها تجاه المتظاهرين معتبرا أنها «نجحت في اختبار الديمقراطية». واضاف «سنعزز بشكل اضافي شرطتنا وسنزيد بشكل اضافي قدراتها علي التدخل» ضد المتظاهرين. وقد اعتقلت الشرطة التركية امس عشرات الأشخاص ينتمون لليسار علي صلة بالمظاهرات المعارضة للحكومة التي تهز البلاد منذ نهاية مايو. ففي اسطنبول اعتقلت الشرطة حوالي 90 عضوا في الحزب الاشتراكي للمضطهدين وهو تشكيل صغير نشط في الاحتجاجات الاخيرة، من داخل منازلهم، كما داهمت الشرطة مقر صحيفة «اتيليم» ووكالة «ايتكين» للانباء المقربتين من هذا الحزب، وفق ما أوردت قناتا «ان تي في» و»سي ان ان تورك» الإخباريتان. واشارت قناة «ان تي في» الي اعتقال 30 شخصا في انقرة و13 آخرين في اسكيشهر «شمال غرب» اضافة الي عمليات للشرطة في 18 محافظة أخري. وكانت الشرطة التركية قد اعتقلت زهاء 600 شخص الاحد الماضي في اسطنبولوأنقرة في المظاهرات المعارضة للحكومة، وفق النيابة العامة في كل من هاتين المدينتين. وبدأت وزارة العدل التركية العمل علي مشروع إصدار قوانين تتعلق بالجرائم الالكترونية لتقييد دور شبكات التواصل الاجتماعي في نشر الدعوات للتظاهر ضد اردوغان، وفقا لصحيفة حريت التركية.