احيا الجندي الاسرائيلي "ناتان بلانك" اشكالية رفض الخدمة في الجيش الاسرائيلي، حينما اعترض غير ذي مرة علي اداء خدمته الالزامية في الجيش، وبرر موقفه بالاعتراض علي ممارسات جيش بلاده البربرية ضد المدنيين، سواء في قطاع غزة خلال عملية "عامود السحاب" الاخيرة، او في غيرها من الاراضي الفلسطينية المحتلة، ورغم اعتقال بلانك اكثر من مرة علي خلفية موقفه المثير، الا انه آثر العقوبة علي المشاركة فيما وصفه بعمليات الجيش الاسرائيلي غير القانونية ضد المدنيين. في الاسبوع الماضي تقرر الافراج عن ناتان بلانك الذي تمرد باصرار علي اداء الخدمة العسكرية في جيش الدولة العبرية، واعتقل خلال ستة اشهر فقط عشر مرات، لكن ذلك لم يثنه عن موقفه المتصلب، وفي كل مرة يُحاكم فيها امام القضاء العسكري، وعلي حد وصف هآارتس، اصبح المُجند بلانك ضحية لظلم وقهر المؤسسة العسكرية، كما طالبت الصحيفة في نهاية تقريرها حكومة نتانياهو بضرورة التعاطي مع تلك الاشكالية، وبدلاً من معاقبة رافضي الخدمة الالزامية في الجيش، لابد من توفير خدمة الزامية مدنية، يمكن من خلالها استيعاب الاعداد الكبيرة، التي ترفض الخدمة في جيش الاحتلال. ووفقاً لتقرير صحيفة هاآرتس العبرية، يعود رفض الخدمة الالزامية في الجيش الاسرائيلي الي اعتراض فصيل عريض من الشباب الاسرائيلي غير المتدين علي خدمة بلاده من هذا الموقع، نظراً لماينطوي عليه التجنيد في الجيش من مساس بالمدنيين الفلسطينيين. وقالت الصحيفة المحسوبة علي التيار اليساري في اسرائيل، ان حكومة تل ابيب تبني علي سبيل المثال نقاط استيطانية غير مشروعة في الاراضي الفلسطينية، ويواجه هذا القرار غير القانوني صمتاً تاماً من قبل الدوائر المعنية في اسرائيل، خاصة الادارة المدنية. واوضحت هاآرتس ان تنفيذ جنود الجيش الاسرائيلي لقرارات المستوي السياسي، يكشف طبيعة العلاقة بين الفلسطينيين والمؤسسة العسكرية الاسرائيلية، فمن يعارض من الفلسطينيين تلك القرارات ويقرر الدفاع عن ارضه، يواجه بصلف وعنف بالغين من قبل الجنود، رغم ان هؤلاء الجنود ليسوا بمعزل عن تقارير المنظمات اليسارية الاسرائيلية وفي طليعتها منظمة "بيتسيلم"، التي اكدت ان بناء المستوطنات في الاراضي المحتلة، يهدف الي تصفية السكان الفلسطينيين وانتزاع اراضيهم بقوة السلاح.