في الذكري العطرة للاسراء والمعراج لنا فيها دروس وعبر نتعظ منها ونعتبر وتتعلم منها الأجيال القادمة الصبر علي الشدائد ومكافأته من الله عز وجل.. والآيات الكبري في رحلة الاسراء والمعراج.. لنتعلم كيف صبر رسولنا الكريم علي ايذاء الكافرين والمشركين وازداد هذا الايذاء بعد وفاة عمه ابو طالب الذي أراد الله أن يموت مشركا حتي يحميه من ايذاء المشركين حيث كان كفر ابو طالب سببا جعل الكفار يجاملون عمه ابو طالب بعدم ايذاء ابن أخيه رسولنا الكريم كما ازداد هذا الايذاء بعد وفاة زوجة النبي عليه الصلاة والسلام السيدة خديجة رضي الله عنها حيث كانت راحته وسكونه وهدوءه ومحبته في المنزل. كانت رحلة الاسراء والمعراج هي مكافأة الله لرسوله الكريم للترفيه عنه بعدما لقي من ايذاء الكافرين والمشركين من ثقيف في الطائف حيث تضرع الرسول الخاتم الي الله بقوله: »اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني علي الناس ياأرحم الراحمين أنت رب المستضعفين وأنت ربي الي من تكلني الي بعيد يتجهمني أم الي عدو ملكته أمري إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي ولكن عافيتك هي أوسع لي أعوذ بنور وجهك الذي اشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة أن تنزل بي غضبك او تحل علي سخطك لك العتبي حتي ترضي ولا حول ولا قوة إلا بالله» كانت مشيئة الله بعد جفاء أهل الارض ان يعوضه بحفاوة أهل السماء والملأ الأعلي بعد ان ضاقت عليه الارض بما رحبت فلجأ الي الله.. لتذهب عنه عناء ونشوة أهل الارض وشاء الله ان يجعل له هذه الرحلة العلوية تكريما له وعوضا من جفاء الناس وليري آيات الله الكبري التي لم يرها نبي من قبله حتي يثبت فؤاده فكانت هذه الرحلة السماوية قوة الدفع الربانية له في اداء رسالته الاسلامية الي الناس وتعريفهم بالله وتوحيده ودين الاسلام الجديد.. بدأت قصة الاسراء والمعراج بشق صدره وطهارة قلبه، الذي حدث رسولنا الكريم عدة مرات وهو صغير ووقت البعثة ووقت الاسراء ووقت الهجرة بمثابة رمز لهذا الاعداد المحتوم والتوبة لاتباع الرسول الكريم واختياره كوب اللبن من جبريل بدلا من الخمر هي الهداية الي الفطرة فالاسلام هو دين الفطرة وكانت هذه الهداية الآية الاولي للرحلة السماوية. الاسراء هو رحلة السفر ليلا حيث كان النبي في الحطين او في الحجر بالمسجد الحرام وأتي اليه جبريل بالبراق ليبشره بهذه الرحلة العلوية وركب البراق الذي ركبه آدم وابراهيم عندما علم ان الذي سيركبه هو خاتم النبيين وحبيب الرحمن طلب منه البراق ان يشرف بركبه يوم القيامة وان يشفع له للدخول معه الي الجنة وحينما أتي البيت المقدس ربطه علي الصخرة وصلي النبي الكريم ركعتين بالانبياء في المسجد الاقصي ثم صعد في رحلته العلوية والمعراج هي المرحلة السماوية من بيت المقدس الي الملأ الاعلي وسدرة المنتهي حيث العرش وجنة المأوي. بعد رحلة الاسراء عرج الرسول الكريم الي السماء حيث شاهد آيات الله الكبري شاهد نماذج مختلفة لأمته وشاهد الانبياء موسي يصلي في قبره وابراهيم يجلس مستندا الي البيت المعمور في السماء فوق الكعبة حيث طالب النبي ان تهتم أمته بحراس الجنة وهي سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر ولا حول ولا قوة الا بالله وموسي طلب ان يراجع النبي في ان يطلب من الله تخفيف الصلاة من 05 صلاة الي 5 صلوات في اليوم حتي استحي النبي الكريم من التخفيف اقل من ذلك وصعد النبي حتي اقترب من سدرة المنتهي حيث العرش وجنة المأوي فقال له جبريل تقدم انت اما أنا فسأحترق.. وتقدم النبي حبيب الرحمن فشاهد الآية الكبري نور وجه الله ذي الجلال والاكرام الذي اشرقت له السموات والارض والظلمات ولم يشهده اي نبي او رسول من قبله اما بالوحي او من وراء حجاب.. وقد وصف القرآن هذا في سورة النجم في قوله تعالي: «ثم دنا فتدلي فكان قاب قوسين او أدني فاوحي الي عبده ما أوحي ما كذب الفؤاد ما رأي أفتمارونه علي ما يري ولقد رآه نزلة اخري عند سدرة المنتهي عندها جنة المأوي اذ يغشي السدرة ما يغشي مازاغ البصر وما طغي لقد رأي من آيات ربه الكبري». الاسراء كانت بجسد النبي وروحه معا والمعراج قد تكون بروحه مناما او بروحه وجسده الله أعلم.